اقتصاد

السوريون يستقبلون العام الجديد بالأمنيات.. خبير اجتماعي: ارتفاع الأسعار يحرم معظم الأسر سهرة رأس السنة

السوريون يستقبلون العام الجديد بالأمنيات.. خبير اجتماعي: ارتفاع الأسعار يحرم معظم الأسر سهرة رأس السنة

 

مع مرور الأيام تحوّل الحديث عن حياة السوريين اليومية، إلى حديث مثقل بالهموم والمتاعب، حيث باتت معظم أوقاتنا صعبة، وتتسم “بالكآبة” في شكلها العام، وبالتزامن مع هذا المشهد، يأتي رأس السنة، ليزيد من حدّته، بعد أن وقف الأهالي عاجزين عن جعل هذا اليوم “كحدّ أدنى” كما كان في السنوات الماضية، مكتفين بالأمنيات بعام أفضل.

ولطالما مثّل هذا اليوم كأيام الأعياد الأخرى، بالنسبة للسوريين مساحة للفرح، باتت راسخة في ثقافة الشعب، فإن هذا الأمر جعلهم يبتكرونها بأي شكل، وعلى بساطة وسائلها، فإنها استطاعت توليد “بسمة خجولة” على الوجوه من رحم المعاناة.

وقال أحد الأطفال، أحب بابا نويل كثيراً، صحيح أنه لا يحضر لي الهدايا كما نشاهده في برامج الأطفال، إلا أنني أشعر بالسعادة عند رؤيته في التلفاز وأمام المحال التجارية، وهو يتجول في الشوارع في عيد رأس السنة ملوحاً بيده والبسمة تعلو وجهه الضاحك، وفق ما نقلت صحيفة “تشرين” الرسمية.

اقرأ أيضاً: التضخم يمنع التعامل بالفئات النقدية الصغيرة.. خبراء: الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير في عام 2024

ولفتت إحدى السيدات إلى إنها ومنذ قرابة ثلاث سنوات لم تعد تحتفي مع عائلتها كالسابق، نظراً لإصابة زوجها نتيجة وقوع حادث له وعجزه عن العمل، وبالتالي أصبحت الضغوط المالية تقع على عاتقها، مضيفة، لم نعد نشعر بالسعادة كما كنا، فالعجز المادي الذي خلفته الأزمة جعلنا ننسى أن نفرح كما يجب.

وقال الخبير الاجتماعي “محمد اللادقاني”، لصحيفة “تشرين” أصبح معظم الناس يفكرون في تأمين لقمة العيش والاحتياجات اليومية، لذا انكفأ معظم الأشخاص عن الاحتفال برأس السنة، حيث تبلغ تكلفة الاحتفال “في المنزل”، ولعائلة مؤلفة 5 أشخاص ما يعادل النصف مليون ليرة، إن لم نقل أكثر، وبأقل المكونات، ومن دون دعوة أحد من الأقارب والأهل.

اقرأ أيضاً: كيف تقيّم أداء عمل الحكومة في 2023؟.. خبراء اقتصاد يوضّحون

وأضاف “اللادقاني” مع ذلك فروح العيدية لم تتلاشَ بين السوريين على العكس، فقد أصبحوا أكثر تلاحماً وتضامناً في مواجهة التحديات التي تُعد غير مسبوقة، وبدلاً من تبادل الهدايا المادية، انتقل الاهتمام إلى الهدايا الروحية والعاطفية، والدعم المعنوي، قائلاً، ربما تكون الهدايا الرمزية، مثل الرسائل المليئة بالأمل والحب والصلوات، هي الأكثر قيمة في عربة بابا نويل هذا العام.

وتابع الخبير الاجتماعي، السوريون لم يعدموا الوسيلة لوداع 2023، فيمكن أن تكون عبر الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية وحتى الاتصالات الفيديو، ما يسمح لهم بتبادل التهاني والأماني بشكل مباشر ودافئ رغم البعد الجغرافي.

وأضاف، يمكن الاحتفال بالعيد ونهاية العام بطرق بسيطة ومعبّرة، من خلال تبادل الهدايا الصغيرة والتحلية المحلية والمنزلية، ما يجلب البهجة ولو بأقل الطرق وأبسطها.

اقرأ أيضاً: سائقو التكاسي في حمص يرفعون أجورهم كيفيّاً بلا حسيب أو رقيب

يذكر أن سعر كيلو لحم العجل 180 ألف ليرة، وكيلو لحم الخروف 230 ألف ليرة، والشيش 100 ألف ليرة، وسعر الفروج المشوي 110 آلاف ليرة، والبروستد 120 ألف ليرة، وسعر كيلو الصفيحة 220 ألف ليرة، أما تكلفة طبق التبولة، فيصل إلى 50 ألف ليرة، وكيلو الحمص الناعم 25 ألف ليرة، والمتبل 30 ألف ليرة.

كما يصل سعر كيلو الكستنا المرتبط دوماً “بليلة رأس السنة” 90 ألف ليرة، وحبة الأناناس 110 آلاف ليرة، أما سعر كيلو التفاح 9000 ليرة، والموز 20 ألف ليرة، والبرتقال 5 آلاف ليرة، والبطاطا 6500 ليرة، والبندورة 6500 ليرة.

مهما يكن الأمر، لا شك أن الفرح غاب منذ عام 2011 في قلوب الكثير من السوريين، مكتفون بالأمنيات “لعدم القدرة بأكثر من ذلك أمام هول الأسعار”، لكنهم أثبتوا أيضاً كما هم عبر تاريخهم، أنهم أبناء الحياة، فعسى أن يحمل العام الجديد خيراً يجبر خاطرهم المكسور الذي يعاني ويلات الحرب من الجوع والقهر وفقد الأحبة، وتعود السهرات العامرة وعجقة الأفراح التي ينتظرها 99% من المواطنين.

وكل عام وأنتم بألف خير

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى