اقتصاد

أعياد السوريين باتت عبئاً ثقيلاً.. تكلفة سهرة رأس السنة للشخص الواحد بالحد الأدنى في المنزل 150 ألف ليرة

أعياد السوريين باتت عبئاً ثقيلاً.. تكلفة سهرة رأس السنة للشخص الواحد بالحد الأدنى في المنزل 150 ألف ليرة

 

لم يعد للأعياد والمناسبات بهجتها لدى السوريين كما كانت سابقاً، بل على العكس تحولت في كثير من الأحيان إلى عبء ثقيل عليهم، فمع اقتراب عيد رأس السنة والتي جرت العادة الاحتفال بطقوس هذا اليوم من كافة شرائح المجتمع، إلاّ أن لهيب أسعار السلع والمواد وقف حجر عثر أمامهم، حيث يقف المواطن عاجزاً عن شراء أي شي من مستلزمات سهرة رأس السنة سواء من اللحوم أو الفواكه والمكسرات.. الخ.

اقرأ أيضاً: علاج “الكريب” يتجاوز 60 ألف ليرة بحده الأدنى.. ارتفاع أسعار الأدوية يشكّل صدمة لأغلب المواطنين

وفي استطلاع أجراه كليك نيوز، مع بعض العائلات لمعرفة فيما إذا كانت ستحتفل بعيد رأس السنة، وماذا عن تكاليف السهرة والأعباء التي يمكن أن تترتب عليها نتيجة الغلاء الفاحش الذي تشهده الأسواق لاسيما الفترة التي تسبق المناسبات والأعياد

لا احتفال هذا العام

بينت “نجوى محمد” خلال حديثها لـ كليك نيوز، أنها لن تحتفل وعائلتها بعيد رأس السنة كما كل عام، فهي لا تقوى على تكاليفها ولو بحدودها الدنيا نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم بكل أنواعها وكذلك المكسرات، مشيرة إلى أن وضعها المادي لا يسمح بذلك، وربما قد تستدين بعض المال لإحضار أشياء بسيطة كمشروبات غازية وبعض الفواكه فقط من أجل أطفالها الذين اعتادوا الاحتفال بعيد رأس السنة.

الأسرة عاجزة عن تأمين متطلباتها

بينما “لؤي مصطفى” تحدث عن صعوبة الحياة بشكل عام، حيث أصبحت الأسرة السورية شبه عاجزة عن تأمين أدنى متطلبات المعيشة، بما فيها الأعياد، ومع ذلك يقول إنه سوف لن يحرم أسرته من الاحتفال بعيد رأس السنة، فهو طقس اعتادوا على ممارسته سنوياً، علماً أن مستلزمات السهرة لهذا العام ستكون بكميات محدودة من لحوم ومشروب وفواكه، مؤكداً أن اجتماع العائلة بهذا اليوم له خصوصية وطقس مميز ولا يمكن التخلي عن هذا النوع الاحتفال.

150 ألف تكلفة الفرد بسهرة رأس السنة بالحد الأدنى

بدوره، أكد خبير الاقتصاد الدكتور “علي محمد” في تصرح خاص لـ كليك نيوز، أن أغلب العائلات تحتفل بعيد رأس السنة، وتالياً تكاليف سهرة العيد في المنزل تتناسب طرداً مع عدد أفراد الأسرة، وإذا ما تحدثنا عن تكاليف السهرة فهي مرهقة جداً ولو بحدودها الدنيا، مثلاً يتراوح كيلو اللحمة بين 150- 200 ألف ليرة وذلك حسب النوع، كذلك الدجاج وصل سعر الكيلو منه إلى 65 ألف، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار الفواكه والخضار، ناهيك عن متتمات السهرة من موالح ومكسرات ومشروبات غازية وروحية وغيرها، من هنا يمكن القول أن تكلفة الشخص في سهرة رأس السنة في البيت بالحد الأدنى 150 ألف ليرة، بمعنى أن عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص تكلفهم 750 ألف ليرة.

عبئاً ثقيلاً

وأضاف “محمد” أن فكرة الأعياد بشكل عام أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على السوريين، لأنه أيضاً من ضمن الطقوس المتعلقة بالأعياد هناك أشياء أخرى مثل الملابس والأحذية وغيرها، وأيضاً أسعارها مرتفعة، مؤكداً أن الوضع المعيشي سيء جداً نتيجة التضخم الذي يعاني منه الاقتصاد السوري.

لا يمكن التنبؤ بمآل التضخم

وكشف “محمد” أن الغلاء الذي تشهده الأسواق لا ينسجم مع أي تحليل اقتصادي، ولا يمكن التنبؤ بمآل هذا التضخم ولا تحديد نوعه، وبكل الأحوال تحديد نوع التضخم الموجود والغوص بهذا التفصيل هو جدال لا معنى له.

وتالياً ارتفاع الأسعار يعود لأسباب عديدة أهمها ارتفاع سعر الصرف، حيث سعره الرسمي 12700 ليرة، وأيضاً أسعار المشتقات النفطية التي كانت الى حد ما وما تزال بين مدعوم وغير مدعوم.

اقرأ أيضاً: الحكومة “تحابي” التجار في قراراتها.. مسؤولون: لسنا مع قرار تصدير الزيت لأنه سيرفع الأسعار أكثر

كذلك أصبح هناك أسعار مشتقات نفطية بالأسعار الحرة التي أصبحت تسعر بشكل نصف شهري، وتالياً فإنّ ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بشكل كبير أثر على أسعار المواد وعلى النقل والمواصلات، إضافة إلى انخفاض انتاج الطاقة الكهربائية الذي أثر بشكل كبير على المحال التجارية، رغم أن الطاقة الكهربائية تتوفر لبعض المناطق الصناعية.

وختم بالقول إنّ التضخم الحالي الذي تمر به البلاد هو نتيجة عوامل داخلية وأيضاً خارجية، وذلك منذ بدء الحرب في أوكرانيا والتضخم العالمي الذي أصبح امتداداً للواقع السوري ومفرزات الحرب في سورية.

ميليا اسبر – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى