اقتصاد

أهالي الحسكة يودعون موسم “الكمأة” دون أن يتذوقوا طعمه

أهالي الحسكة يودعون موسم “الكمأة” دون أن يتذوقوا طعمه

 

لطالما كان ينتظر أهالي محافظة الحسكة قدوم فصل الربيع وتحديداً شهر آذار من كل عام، حيث يكثر فيه نمو نبات “الكمأة”، لاسيما في بادية المحافظة والمناطق غير المزروعة “البور”، ويتم جنيه وبيعه في الأسواق بكميات كبيرة، وبأسعار مقبولة، حيث يحرص الأهالي على شرائه وأكله بطرق مختلفة كالسلق أو الشوي أو الحمس نظراً للذته وفوائده الغذائية.

وخلال السنوات الماضية وحتى العام الفائت كانت أسعار “الكمأة” لاسيما في وقت ذروة الإنتاج والبيع تبقى في متناول الأيدي، ويستطيع غالبية الأهالي شراءها، وربما كان البعض منهم يقوم بتموينها عبر تجفيفها أو حفظها مفرزة أو في علب زجاجية.

إلا أن العام الحالي كان مختلف، فالظروف المعيشية من جهة، وغلاء المادة في الأسواق من جهة ثانية حرم الأهالي من تذوقها وقد شارف موسمها على الانتهاء.

اقرأ أيضاً: بدء موسم “الكمأة”.. ضحايا جنيها خلال سنوات الحرب يوازي ارتفاع أسعارها

وفي سوق “الكمأة” وسط مدينة الحسكة يعرض البائع “أبو حسين” كميات من “الكمأة” ضمن سلال تحتوي على أحجام مختلف من المادة لكل حجم سعره.

حيث يوضّح أن أسعارها تختلف باختلاف الحجم والنظافة ويباع الصغير منه بسعر يقارب 25 ألف ليرة سورية، والوسط بسعر يتراوح بين 40-50 ألف ليرة.

اقرأ أيضاً: “الكمأة” تحصد مزيداً من الأرواح في دير الزور

فيما يباع الكبير بسعر قد يتجاوز 60 ألف ليرة سورية، عازياً ارتفاع أسعاره إلى الأهالي الباعة الذين يجنون “الكمأة” من مناطق ريف المحافظة، فيما يضع البائع في السوق هامش ربح قليل بهدف إنفاق المادة بشكل سريع لضمان عدم تلفها.

وبالقرب من البائع “أبو حسين” يتفرج السيد “أبو نضال” على أصناف “الكمأة” الموجودة، ليدخل في مبازرة مع البائع علّه يخفض من السعر قليلاً.

مشيراً إلى أن “الكمأة” من فواكه الأرض اللذيذة والتي كانت تتوفر بكميات كبيرة، ويحرص الأهالي على أكلها كل عام، إلا أن الغلاء حرمنهم منها، مبيناً، أنه يسعى لشراء كمية قليلة ليقوم بطبخها مع مادة الرز وتقديمها على سفرة الإفطار.

اقرأ أيضاً: يوم أليم في حمص.. العاصفة و”الكمأة” أسباب جديدة للموت

من جهتها، “أم محمد” التي تزور السوق للشراء تبرر غلاء “الكمأة” بأنها ليست المادة الوحيدة التي غلا سعرها فكل شيء بارتفاع كما تقول، وأنها تحرص على شراء “الكمأة” للذة طعمها ولدواع صحية.

إذ تؤكد أن ماء “الكمأة” المسلوق يفيد في علاج الكلية التي تعاني من الرمل، مؤكدة بأن المادة ونتيجة ارتفاع أسعارها صارت حكراً على طبقة معينة من المجتمع، أما الغالبية فلم يعد يستطيعون شراءها وإذا قاموا بشرائها فبكميات قليلة جداً.

هذا وتنتشر في محافظة الحسكة أنواع كثيرة من “الكمأة” ألذها المائل للحمرة الذي يسمونه “الحديجي”، فيما يتوفر صنف آخر أقل جودة مائل إلى البياض يسمى “الزبيدي”.

الحسكة – كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى