اقتصاد

الوضع المعيشي في سورية بات على المحك والحل في خيرات بلادنا.. هل من آذان صاغية؟!!

الوضع المعيشي في سورية بات على المحك والحل في خيرات بلادنا.. هل من آذان صاغية؟!!

 

أكثر من عشرة أعوام مرّت على سورية كانت كفيلة بإعادتنا مئة عام إلى الوراء، عشرة أعوام يكاد السوريون فيها لا يعرفون وطنهم، بعد أن افتقدوا “أيام الزمن الجميل”، و”أيام البحبوحة”.

تراكمات الأزمة خلّفت واقع معيشي ماساوي، وكانت كفيلة بتغيير العادات الاستهلاكية والغذائية للغالبية العظمى من المواطنين، بعد أن ضرب الفقر أطنابه وبات أكثر من 90% منهم تحت مستوى خط الفقر المستمر للأسف في منحاه التصاعدي بصورة غير مسبوقة.

الوضع المعيشي في سورية بات على المحك والحل في خيرات بلادنا
الوضع المعيشي في سورية بات على المحك والحل في خيرات بلادنا

فبعد أكثر من عشرة أعوام أصبحت جميع الأساسيات في سورية رفاهية، وبات الأمن الغذائي على المحك، جرّاء الزيادة الحادّة في مستويات الأسعار، ليس ذلك فحسب، فقد باتت حياتنا أشبه بمسلسل درامي وللأسف ليس من نسخة تركية لا تنته أحداثها بمئات الحلقات، بل بنسخته السورية التي امتدت لعشرة أعوام، فما إن تتحدث لأي مواطن وتسأله عن الأوضاع نسمع نفس السيناريو منذ أكثر من عقد من الزمن، “مازوت مافي.. غاز مافي.. كهرباء مافي.. مصاري مافي… لك حتى أكل ماعد في”!! فهل برأيكم هذا المسلسل مستمر بحلقاته!!

وأمام هذا الواقع فإن هناك الكثير من الأمور الموجبة للتوقف عندها، فالمواطن السوري الصامد والصبور والذي عاني على مدار العشرة أعوام من الإرهاب وخسر أبناءه و عاش مرارة الفقر الشديد والتي سبق فيها جميع سكّان العالم، كان يستحق “حكومة حرب تستطيع أخذ القرارات المناسبة لهذه المرحلة”، كجميع البلدان التي عاشت الحروب ومرت بظروف أصعب من سورية ولكنها استطاعت بحكوماتها أن تبقى متوازنة بدلا من تعميق أزماتها!!

الوضع المعيشي في سورية بات على المحك والحل في خيرات بلادنا
الوضع المعيشي في سورية بات على المحك والحل في خيرات بلادنا

صحيح أن الضغوط الاقتصادية التي خلفتها العقوبات الغربية، فعلت فعلتها الأكبر فيما آلت إليه البلاد، لكن ما يجب قوله أن السياسات الحكومية لم تنجح في إنعاش العجلة الإنتاجية للبلاد بالشكل والمستوى المطلوبَين، ووقفت عاجزة أمام تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع معدلات الفقر، وتراجع قيمة الأجور أمام مستلزمات الحياة بعد ارتفاع أسعار كافة السلع الغذائية والمواد الأساسية والمحروقات.

فالوضع اليوم لم يعد يحتمل المزايدات والتجارب، وسورية بحاجة وبالضرورة القصوى لاستعادة خزانها الغذائي، بحاجة لإيجاد حلول سريعة لأزمات الطاقة والنفط، بحاجة لتأمين المازوت والكهرباء والأسمدة والمياه، هذه القضايا ستعود بالبلاد لخيرها وإنتاجها واكتفائها الذاتي بدل ترديد “أغنية الاستيراد” على مسامعنا كل يوم، فنحن وحدنا القادرون على العودة لإنتاجنا الوفير الذي يؤمن متطلبات الناس، الذين بات تأمين لقمة العيش هاجسهم.

سورية على الدوام كانت بلد الخير.. بأهلها وأرضها وكل ذرة تراب فيها.. فلننعش هذا الخير.. بدل أن نتجه لقضايا لا تغني ولا تثمر وتستمر بإعادتنا إلى الوراء!!

عفراء كوسا – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: “أصبحنا نشتري الخضار بالقطعة”.. من يضع حداً لـ “هيستريا الأسعار” اليومية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى