اقتصاد

قبل بدء الشتاء.. بورصة المحروقات على “البسطات” تسجل أرقاماً قياسية

قبل بدء الشتاء.. بورصة المحروقات على “البسطات” تسجل أرقاماً قياسية

 

لا يوحي الوضع الراهن بقرب الانفراجات الموعودة على صعيد تأمين المحروقات بكافة مشتقاتها، على رأسها البنزين والمازوت.

أزمة متجددة لم يعرف المعنيون طريقاً إلى حلها بعد، متذرعين بخروج آبار النفط عن السيطرة ووقوعها في يد “قسد” تارة، وبالعقوبات الغربية تارة أخرى.

إلا أن ما يثير الاستغراب هو وفرة تلك المشتقات النفطية على الطرقات والبسطات والأوتوسترادات بالقدر الذي تريد، وبأسعار السوق السوداء المتفاوتة بين مكان وآخر.

حيث وصل سعر لتر بنزين “البسطات” إلى 20 ألف ليرة في بعض المناطق السورية، وسعر لتر المازوت الى 11 ألف ليرة سورية، في وقت يتم تعديل الكميات المدعومة المخصصة وأسعارها بشكل متكرر من الجهات الحكومية.

واللافت للنظر هو انتعاش تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء بشكل كبير، نظراً للربح المادي الكبير باللتر الواحد، والذي يتجاوز 40 ألف لكل 20 لتر بالمحصلة، بحسب تأكيد أحد الشبان في مدينة حمص.

اقرأ أيضاً: المعاناة مستمرة.. زيادة مخصصات حلب من المحروقات بقيت حديثاً إعلامياً بعيداً عن الوقائع

ولا يخفى على أحد عجز الجهات المعنية بضبط هذه الظاهرة وتركها الأمور تمشي على هذا الحال، فتنتشر البسطات بشكل كثيف، ورغم ارتفاع أسعار المحروقات عند أصحابها إلا أنها تجد قبولاً ورضى من المواطنين كونها تؤمن مستلزماتهم منها.

أحد سائقي التكسي في مدينة حمص قال لـ كليك نيوز “أتوجه بالشكر لبسطات البنزين ضمن المدينة وعلى طريق الشام، لأننا سنكون عاجزين عن العمل في حال الاعتماد على رسالة البنزين المدعوم، ولجلسنا في منازلنا بانتظار عدة لترات لا تكفينا أيام قليلة”.

وأضاف سائق آخر “تدور في ذهني عدة أسئلة، هل يلتقي المعنيون في قطاع المحروقات بالمواطنين ويعرفون معاناتهم، هل يشاهدونهم صباحاً وهم ينتظرون دورهم لملء البنزين ساعات طوال أمام الكازيات، أم إن “فيميه” سياراتهم تحجب عنهم الرؤية”.

وتابع آخر “أصبح الموتور هو الوسيلة الوحيدة التي تلبي احتياجات معظم المواطنين، فمن لم يمتلك واحداً للتنقل بات يعتمد على استعارته بعد ملء لتر واحد كفيل بأن يصل بك إلى مسافات بعيدة”.

من جهته، تخوف أحد سكان دير بعلبة من الشتاء القادم، وقال خلال حديثه لـ كليك نيوز “لا نستبشر خيراً من هذه الظاهرة، فهذا يعني شح المحروقات وخصوصاً المازوت، وتكرار نفس سيناريو هذا العام حيث حصلنا على مازوت التدفئة في منتصف حزيران بعد أن انتهى الشتاء”.

يذكر أن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك رفعت مؤخراً سعر بنزين أوكتان 95 ليصل لــ 10000 للتر الواحد، في مسلسل الرفع الدائم بحجج وتبريرات متعددة، إلا أن انتشار المادة الشحيحة حكومياً والوافرة في السوق السوداء يثير الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى أجوبة واضحة.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى