اقتصاد

“التوتر الأمني الحاصل والحرب على غزة”.. ذريعة التجار لارتفاع أسعار الخضار والفواكه المستمر

“التوتر الأمني الحاصل والحرب على غزة”.. ذريعة التجار لارتفاع أسعار الخضار والفواكه المستمر

 

بات حضور الخضار والفواكه على الموائد السورية، كغيره من الألبان والأجبان واللحوم والسلع الغذائية، خجولاً لدرجة الحرمان، حتى تحولت “الأطباق” لخبز ناشف، لعدم قدرة الأسر على مجاراة جشع التجار المتواصل دون أي حسيب أو رقيب.

وبينما كانت “البطاطا”، والتي عرفت على الدوام، بأنها “قوت الفقراء”، مغيثة أمام الغلاء الفاحش بالأسعار، غير أنها هي الأخرى، باتت اليوم عصيّة على أغلب السوريين بعد أن وصل سعر الكيلو حتى 7500 ليرة.

وفي محاولة حكومية، لضبط الأسعار، مددت وزارة الزراعة العمل بقرار إيقاف تصدير مادة بطاطا الطعام، حتى نهاية شهر آذار من العام القادم.

وأكد عضو لجنة تجار ومصدري الخضر والفواكه بدمشق “محمد العقاد”، أن تصدير البطاطا متوقف منذ مدة، وخلال هذه الفترة من كل عام لا يتم تصديرها باعتبار أن البطاطا التركية والباكستانية والمصرية والإيرانية تغزو حالياً أسواق الخليج بكميات كبيرة ولا يمكن للبطاطا السورية منافستها.

وأوضح “العقاد”، لصحيفة “الوطن” المحلية، أن إنتاج البطاطا الصيفية بات في نهاياته، وسيبدأ إنتاج عروة البطاطا الخريفية بداية الشهر القادم، ومن المرجح أن يكون إنتاج هذه العروة جيداً باعتبار أن المساحات المزروعة بها تعتبر كبيرة واعتماد نجاح هذه العروة على الأمطار.

وتوقع “العقاد”، أن ينخفض سعر كيلو البطاطا في الأسواق خلال مدة شهر، مستبعداً في الوقت نفسه أن نلجأ لاستيراد البطاطا من مصر هذا العام.

ولم يقتصر ارتفاع الأسعار على البطاطا وحدها، بل وصل لجنون بأسعار كافة الخضار الأخرى والفواكه.

اقرأ أيضاً: أجورها تفوق الحكومية بمقدار 25 ضعفاً.. 99% من أساتذة كلية الطب يتوجهون للجامعات الخاصة

وفيما يخص الخضار، ووصل سعر ربطة البقدونس إلى 1000 ليرة، وكيلو الخس وصل إلى 5 آلاف ليرة، وربطة الفجل إلى 1000 ليرة، وربطة البصل إلى 1500 ليرة، وكيلو الملفوف 3 آلاف ليرة، وربطة السبانخ 600 ليرة، وكيلو السلق 2500 ليرة.

كما وصل سعر كيلو الباذنجان إلى 5 آلاف ليرة والكوسا 4500 ليرة، وكيلو البطاطا 7 آلاف ليرة، وكيلو الخيار بحدود 8500 ليرة والبندورة 5 آلاف ليرة، والفليفلة 4500 ليرة.

وبالنسبة للفاكهة، وصل سعر كيلو التفاح في بعض الأسواق إلى 15 ألف ليرة، والعنب 20 ألف ليرة للنخب الأول، والعنب الحمصي 18 ألف ليرة، فيما تجاوز سعر كيلو الموز 45 ألف ليرة، والبرتقال والرمان وصل سعر الكيلو منها لأكثر من 12 ألف ليرة في بعض الأسواق، ويباع كيلو الثوم اليابس الفرط في سوق الهال بسعر 28 ألف ليرة، بينما يباع في المحال التجارية بسعر يصل إلى 50 ألف ليرة.

وفي الوقت الذي بات تجار الأسواق والمتلاعبون بالأسعار لا يحتاجون لوثيقة تبرر زعمهم، غير أنهم ابتدعوا اليوم حجة جديدة، لطمعهم، مشيرين إلى أن سبب الارتفاع اليومي للأسعار وبمعدل يتجاوز أكثر من 3 آلاف ليرة للمادة نفسها كفرق بين سوق وآخر هو الحرب على غزة والتوتر الأمني الحاصل.

وحول ذلك، نفى عضو لجنة مصدري الخضر والفاكهة بدمشق “محمد العقاد”، أي أثر للحرب أو التوتر الأمني على الأسعار، مرجعاً سبب ارتفاعها لنهاية المواسم الزراعية.

وأوضح “العقاد”، أن سبب ارتفاع الأسعار قلة الزراعة وعزوف نسبة من المزارعين عن الزراعة ولجوء بعضهم لتخفيض المساحات المزروعة نتيجة لارتفاع تكاليف الإنتاج وعدم قيام الحكومة بتقديم الدعم اللازم للمزارع، مشيراً إلى أن 60 بالمئة من خطة زراعة الخضر والفواكه لم تنفذ خلال هذا العام.

وتوقع “العقاد”، أن يصل أقل سعر صنف من الخضر خلال موسم الشتاء بالتوازي مع الاعتماد بشكل كبير على البيوت البلاستيكية إلى 7 آلاف ليرة في حال لم يقدم الدعم اللازم للمزارع من مازوت وأسمدة وبذار والتي يُشترى معظمها من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، مشيرا إلى أن تكلفة الزراعة في البيوت البلاستيكية ستكون مرتفعة جداً هذا الشتاء نتيجة الاعتماد بشكل كبير على مازوت التدفئة.

وأوضح “العقاد”، أن موسم الساحل يحتاج من 12 – 15 يوماً ليبدأ بالتالي ستنخفض الأسعار مع بداية هذا الموسم، مضيفاً، لا أمل بانخفاض الأسعار قبل ذلك فالموسم الأكبر للخضر من حوران وقد انتهى، وبالتالي لن يكون هناك انخفاض خاصة مع احتساب تكاليف النقل، والبيوت المحمية البلاستيكية ذات التكاليف المرتفعة جداً.

وطالب “العقاد”، باعتماد نشرة سوق الهال بتحديد الأسعار، مبيناً أن فرق الأسعار الكبير بين سوق وآخر يعود لطمع التجار فقط ولا مبرر لهذا الفرق بالأسعار، وليس لتكاليف النقل هذا الفرق الكبير بسعر كل كيلو خضر وفاكهة، لافتاً إلى أهمية قرار وزارة الاقتصاد الأخير السماح باستيراد 30 ألف طن من الموز اللبناني، ما سيؤثر إيجاباً في أسعاره محلياً.

وأشار إلى أن هناك لجنة لمديرية تموين دمشق تقوم بتحديد الأسعار الواقعية للجملة والمفرق وأي خروج عن هذه النشرة يعتبر مخالفة تموينية.

يذكر أنه ورغم اشتعال الأسعار بالأسواق، فإن حركة الصادرات خلال الفترة الحالية تعتبر جيدة، ويذهب إلى دول الخليج نحو 25 براداً محملاً بالفواكه المتنوعة والبندورة والنسبة الأكبر منها تذهب إلى السعودية، على حين يذهب إلى العراق بين 8 و10 برادات محملة فقط بمادة الرمان، كما يتم تصدير الحمضيات حالياً فقط إلى السعودية.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى