اقتصاد

“بلا أكل وشرب”.. كلفة الإقامة لأسبوع في المناطق السياحية باللاذقية تتجاوز 5 مليون ليرة

“بلا أكل وشرب”.. كلفة الإقامة لأسبوع في المناطق السياحية باللاذقية تتجاوز 5 مليون ليرة

 

يبدو أن كلّ شيء في حياة الناس في سورية بات مجرّد أضغاث أحلام يأملون أن “يحدث زلزالاً” يقلب موازينه، فلم يقف الأمر عند انعدام الغذاء والدواء واللباس، بل أضحت المنتجعات والشاليهات على شواطئ اللاذقية وطرطوس، هي الأخرى وكنتيجة طبيعية بعد أن استغنوا حتى عن “أساسيات العيش نفسها”، خارج حلقات تفكيرهم، بعد أن ضربت أسعارها “المجنونة” عرض الحائط أحوال الناس نتيجة ضعف أجورهم، لتبق حكراً على فئات الـ “خمس نجوم” من الناس.

واعتبر العديد من المواطنين، من أصحاب الدخل المحدود، أن السياحة باتت “لناس وناس”، وتحديداً لذوي الطبقة المخملية دون غيرهم، متسائلين، عن مدى قدرة أي موظف عادي على اصطحاب عائلته إلى شاليه لمدة يومين في اللاذقية، علماً أن تكلفة الإقامة تفوق مرتبه بعشرة أضعاف ونصف الضعف.

وفي الوقت الذي نجد فيه الإعلانات السياحية تتصدر عناوين مواقع التواصل الاجتماعي، مع بداية فصل الصيف، عن ما يسمى “عروض شاليهات مخدّمة بالكهرباء والإنترنت على مدار اليوم”، سواء في الفنادق أم المواقع السياحية الأخرى كالبسيط والشاطئ الأزرق ووادي قنديل، إلا أن “هذه العروض”، هي الأخرى “خلبية” حتى قاربت أجور اليوم الواحد مليون ليرة.

اقرأ أيضاً: سعر الكرز يتجاوز 17 ألف ليرة والمشمش 11 ألف.. الفواكه تتحول لرفاهية والمحلات تخفف عرضها لضعف حركة الشراء

ففي الفنادق والشاليهات بمحافظة اللاذقية، تتراوح تكلفة الإقامة لعائلة مكونة من 6 أشخاص، ليوم واحد فقط، بين 650 – 900 ألف ليرة، والتكلفة الأسبوعية للإقامة تفوق الـ 5 ملايين ليرة سوريّة، من دون حساب تكاليف الأكل والشرب والمستلزمات اليومية، إضافة للتنقل وغيرها.

وبحسب صحيفة “الوطن” المحلية، تنخفض التكاليف كلما انخفضت الخدمة والإطلالة وابتعد الشاليه عن شاطئ البحر، ليصبح الأجر مع “عبارة خط مولدة”، ويشمل تشغيل الإنارة وشحن الهواتف والمراوح والشاشة والبراد لفترات محددة، حسب الاتفاق بين المستأجر وصاحب الشاليه، فيكون الإيجار اليومي بين 200 – 400 ألف ليرة لليوم الواحد.

وأضافت الصحيفة، تبدأ أجور الغرف لشخص أو شخصين مع وجبة الفطور في الفنادق تصنيف خمس نجوم سواء العامة أم الخاصة، من 350 ألف ليرة إلى 650 ألف ليرة لليلة الواحدة، والجناح “السويت”، لـ 3- 4 أشخاص تبدأ الأجور اليومية من 650 ألفاً حتى 900 ألف ليرة حسب الإطلالة سواء بحرية أم داخلية والتجهيز إن كان الجناح عادياً أو سوبر ديلوكس.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذه الأسعار تعدّ بداية موسم الصيف وقبل امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، ومن المحتمل أن ترتفع بعد انتهاء فترة الامتحانات ودخول شهر تموز المقبل ذروة الموسم السياحي.

وفي هذا السياق، أكد مدير السياحة في اللاذقية “فادي نظام”، أن هناك نشرات أسعار تأشيرية من الوزارة للفنادق التابعة لها، وأي شكوى من النزلاء حول زيادة عن الأسعار تتم متابعتها فوراً واسترداد المبلغ لمصلحة صاحب الشكوى.

وأشار “نظام”، إلى الاهتمام بالسياحة الشعبية وإقامة الشواطئ المفتوحة، مضيفاً، يتم العمل على إقامة كبائن خشبية في موقع حميميم وتوسعة موقع لإبلاج بإقامة منشأة فندقية.

ولفت مدير السياحة، إلى العمل على التنسيق مع شركة كهرباء اللاذقية لزيادة ساعات التغذية في المقاصد السياحية، ومع شركة سادكوب لزيادة طلبات المشتقات النفطية للمحافظة، ومع الشركة العامة للنقل الداخلي لتأمين باصات نقل على المحاور السياحية، منوهاً إلى ضرورة الاهتمام بالموسم السياحي لما له من أهمية بالعائدات المادية للخزينة العامة عموماً.

وبيّن أن بعض المنشآت السياحية تتجه لحلول الطاقة البديلة والمتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية في ظل التقنين الكهربائي الحالي، إضافة لتركيب سخانات شمسية وترخيص آبار مياه لتكون الخدمات جيدة وتلبي الحاجة بشكل عام.

يذكر أن أصحاب الشاليهات يبررون ارتفاع الأجور، كالعادة، لغلاء تكاليف المقومات السياحية وخاصة تأمين التيار الكهربائي، الذي يتطلب “حسب قولهم”، دفع مبالغ طائلة لتشغيل المولدات طوال فترة النهار وساعات محددة في الليل حسب طلب الزبون إضافة للخدمات الأخرى من تنظيف وغسيل وغيرها.

وكانت مديرية سياحة اللاذقية، توقعت في تصريحات سابقة، أن يشهد الصيف الحالي، حركة سياحية عربية ودولية، مشرة لوجود حركة سياحية من المغتربين السوريين بدول الخليج الذين بدؤوا فتراتهم السياحية وتوجد أعداد جيدة ومعهم ضيوف من الخليج ومن دول عربية.

وأمام هذه الأسعار، وهذا الواقع المؤسف حقيقة، يبقى “موظفو القطاع العام في سورية”، هم وحدهم من دفع ويدفع كلّ يوم الضريبة الأغلى والتي جعلت حياته “أشبه بالجحيم”، بعد أن كسر الغلاء ظهورهم، وجعل تأمين لقمة عيشه “بحدودها الدنيا”.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى