مجتمعخدميمحلي

“الثرثرة”.. عادة اجتماعية هدفها التسلية تخفي وراءها مرضاً نفسياً يتطلب الاهتمام

“الثرثرة”.. عادة اجتماعية هدفها التسلية تخفي وراءها مرضاً نفسياً يتطلب الاهتمام

 

يصادف الكثيرون منا في حياتهم أشخاصاً كثيري الكلام، رجالاً ونساءً على السواء، وبينما يعتقد البعض أن هذا الأسلوب في التحدث ما هو إلا “ثرثرة”، لكن ما لا يعلمه البعض هو أن ذلك قد يعود لأسباب نفسية، ومعاناة كبيرة، حيث يرى الشخص نفسه بأنه مقدّر من قبل الآخرين يكون موضع انتباه الجميع.

وقالت إحدى السيدات، إن طفلها الذي يبلغ من العمر 13 عاماً كثير “الثرثرة”، وهذا يجعل وقته يذهب دون فائدة، مشيرة إلى أنها تحاول إدخال بعض النشاطات في برنامجه اليومي علها تخفف من تلك الحالة.

فيما قال مواطن آخر، إنه يعمل منذ 17 عاماً في إحدى المؤسسات الحكومية، وهو يرغب بشدة في تغيير قسمه بسبب أحد زملائه، جراء ثرثرة زميله والتي تؤدي لتوتره الدائم، لأنه مضطر لسماعها خجلاً وليس حباً في الكلام.

اقرأ أيضاً: “لم تعد مقتصرة على الأطفال وتعدت الشوارع”.. وزارة الشؤون الاجتماعية منشغلة بتعديل قانون مكافحة التسول

وفي هذا السياق، قال الخبير الاجتماعي “محمد اللادقاني” إن “الثرثرة”، عادة نمطية والشخص الذي يعاني من الثرثرة، يقوم بإصدار عدد كبير من الكلمات والجمل بطريقة لا تنتهي، وغالباً ما يصعب التحكم بها، إلا أنها في بعض الحالات قد تكون اضطراباً يحتاج إلى اهتمام، وهي مرض نفسي يمكن أن يكون مكتسباً.

وأضاف “اللادقاني” لصحيفة “تشرين” الرسمية، قد يعاني بعض الأشخاص من الثرثرة نتيجة لتوترهم وقلقهم المستمر، ويمكن أن يكون لنقص الثقة بالنفس دورها في ذلك، فالأشخاص الذين يعانون من ذلك النقص يكون لديهم رغبة قوية في ملء الفراغات بالحديث الدائم، والحاجة إلى انتباه ويلجؤون إلى الثرثرة كوسيلة لجذب انتباه الآخرين، وتحقيق المزيد من التفاعل الاجتماعي، وقد يكون سببها اضطراب الانتباه لديهم وزيادة في فرط النشاط.

اقرأ أيضاً: رغم التطمينات الحكومية بدعمهم.. عزوف عدد كبير من الفلاحين عن زراعة أراضيهم جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج

وأشار إلى أن الكثيرين يتخذون “الثرثرة”، كوسيلة للتعبير عن الذات بشكل مفرط، كما يمكن أن تكون نوعاً من الانفصال عن الواقع والتسلية السريعة، فقد يعاني البعض من صعوبة في التحكم بانتباههم، ويجدون الثرثرة طريقة لتفريغ الطاقة الزائدة.

وأضاف، يمكن تجنب “الثرثرة”، بالتركيز على العمل بدلاً من الحديث الزائد، من خلال جعل الأهداف واضحة والتركيز على الأشياء المفيدة، لافتاً إلى أنه على الشخص أن  يدرك أنها لا تضيف قيمة حقيقية للعمل أو الحياة، وأن الوقت والطاقة التي تنفق في “الثرثرة” يمكن استثمارها في أمور أكثر أهمية، كما يجب المحاولة على تغيير الروتين وإدخال بعض من الأعمال المثيرة والممتعة في نشاطاتنا، فذلك يعمل على تحفيز الاهتمام والاندماج في العمل.

اقرأ أيضاً: ملايين الأسر تفقد آخر “بحصة تسندها”.. برنامج الأغذية العالمي يعلن حاجته 593 مليون دولار لاستكمال عمله في سورية

مهما يكن الأمر، صحيح أنه دائماً ما تعبر كلماتنا عن أفكارنا وشخصيتنا، لكن ذلك ليس مقياساً على الجميع، حيث تعتبر الحاجة المفرطة للاهتمام، هي التي تجعل بعض الأشخاص يتكلمون كثيراً، ويجب ألا نحكم دائماً على هؤلاء سريعاً.

كما يجب علينا عند مصادفة هكذا شخص، أن نحاول مساعدته، بشكل غير مباشر، والاهتمام به ومحاولة نصحه للتخفيف من كثرة الكلام، لا سيما التي تتعلق بحياة الآخرين وخصوصياتهم، وحتى أسرارهم نفسها، وأن نشاركهم في أعمالنا وأشغالنا علّ ذلك يحفزهم ليبدؤوا طريقاً جديداً مليئاً بالعمل بعيداً عن إضاعة الوقت بما لا ينفع.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى