أخبار كليك

هل تنجح المخططات الأمريكية في كسب ود الشمال السوري؟

هل تنجح المخططات الأمريكية في كسب ود الشمال السوري؟

 

في إطار تنفيذ المخطط الأمريكي الجديد للمنطقة، والذي يسعى إلى جلب أشخاص عرب يحملون الجنسية الأمريكية، وتغيير شكل الكيانات السياسية في الشمال السوري، أعاد ما يسمى “مجلس سوريا الديموقراطية – مسد”، الذي يعد الذراع السياسية لميليشيا “قسد”، هيكلة نفسه.

وذكرت المعلومات، أن ما يسمى “مجلس سوريا الديمقراطي”، ألغى خلال مؤتمره الرابع الذي عُقد في مدينة الرقة، هيئته التنفيذية التي كانت تترأسها المدعوة “إلهام أحمد”، وتم تسمية “محمود المسلط وليلى قرمان” لاستلام مهام “الرئاسة المشتركة”، بدلاً من “رياض درار وأمينة عمر”.

وأضافت المعلومات، أن “المسلط”، من الشخصيات المقربة من الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، وكان عضواً بارزاً في المعارضة السورية، وكان زار مؤخراً مناطق سيطرة فصائل أنقرة في رأس العين المدعوم من تركيا والتقى عدد من قادة الفصائل.

وبحسب المعلومات، ينتمي “المسلط”، إلى قبيلة “الجبور” في الحسكة، وهو ابن شقيق الرئيس السابق لـ “الائتلاف” المعارض “سالم المسلط”، وتُعرف عنه علاقته الوطيدة بواشنطن، حيث درس واستقرّ وعمل بعد دراسته في جامعة “أوهايو” مدرّساً، وانخرط في بعض الأنشطة السياسية المدعومة من الخارجية الأميركية، ما جعله يحقّق بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

بالإضافة إلى موثوقيّته، توازناً يضمن محاولات ضبط “الثورة العشائرية” من جهة، ومحاولة فتح خطوط تواصل مع تركيا، كما أدّى، خلال السنوات الماضية بعض أدوار الوساطة بين “قسد” وتركيا، بدعم أميركي.

ورجحت المصادر، وفق ما نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن يكون انتخاب “محمود المسلط”، قد أتى بدفع ونصيحة أميركيين للقيادات الكردية في “قسد” و”مسد”، في وقت تسعى فيه واشنطن إلى إشراك شخصيات من المعارضة ضمن الجسم السياسي لأكراد سورية، في محاولة البحث عن نقاط تلاقي مع أنقرة.

اقرأ أيضاً: بهدف تصدير أزماتها.. “قسد” تخطط لسيناريو جديد يستهدف أهالي الحسكة

أما تعيين ما تسمى “ليلى قرمان” القيادية في “حزب العمال الكردستاني”، بـ “الرئاسة المشتركة”، يأتي وفق المعلومات، في إطار محاولات ضبط وحدة صف المقاتلين الأكراد الذين ينتمون في معظمهم إلى أفكار هذا “الحزب”، ويشكل غطاء سياسياً ملائماً لمشروع “فيدرالية كردية”، تحاول الولايات المتحدة تسريع خطواته على الأرض، ولا سيما عبر تأكيدها استمرار وجود قواتها غير الشرعية في سورية، وبالتالي تقديم حماية وحصانة لهذا المشروع.

وذكرت المعلومات، أنه وضمن الهيكلة الجديدة التي تبدو واسعة النطاق هذه المرة، بدا لافتاً التركيز على بناء علاقات دولية متعددة الأطراف، بما فيها مع الدول العربية إن أمكن، الأمر الذي اعتبرته مصادر كردية، أنه جزء من محاولات متكررة يجرّبها الأكراد، بين وقت وآخر، سعياً لترسيخ حضورهم بحكم الأمر الواقع، ما يعني في المحصّلة الانتقال من حالة العداء للمشروع الكردي الانفصالي في سورية إلى حالة تعاون لا مفرّ منه، وخصوصاً أن هذا المشروع يحظى بدعم أميركي مستمر.

وأشارت المعلومات إلى أن القوى الدولية، بما فيها الولايات المتحدة، تستبعد الأكراد من مسار الحل السياسي للأزمة السورية، حيث لا يوجد أي تمثيل لـ “قسد” في اللجنة الدستورية، ويقتصر حضور الأكراد على تمثيل “المجلس الوطني الكردي”، وهو تجمّع لعدد من الأحزاب الكردية الصغيرة المدعومة من تركيا وإقليم “كردستان”.

في المقابل، وحسب المعلومات، تقدّم واشنطن كل الدعم الممكن لتثبيت أركان “إدارة” خاصة يقودها “حزب الاتحاد الديموقراطي” على مناطق في الشمال الشرقي من سورية، تضمّ منابع النفط الذي يتمّ استخراجه وتهريبه برعاية أميركية إلى إقليم “كردستان”، وإلى مناطق سيطرة الفصائل في الشمال السوري، حيث تحتكر “هيئة تحرير الشام” سوق النفط في تلك المناطق.

ووفق المعلومات، وخلال مؤتمر “مسد”، شنّ قائد “قسد”، “مظلوم عبدي”، هجوماً على المعارضة السورية التي تنشط من تركيا، واتّهمها بالفشل في تحقيق أي خرق سياسي بسبب ارتباطها بـ “أجندة خارجية”.

وذكرت المصادر، أنه وبينما تعمل الرئاسة المشتركة الجديدة لـ “مسد” على استكمال عملية إعادة الهيكلة، عبر تشكيل مجلس عام، وفق توازنات تؤدي إلى تهدئة الأوضاع الداخلية في مناطق “الإدارة الذاتية”، كثّفت تركيا عمليات قصفها المواقع الكردية، حيث بلغ عدد الأهداف التي تمّ ضربها خلال يوم واحد 50 موقعاً، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات.

ورات المصادر، أن التصعيد العسكري التركي الأخير، هو بمثابة ردّ على الخطوات الأمريكية، ونابع من التمسك بفكرة أن “قسد” هي امتداد لـ “حزب العمال الكردستاني”، المصنّف على لائحة الإرهاب في تركيا.

اقرأ أيضاً: تزامناً مع تصاعد وتيرة استهداف قواعدها في دير الزور والحسكة.. زيارة خاطفة لقائد القيادة المركزية الأمريكية

وفي سياق هذا المشروع، سرّبت مصادر سوريّة معارضة تنشط في الولايات المتحدة، لصحيفة “الاخبار” اللبنانية، تفاصيل عقد تمّ توقيعه، بإشراف مباشر من الرئيس السابق للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي “إدوارد رويس”، بين “مسد” وشركة «Brownstein Hyatt Farber Schreck, LLP»، وهي شركة مختصّة في المحاماة والعلاقات العامة تقدّم خدمات عديدة، أبرزها تثقيف صانعي السياسات في الكونغرس والإدارة الأميركية بأن مشروع “الإدارة الذاتية” في سورية، هو أفضل حل لتحقيق الهزيمة الدائمة للإرهاب وطريق لحل دائم للأزمة السورية، كما تزعم.

وكانت واشنطن طلبت في كانون الثاني 2023، من “قسد” الإعلان رسمياً عن فكّ ارتباطهم نهائياً “بحزب العمال الكردستاني”، وإخراج “الوحدات الكردية” من دير الزور والرقة، وتشكيل مجالس محلّية عربية ذات نفوذ مستقلّ لإدارة هذه المناطق بعيداً عن سطوة القيادات الكردية.

في المقابل، وفي ذات الفترة، أكد القائد العام لـ “قسد” المدعو “مظلوم عبدي”، أن التواصل والتنسيق مستمر مع دمشق في الملفات الأمنية والعسكرية، قائلاً، طلبنا منهم التصدي لأيّ هجوم تركي.

واعتبر “عبدي”، أن “التوصّل إلى اتّفاق مع الدولة السوريّة صعب لكنه ليس مستحيلاً في حال إخراج تركيا من المعادلة شمالي سورية، مشيراً إلى أن هدف “قسد” هو الاعتراف بـ “الإدارة الذاتية”، القائمة منذ عشر سنوات في شمال شرقي سورية دستوريّاً، وتحت مظلّة الجيش السوري، مؤكداً على وحدة الأراضي السوريّة والعلم الوطني”.

وتأتي جميع تلك التخبطات في الشمال السوري، في الوقت الذي أثبتت فيه جميع تلك الفصائل المسلحة، فشلها في تحقيق أي شيء على الأرض، وبينما تقابل برفض شعبي واسع لها، رغم دعم واشنطن لها، والتي تسميت لمحاولة إعادة ترسيخ حضورها لضمان استمرار سرقتها النفط السوري.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى