مجتمعخدميمحلي

سبب 65% من حالات الطلاق.. الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي يهدد الحياة الزوجية

سبب 65% من حالات الطلاق.. الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي يهدد الحياة الزوجية

 

لا شك أن مواقع التواصل الاجتماعي، باتت اليوم تحجز حيزاً كبيراً في حياتنا، ولاسيما الشخصية منها، الأمر الذي جعلها تترك آثاره السلبية داخل الكثير من الأسر.

وعلى الرغم من إيجابياتها العديدة، الممثلة باختصار المسافات وسرعة معرفة الأخبار، غير أنها بشكل أو بآخر، استطاعت أن تتسبب بالإدمان لدى الكثيرين، حيث بات الأفراد داخل الأسرة الواحدة، كلّ منشغل في هاتفه، ما تسبب في عدم تواصل أفراد الأسرة بالطريقة الصحيحة، وانعكس سلباً على تلاحم أفرادها وتفاعلهم مع بعضهم.

وكشف العديد من المحامين، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت من أخطر مشاكل العصر التي تهدد العلاقات الإنسانية والوقوع في الكثير من الخلافات الزوجية، كما تعد من أقصر الطرق لازدياد حالات الطلاق بين الأزواج.

وأضافوا أن الاستخدام الخاطئ لهذه المواقع، ساهم في إضعاف الروابط الأسرية، إضافة إلى ظهور مشاكل اجتماعية نتيجة لما يحدث من مقارنات بين الحياة الواقعية وما نراه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أدى إلى الشعور بالاستياء وعدم الرضى والإحباط

وبحسب المحامين، فإن اتساع ظاهرة التمثيل والتصنّع وتقليد الآخرين على منصات التواصل وعرض الخصوصيات والخروج عن الواقع الحقيقي بات يشكّل فعلياً عاملاً رئيسياً في الخلافات الزوجية، كاشفين بأن نسبة حالات الطلاق بسبب مواقع التواصل الاجتماعي تتراوح بين 60 و65 بالمئة، وفق ما نقلت صحيفة “تشرين” الرسمية.

وأضافوا، تعد شبكات التواصل الاجتماعي بالنسبة لكثير من مستخدميها ضرورة ملحّة ليبدعوا في تصوير أدق التفاصيل عن حياتهم اليومية والتي تصل بهم إلى حد الهوس لتقديم صور جميلة عنهم وعن المحيطين بهم واستعراضها عبر مواقع التواصل لكسب أكبر عدد من المتابعين ونيل إعجابهم، متجاهلين تماماً مدى الآثار النفسية المدمرة والخلافات الاجتماعية التي تنتج عن هذا النوع من الاستعراض والتباهي.

وقال أحد المواطنين، باتت “الستوريات” أو “القصص القصيرة”، على منصات التواصل والتنافس الاجتماعي لاستعراض محتوى إيجابي يدل على الرفاهية والحياة المثالية، وغيرها الكثير من المنتجات والطروحات والأفكار وتصويرها على الصفحات التي تعج بالإعجابات والتعليقات، تشغل بال شريحة واسعة من المتابعين الذين ينقادون وراء هذه المحتويات غير المجدية غالباً وتصديقها والسعي لعيش شيء مشابه لها، معتقدين أنها حياة كاملة لا تشوبها شائبة لتكون نتيجتها الشعور بالغيرة والنقص وعدم القدرة على تقبّل الحقيقة.

اقرأ أيضاً: بسبب الخلاف على أجرة تكسي.. مشاجرة جماعية تودي بحياة شاب في مقتبل العمر!!

بدوره قال مدرّس لغة عربية، أصبحنا في زمن الستوريات وخصوصية أي فرد باتت متاحة للجميع وبموافقته ويساهم في نشرها متفنناً في تقديم نفسه ليسلط الضوء على الحياة الإيجابية التي يعيشها حتى لو كانت مصطنعة وغير حقيقية في بعض الأحيان.

وهذه الظواهر المجتمعية تعصف باستقرار الحياة الزوجية، وأصبحت سبب رئيسي في التفكك الأسري لأننا لا نلاحظ مدى خطورة هذه المواقع التي تشعرنا بالتذمر وعدم القناعة والركض وراء فقاعة السوشيال ميديا.

وفي السياق، حذّر المحامي “إبراهيم الأيوبي”، في حديث للصحيفة نفسها، من الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل، مشيراً إلى أنه من الضروري وضع حدود وضوابط لاستخدامها خاصة عند المراهقين التي تؤثر سلباً في تشتيت انتباههم وتعريضهم للتنمر ووجهات النظر غير الواقعية.

وأشار “الأيوبي”، إلى أنه ومن باب الحرص، فيجب أن يتقيد الأزواج بتلك الحدود وعدم السماح لهذه المواقع بتدمير الأسرة وتفككها، لافتاً إلى أن الطارئ والمستجد على المجتمع السوري هو حالات الطلاق الناتجة عن وسائل التواصل والتي لا تقل بناء على إحصائية تقديرية عن 20 بالمئة من حالات الطلاق العامة، وهي نسبة لا يستهان بها في المجتمع الذي تعاني به الأسرة من ضغوط اقتصادية وعوامل نفسية.

ولفت “الأيوبي”، إلى أن هناك دعاوى سببها الرئيسي هو الخيانة الزوجية ونشوز الزوجة نتيجة التأثر بحياة مقدمي المحتوى الخيالية والتي يعجز عنها معظم السوريين في واقعنا الاقتصادي الحالي.

وأضاف، ومع سهولة انتشار المعلومات والصور وتنوع وسائل التواصل كان له الأثر السلبي على المجتمع السوري، حيث تعرض على المحاكم الشرعية العديد من القصص والخصومات بسبب الاستخدام المفرط لها والتي تؤدي إلى تدمير العلاقات الزوجية وتفكك الأسرة التي يدفع بها الأبناء الثمن الأكبر ويكونوا ضحايا إدمان الأهل على هذه المواقع والابتعاد عن التواصل والتفاعل معهم وانزلاقهم وراء رفاق السوء والإدمان وتكون العاقبة وخيمة.

من جهتها، رأت الأخصائية الاجتماعية “رولا معروف”، أن المتابعة المستمرة لمواقع التواصل ترفع سقف التوقعات عند الشريكين وعندما لا يحدث ما يتوقع أحدهما من الآخر تبدأ المشكلات تتفاقم بينهما وتصبح معقدة.

وأوضحت “معروف”، أن هناك معركة على مواقع التواصل وخاصة بين مجتمع النساء لعرض حياتهن الخاصة على الملأ وجعلها عرضة لتعليقات الناس واستعراض النشاط اليومي والأزياء والطعام والرحلات وغيرها.

وأضافت، هذا الأمر جعل النساء يدخلن في دائرة الغيرة والمعاناة من الواقع الحقيقي عندما يشاهدن صور تدل على الرفاهية والحياة الكمالية وهو عامل مهم للشعور بالاكتئاب وعقد النقص والأمراض الاجتماعية ومحاولة التقليد يعطي شعور بالإساءة والإهانة للمتلقي نتيجة إحساسه بالتفاوت الطبقي والمادي والفكري.

وتابعت “معروف” يجب التسلح بالوعي والقناعة بين الزوجين وعدم التأثر بما يعرض وعدم الانغماس في هذه الحياة الافتراضية لدرجة الانفصال عن الحياة الواقعية.

ختاماً، ما يجب الإشارة له أن الاعتدال في كل شيء قد يكون خير الأمور، ومع صعوبة الاستغناء عن هواتفنا وعالم السوشال ميديا، فإنه يجب علينا الحرص على ألا يحتل الهاتف الذكي مساحة كبيرة من الوقت المخصص لأسرتنا، وأطفالنا، الذين يجب أن يكونوا مصب الاهتمام الأول لدينا.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى