هل تنتهي مشاكل الصرّافات المستمرة؟.. التجاري السوري يشتري منظومة جديدة للدفع الإلكتروني
هل تنتهي مشاكل الصرّافات المستمرة؟.. التجاري السوري يشتري منظومة جديدة للدفع الإلكتروني
يتصدّر الحديث عن الدفع الإلكتروني، الاهتمام الأول في المصرف التجاري السوري، الذي أعلن عن إطلاق العمل بمنظومة الدفع الجديدة.
وفي هذا السياق، قال مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري المهندس “وسيم العلي” إن المصرف وضع منظومة الدفع الإلكتروني الجديدة في العمل، وقام بتغيير منظومة الدفع كاملة، وتم شراء منظومة جديدة تحمل ميزات جديدة.
وأضاف “العلي” لصحيفة “الوطن”، أن أهم إيجابيات المنظومة الجديدة، التخفيف من الأعطال وإضافة خدمات جديدة مثل “ديجيتال بانكينغ” BANKING، وفتح الحسابات عن بعد، وتفعيل الخدمات التي أطلقها مصرف سورية المركزي.
كما تتيح المنظومة الجديدة، بحسب “العلي”، أن يكون عدد الزبائن مفتوحاً ويمكن زيادة عدد الصرافات عند الحاجة وتقديم خدمات أكثر ووضع نقاط بيع عند التجار وتفعيل الاتفاقيات الموجودة مع شركات الدفع الإلكتروني وتحقيق إمكانية الربط مع أكثر من مصرف وأكثر من «سويتش» ومنظومة دفع.
وأشار مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري، إلى أن هذه الخدمات ستضاف بشكل تدريجي بعد تحقيق استقرار المنظومة والتأكد من آلية عملها بشكل سليم.
واعتبر “العلي”، أن المنظومة حديثة وتعمل وفق النظام العالمي وفي حال تم رفع الحظر الاقتصادي والعقوبات الغربية عن المصرف التجاري السوري يمكن من خلالها الربط ببطاقات الفيزا والماستر كارد العالمية من دون أي مشكلة وذلك وفق النظام العالمي للمصارف.
اقرأ أيضاً: حتى البرغل بات حلماً.. ارتفاع قياسي بأسعار الرز والبرغل والمواد الغذائية
وأضاف، المنظومة الجديدة بحاجة إلى بعض الوقت حتى تستقر، لكن هناك تفاؤلاً بها وبالخدمات الجديدة بالنسبة للمواطنين، آملين أن ينتهي ازدحام المواطنين أمام الصرافات وبانتهاء المشكلات بالبطاقات وعدد “السحبات” المتكرر.
وبيّن أن للمنظومة آليتي سحب، إذ توجد نقاط بيع موجودة بالفروع تعطي مليون ليرة بالسحبة الواحدة، أما عن طريق الصرافات، فـ 200 ألف ليرة بالسحبة الواحدة بسقف 500 ألف ليرة في اليوم الواحد وأقل سحبة 5000 ليرة.
ولفت” العلي”، إلى أن خدمة تسديد القروض عن بعد لم يشملها التحديث الجديد لكونها لم يتم تغيير في أساسيات العمل عن المنظومة القديمة، بل تم تعديل المنظومة فقط، مشيراً إلى أن لكل منظومة عمر افتراضي وعمر المنظومة السابقة نحو 20 سنة، وبسبب قانون قيصر لم تكن هناك إمكانية لتحديثها، لذلك تم استبدال المنظومة بمنظومة جديدة بتجهيزات أفضل.
وأشار مدير الدفع الإلكتروني في المصرف التجاري السوري، إلى أن ثقافة الدفع الإلكتروني مازالت خجولة والشريحة التي تستخدم الدفع الإلكتروني لا تتجاوز 25 ألف شخص ونعمل على ربط المنظومة مع تطبيق المصرف.
ولفت “العلي”، إلى أن هناك إمكانية لدى المنظومة الجديدة، لتلبية سرعة المستخدمين لها وإمكانية إضافة “مفوترين” غير محدود، وخدمات غير محدودة تعمل بنظام عالمي وسيتم طرحها عبر تطبيق الموبايل، إضافة إلى خدمات الدفع الإلكتروني عبر شركة مدفوعات ونقاط البيع للتجار، والدفع بالنسبة للجامعات الخاصة ودفع فواتير الاتصالات وتعبئة الرصيد للموبايل.
وحول توقف عمل الصرافات وخروجها عن الخدمة، بين “العلي”، أن الصرافات لم تعد تتوقف بسبب انقطاع الشبكة الخاصة بالمصرف، وتتم تغذية الصرافات بالأوراق النقدية بمبالغ أكبر.
وأضاف، لا يزال العمل جارياً لإنجاز شبكة “ثري جي” ولا يمكن معالجة انقطاع التيار الكهربائي إلا للصرافات الموجودة ضمن الفروع أو ضمن مؤسسات لا ينقطع التيار فيها وفي حال توفرت الظروف الملائمة لعمل النظام الجديد سيكون عمله جيداً جداً.
وكانت الحكومة السورية أطلقت العام الفائت 2022، العمل بمنظومة الدفع الإلكتروني، واعتبر وزير المالية “كنان ياغي” حينها، أن إطلاق مشروع الدفع الإلكتروني من أهم الخطوات للاقتصاد السوري في المرحلة القادمة، رغم أن ظروف الحرب على سورية أخرت إطلاق هذا المشروع إلا أن أهميته للاقتصاد والمعاملات التجارية أصبحت ضرورة.
مهما يكن الأمر، فلا شكّ أن هذه الخدمات مميّزة ونتمنى أن تشمل ميزات الدفع الإلكتروني التي تسعى الحكومة لتكريسها جميع المؤسسات، كونها الباب أول لمحاربة الفساد، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه، هل الأرضية قوية لتفعيل خدمات الدفع الإلكتروني في سورية إلى المستوى المطلوب؟
وهل تقنيات الإنترنت والاتصالات جاهزة لهذه الخطوة؟ وكيف نفكّر بهذا الاتجاه في الوقت الذي تعاني فيه البلاد منذ أكثر من عشرة أعوام من أزمة حادّة بالكهرباء وتقنين تجاوز العشرين ساعة في أغلب المحافظات؟!
وهنا طبعا لم نسأل عن حجم المليارات التي تحتاجها هذه المنظومة، فيما يعاني أكثر من 90% من المواطنين الجوع؟ فأين الأولويات من هذه السياسة؟
المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع
