مجتمعخدميمحلي

“مهووسات تجميل ولو على حساب لقمة عيشهن”.. أخصائي تجميل: أغلب المراجعين من السوريين المقيمين في الخارج لثقتهم بالطبيب السوري

“مهووسات تجميل ولو على حساب لقمة عيشهن”.. أخصائي تجميل: أغلب المراجعين من السوريين المقيمين في الخارج لثقتهم بالطبيب السوري

 

كلما نظرت “راما” إلى المرآة ووجدت “عيباً” ما في ملامح وجهها تلجأ بعدها إلى “الحل السحري”، وهو إجراء عملية تجميل تحسّن من مزاجها و”تطالعها قمر”، بحسب قولها لـ كليك نيوز.

وتضيف “راما” “هذا الأمر جعلني مدمنة تجميل لكل جديد يتعلق بهذا الأمر، ولم أعد أرضى بشكلي وصرت من متابعي العروض التي تعلن عنها مراكز التجميل، حتى وصل بي الأمر إلى بيع ما أملك من مصاغ، واتباع الجمعيات الشهرية لجمع المال لتسديد تكاليف ضريبة الجمال.!”

تمثل “راما” شريحة لا بأس بها من الصبايا أو الفتيات اللواتي هنّ مهووسات تجميل، حتى لو كان الأمر على حساب لقمة عيشهن، لا يهمّ مادامت النتيجة الحصول على شكل يقارب هذه الفنانة أو تلك من الشهيرات في عالمنا.

واللافت في الموضوع أنه بالرغم من الظروف الاقتصادية الخانقة والتي بالكاد تؤمن فيها الغالبية من مجتمعنا قوتها اليومي، نجد اهتمام تلك الشريحة مختلفاً وكأنهن كما يصفهم البعض “بهارات الحياة” أي أنه للجمال سطوته ونكهته، لكن ضمن حدود المنطق.

عشرات العمليات شهرياً

وأوضح الدكتور “وائل البرازي” رئيس شعبة جراحة التجميل في مشفى دمشق في حديثه لـ كليك نيوز، أنه تجرى عشرات العمليات شهرياً، بما يعادل 50 %، منها تجميلي والنصف الآخر ترميمي.

مؤكداً أن عمليات الترميم تحظى بالأولوية، وأضاف أن معظم الحالات التي تراجع الشعبة هي تصحيح عيب، أو تشوه بالشكل ناجم عن تبدل بالوزن أو حتى نتيجة عمل جراحي، كما أن عمليات التجميل هذه تتنوع ما بين تصغير أنف أو شد الوجه أو شفط دهون أو قصّ أجفان.. الخ.

مبيناً أنه 90% من المراجعين هم من السوريين المقيمين في الخارج يقصدوننا لأسباب عدة منها، الثقة الكبيرة بالأطباء السوريين وكذلك الأسعار المتواضعة مقارنة مع الخدمة المقدمة في الخارج إضافة لجودة الخدمة المقدمة لهم.

غير مقبول التشبه بأشخاص

ويؤكد “البرازي” قائلاً، أنه لا نقبل أبداً في شعبة الجراحة أن يطلب مريض شكلاً محدداً، ويروي لنا قصة سيدة تريد أنفاً نفس شكل أنف أختها، والتي سبق أن أجرت عملية تجميل، فهذا في علم الطب مستحيل لأن الأنسجة مختلفة، وكذلك ملامح وزوايا وعوامل أخرى في كل وجه تختلف عن غيره، فهذا الموضوع غير مقبول التشبه بأشخاص لأنه يرتبط به بعوامل تحددها الأنسجة والزوايا والملامح.. الخ.

 تعدي على اختصاص التجميل!

في معرض رده عن تصريحات سابقة أن معظم الأخطاء الطبية تعود لعمليات تجميلية، يبين رئيس شعبة الجراحة التجميلية، أنه كثيراً ما ينتج اختلاطات من قبل أطباء غير اختصاصيين كأن يجري عملية ترميم طبيب نسائية وقس على ذلك.

والنقطة الثانية أن هناك تعدياً واضحاً على اختصاص التجميل من قبل مراكز تجميلية، حيث تم إغلاق الكثير من تلك المراكز من قبل وزارة الصحة.

مشيراً إلى أن السوشيال ميديا، لعبت دوراً كبيراً في الترويج لها عن طريق الإعلانات وعن قدرتها على إجراء عمليات للوجه التي ترغب به هذه أو تلك بشكل يقارب شخصية شهيرة بهدف الربح.

اقرأ أيضاً: بعد أن أصبحت أسعارها فلكية.. النساء “تتخلى” عن رفاهية صالونات التجميل

وختم بقوله، من المؤسف اختصاص نبيل كاختصاص التجميل يصل به الحال، بمعنى أنه بإمكان أي مركز تجميلي أن يجري عمليات تجميلية، مؤكداً، على أهمية نشر الوعي وتوجه المريض إلى الشخص المناسب لديه الكفاءة والنزاهة وسمة الإنسانية ومخافة الله، وتقديم النصائح للمريض ونسب نجاح كل عملية، لأنه في النهاية النتيجة الإيجابية تعطي متعة كبيرة وشعور بالإيجابية للطبيب مقابل لحظة فرح لمريض كان يستجدي الأمل منه.

للأسباب نفسية دور مهم

يرجح أهل الاختصاص النفسي والاجتماعي أن أسباب إقبال النساء إلى عمليات التجميل وعلى حساب أي أولوية تعود لأسباب نفسية ترتبط بعدم الثقة بالنفس أحياناً، ورفض تقبل الواقع أو التقدم بالعمر وما يترك على ملامحهم من ندبات السنين.

ناهيك عن دور الفنانين والمؤثرين اجتماعياً الذين يقومون بدور الترويج والدعاية ودعوة الفتيات إلى إجراء هذه العمليات لما له دور في تحسين النفسية، وهذا من وجهة نظر علم النفس أمراً مقبولاً شريطة ألا يتحول إلى هوس ومرض مبالغ فيه يستدعي فيما بعد تدخلاً نفسياً للعلاج.

بادية الونوس – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى