اقتصاد

الليرة السورية تُسجل أكبر تراجعٍ لها في 2023.. خبير يدعو لعزل أصحاب القرار المتسببين بانهيارها ومحاكمتهم بالسرعة القصوى

الليرة السورية تُسجل أكبر تراجعٍ لها في 2023.. خبير يدعو لعزل أصحاب القرار المتسببين بانهيارها ومحاكمتهم بالسرعة القصوى

 

شهدت الليرة السورية تراجعاً كبيراً منذ بداية العام 2023، وظهرت نتائجه بشكل جلي في التضخم الذي أصاب كافة السلع والمواد الغذائية وغير الغذائية، وذلك بالتزامن مع إصرار المصرف المركزي على رفع سعر صرف الليرة أمام الدولار لمجاراة السوق السوداء، دون أن يهتم بما خلفه ذلك في الأسواق من أهوال.

وتراجعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بنسبة كبيرة خلال عام 2023، ففي بداية العام كان سعر صرف الدولار 4522 ليرة سورية، بينما بلغ اليوم سعر صرف الدولار 12700 ليرة سورية، بحسب آخر نشرة للمصرف المركزي، بمعنى انخفاض قيمة الليرة بنسبة تجاوزت 180%، وهو الانخفاض الأكبر الذي يتم تسجيله في تاريخ الليرة السورية.

اقرأ أيضاً: السوق السوداء تغرق بالمازوت بأسعار “مريخية”.. جمعية حماية المستهلك: الحكومة تتساهل في ذلك لأنها تعلم بتقصيرها

هذا الانخفاض المخيف بقيمة الليرة السورية، لم يقابله زيادة موازية في الأجور، التي أصبحت قروشاً لا نفع منها، وتسببت باستقالات بالجملة للموظفين، للاتجاه نحو المهن والقطاعات الخاصة لمجاراة الغلاء بالأسواق، بعد أن ارتفع وسطي تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد، إلى أكثر من 9.5 مليون ليرة سورية، أما الحد الأدنى فقد وصل إلى 5,954,347 ليرة سورية، بحسب آخر الدراسات لصحيفة “قاسيون”.

كما تسبب ذلك الغلاء في انعدام الأمن الغذائي في سورية، وبات أكثر من 12 مليون شخص، يعانون انعدام الأمن الغذائي، فيما يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، وفق البيانات الأممية.

اقرأ أيضاً: “الديك الرومي” بنصف مليون ليرة.. مسؤول يؤكد: ما يباع في الأسواق “أمات دجاج”

وفي هذا السياق، تحدث الخبير الاقتصادي “جورج خزام”، في منشور على صفحته بالفيسبوك، عن سبب تدهور الأوضاع الاقتصادية في عام 2023 بشكل أكبر بكثير من كل الأعوام السابقة.

وقال “خزام” شهد عام 2023 تقلبات كثيرة وسريعة بسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بالارتفاع والانخفاض، مما أدى لتكبيد التجار والصناعيين والمواطنين خسائر فادحة، وتراجع الثقة بالليرة السورية وزيادة الطلب على الدولار الذي تضاعف 3 مرات.

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن التقييد الشديد للأسواق والمبالغ فيه هذا العام من قبل المصرف المركزي خاصة والتموين والجمارك مع زيادة الرسوم والضرائب المالية أدى لموجة نزوح وهروب وهجرة جماعية للتجار والصناعيين والمواطنين مع أموالهم بالدولار.

اقرأ أيضاً: أصبحت حكراً على الأغنياء.. أسعار شجرة الميلاد وزينتها تحرم معظم السوريين من بهجة الأعياد

مشيراً إلى أن تراجع متوسط الدخل الفردي بشكل عام لأرقام كارثية أدى لتراجع الطلب وزيادة الكساد والبطالة.

وأضاف “خزام” أن عودة الثقة بالعملة الوطنية “الليرة السورية”، مرتبط بشكل كبير بإلغاء كل القرارات الهدامة التي كانت السبب بهروب التاجر والصناعي ورأس المال الجبان بالدولار للخارج، وبعزل المسؤولين في مراكز اتخاذ القرار الاقتصادي والمالي بالسرعة القصوى الذين كانوا السبب بانهيار الليرة السورية وسوقهم لمحكمة الجرائم الاقتصادية بتهمة زعزعة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي.

يشار إلى أنه وعلى وقع انهيار قيمة الليرة، تشهد أسواق البضائع والسلع ارتفاعاً كبيراً في الأسعار بشكل يومي، لا سيما المواد الغذائية الأساسية من البيض والحليب والسمن والزيوت واللحوم، في وقت يفقد فيه المواطن مزيداً من قدرته الشرائية التي تكاد تكون معدومة وتقتصر على الخبز ونوع واحد آخر من السلع حتى يسد فيه رمق الحياة.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى