اقتصاد

التضخم يمنع التعامل بالفئات النقدية الصغيرة.. خبراء: الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير في عام 2024

التضخم يمنع التعامل بالفئات النقدية الصغيرة.. خبراء: الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير في عام 2024

 

في ظل التضخم الذي عاشته البلاد خلال العام الجاري 2023، ومع تراجع قيمة الليرة السورية إلى حد الانهيار، فإن هذا الأمر جعل الكثير من الفئات النقدية السورية غير مقبولة في التداول، حتى بات المواطنون يعانون جراء عزوف الباعة والتجار عن التعامل فيها، مثل فئات المئتي ليرة، المئة، والخمسين ليرة.

وأكد العديد من المواطنين، استياءهم من عدم قبول هذه العملة من بعض أصحاب المحال التجارية، لكون الكسر سيحسب لصالح البائع، مضيفين، ثمن مبيع البيضة الواحدة في الأسواق 2300 ليرة، ومع ذلك لا يرضى بـ 300 ليرة، ليصبح ثمنها 2500 ليرة، وكيلو البطاطا مسعر بـ 6300 ليرة، إلا أن البائعين يتقاضون 6500 ليرة.

اقرأ أيضاً: كيف تقيّم أداء عمل الحكومة في 2023؟.. خبراء اقتصاد يوضّحون

وأضافوا خلال حديثهم لصحيفة “تشرين” الرسمية، هذا يندرج على وسائط النقل العامة، فالأجرة المحددة بـ 1800 ليرة، تصبح 2000 ليرة، بذريعة عدم توافر “فراطة” لديهم وقس على ذلك، ما أبقى هذه الأوراق النقدية التي بحوزة الأهالي، وفي ظل عدم قبول التعامل بها، دون أي فائدة مادية.

وتذرع عدد من أصحاب المحال التجارية برفضهم لهذه العملة، بعدم رغبتهم بتكديسها عندهم، لكون أغلبها بات قديماً، وهناك صعوبة باستبدالها لدى البنك المركزي.

التضخم يمنع التعامل بالفئات النقدية الصغيرة.. خبراء: الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير في عام 2024
التضخم يمنع التعامل بالفئات النقدية الصغيرة.. خبراء: الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير في عام 2024

ورداً على ذلك، أشار مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في السويداء “علاء مهنا”، لصحيفة “تشرين”، إلى أن عدم قبول هذه العملة، يعدّ مخالفة يعاقب عليها القانون.

وأضاف، من المفترض بالشخص الذي رفض منه صاحب المحل التعامل بهذه الأوراق النقدية، القيام بتنظيم ضبط شرطة لدى أقرب مخفر أو قسم يتبع له هذا المحل، ومتابعة الموضوع بعدها مع المصرف التجاري أو مديرية المالية، لكون مديريات التجارة الداخلية وحماية المستهلك لا علاقة لها بذلك.

اقرأ أيضاً: سائقو التكاسي في حمص يرفعون أجورهم كيفيّاً بلا حسيب أو رقيب

وكان الخبير الاقتصادي الدكتور “عابد فضلية”، بيّن أن الظاهرة المتمثلة بعدم قبول هذه الفئات الصغيرة أو بضعف الرغبة باستلامها ليس لها أي تأثير مادي حقيقي على قوة الاقتصاد أو ضعفه أو تدهوره، بل لها تأثير نفسي سلبي لأنها دليل قاطع على وجود التضخم وارتفاع مستوى الأسعار ولأن الحاجة إليها ولاستخدامها صارت ضعيفة أو معدومة.

وتراجعت قيمة الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بنسبة تجاوزت 180%، خلال عام 2023، وهو الانخفاض الأكبر الذي يتم تسجيله في تاريخ الليرة السورية.

وعلى الرغم من كل هذا التدهور الذي آلت إليه الليرة السورية هذا العام، يبدو أن العام الجديد لن يكون بأفضل حال وفق ما أكد العديد من خبراء الاقتصاد.

وأشار الخبير الاستراتيجي والاقتصادي الدكتور “علاء الأصفري”، لإذاعة “ارابيسك”، إلى أن 2024، قد يكون عام الأمل الأخير في حال تجاوزنا العقلية التقليدية العبثية في إدارة الاستراتيجية الاقتصادية للبلد.

اقرأ أيضاً: الكيلو يصل 25 ألف ليرة والأسطوانة 300 ألف ليرة.. استخدام الغاز للتدفئة يرفع أسعاره

وأضاف، الرؤية الاقتصادية غير مبشِّرة بالخير لأنه ليس هناك برنامج نستطيع أن نثق به حيث لا يوجد حكومة بالعالم لا تقدِّم برنامج اقتصادي حقيقي عن السنة المقبلة.

وقال الخبير الاقتصادي، شاهدنا خلال هذا العام اتخاذ الحكومة القرارات الارتجالية بشكل مكثف ما أدى إلى ركود وتضخُّم لكن يجب كسر هذه الحلقة المغرغة شديدة الخطورة.

وأكد أنه إذا لم نشهد تطورات دراماتيكية، أي أن نقلب الطاولة على المفاهيم الاقتصادية السائدة حالياً لن ننجح في تجاوز هذه العقبات وسوف نبقى سنوات أخرى في الضياع والضغط الاقتصادي.

بدوره، قال الخبير الاقتصادي الدكتور “عمار يوسف”، لإذاعة “ميلودي”: إن 99% من الشعب السوري تحت خط الفقر، مشيراً إلى التجريب الذي اتبعته الحكومة في الاقتصاد هذا العام أمر خاطئ وأدى إلى انهيار القوة الشرائية للعملة السورية، مؤكداً أن المنصة دمرت الاقتصاد السوري.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى