اقتصاد

السوق السوداء تغرق بالمازوت بأسعار “مريخية”.. جمعية حماية المستهلك: الحكومة تتساهل في ذلك لأنها تعلم بتقصيرها

السوق السوداء تغرق بالمازوت بأسعار “مريخية”.. جمعية حماية المستهلك: الحكومة تتساهل في ذلك لأنها تعلم بتقصيرها

 

في الوقت الذي لايزال المواطن ينتظر رسالة مازوت الخمسين ليتر المدعومة بسعر “2000” ليرة، علّها تخفف وطأة أيامهم الباردة، غير أننا نجد السوق السوداء تغرق بالمادة، “لمن استطاع إليها سبيلا”، أمام أعين الجهات المعنية، حيث وصل سعر اللتر لأكثر من 15 ألف ليرة، ومرشّح للارتفاع في حال تزايد انخفاض درجات الحرارة.

وقال أمين سر جمعية حماية المستهلك “عبد الرزاق حبزه”، إن المواطن يواجه معاناة حقيقية في الحصول على الكميات المدعومة، من حيث اضطراره عند وصول رسالة الاستلام، للذهاب للموزع الذي يكون في الكثير من الأحيان بعيداً عن مكان السكن.

أي إنه يحتاج إلى وسيلة نقل للذهاب والإياب، ما يشكل تكلفة إضافية بالنسبة له، ناهيك عن مسألة التلاعب بالكميات من الموزعين، إضافة إلى تقاضي أسعار تفوق الأسعار المعتمدة من الحكومة، وبالتالي يكون هذا الدعم عبئاً على المواطن وليس مساعداً له، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية.

اقرأ أيضاً: رغم ارتفاع أسعارها ومخاطرها.. “النرجيلة الإلكترونية” تكتسح الأسواق السورية

ورأى “حبزه”، أن تلك المعاناة تجعل المواطن إما أن يلجأ إلى الشراء من السوق السوداء، أو بيع مخصصاته لتوفير مبالغ مادية تسمح له بشراء وسيلة تدفئة أقل تكلفة وأكثر ديمومة، كالحطب والغاز والكحول وغير ذلك من المواد، ما خلق تداولاً للمادة بين المواطنين بطريقة غير شرعية.

وأكد “حبزه”، أن الاتجار بالمواد المقننة أمرٌ لا يمكن ضبطه من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، لافتاً إلى أن الحكومة تتساهل في ذلك، لأنها على دراية كاملة بتقصيرها، لذا فإن الحل الوحيد لضبط هذه السوق هو زيادة المخصصات وتوزيع 100 ليتر سنوياً للعائلة الواحدة كأقل تقدير.

وأشار أمين سر حماية المستهلك، إلى أن قلة الكميات الموزعة تخلق سلسلة كاملة من المشكلات ابتداء من السوق السوداء وصولاً إلى تأزم الأوضاع الصحية للمواطنين نتيجة أمراض الرشح وغير ذلك، ما يؤدي إلى زيادة الطلب على الأدوية في ظل قلة الكميات، وبالتالي ارتفاع أسعارها.

اقرأ أيضاً: ارتفعت بنسبة 100 %.. تذاكر حفلات أعياد الميلاد تتجاوز مليوني ليرة في سورية

ولفت “حبزه”، إلى أن جمعية حماية المستهلك تقوم بشكل دائم بمخاطبة وزارتي التجارة الداخلية والنفط لزيادة الكميات، لكن لا تلقى هذه المطالب آذاناً صاغية.

يذكر أنه تم تخفيض مخصصات دعم المواطنين بمازوت التدفئة من 200 ليتر بشكل تدريجي، وصولاً إلى 100 ليتر على شكل دفعتين، إلا أنه لا يتم توزيع سوى دفعة واحدة سنوياً بمقدار 50 ليتراً فقط، والعام الماضي لم تتجاوز نسبة توزيع الدفعة الأولى أكثر من 40 بالمئة، في حين وصلت خلال العام الحالي إلى نحو 35 بالمئة.

اقرأ أيضاً: وصل بعضها حتى 100 ألف ليرة.. كلفة التحاليل الطبية تزيد أوجاع السوريين وتكوي جيوبهم

وأمام هذا الواقع، يبدو أن أزمة المحروقات ستكون أشد إيلاماً خلال الأيام القادمة مع اشتداد برودة الطقس، الأمر الذي يتطلب من وزارة النفط الإسراع بالانتهاء من توزيع الدفعة الأولى، علها تستطيع أن توزع دفعة ثانية، وتخفف من الأزمات التي يعيشها الناس من كل حدب.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى