اقتصاد

مواد منتهية الصلاحية تغزو أسواق “قسد”

مواد منتهية الصلاحية تغزو أسواق “قسد”

 

مع اقتراب حلول عيد رأس السنة الميلادية، تنتشر في أسواق مدينة الحسكة والمحال التجارية والبسطات التي تقع ضمن الأحياء التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” مختلف أصناف المواد الغذائية والحلويات والمكسرات التي تباع خلال الفترة الحالية، ولكن الغريب فيها أن أسعارها تنخفض بنسبة 70 بالمئة من قيمتها الحقيقة.

فعلى البسطات وفي المحال التجارية ضمن مدينة الحسكة وعلى سبيل المثال، يباع كيلو الكاجو بسعر قد ينخفض لما دون 60 ألف ليرة، والجوز بسعر 30 ألفاً، والزبيب بسعر 25 ألفا ومعقود الجوز بسعر 30 ألفا، والفواكه المجففة بسعر مقارب، إضافة إلى أصناف من الفاكهة الاستوائية التي تنخفض أسعارها إلى ما دون النصف لسعرها الحقيقي والعصائر والمشروبات التي تنخفض بنسب تقارب الثلث.

وبيّن أحد باعة هذه المواد التي تباع بشارع فردوسة بمدينة الحسكة فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ كليك نيوز، أن جميع هذه المواد منتهية الصلاحية يتم بيعها بسعر بخس من محلات الجملة الكبيرة والتي يفترض أن تقوم بإتلافها، حيث يوفرونها لأصحاب محلات البيع المفرق والبسطات الذين يضعون هامش ربحهم ويقومون ببيعها للأهالي بسعر منخفض بشكل كبير عن أسعار مثيلاتها التي لا تزال ضمن فترة السماح الخاص بالاستهلاك البشري.

اقرأ أيضاً: بهدف تصدير أزماتها.. “قسد” تخطط لسيناريو جديد يستهدف أهالي الحسكة

ولفت البائع إلى أن هذه المواد غالباً ما تكون ذات طعم مختلف نظراً لفترة تخزينها الطويلة، وانتهاء صلاحيتها، ومع ذلك يشتريها المواطن غير القادر على شراء الطازج منها ويقوم باستهلاكها مع عائلته على الرغم من معرفته المسبقة بأنها منتهية الصلاحية وقد تسبب له مشاكل صحية وهضمية لاسيما بعض مواد العصائر والفواكه وحتى المكسرات التي يميل طعمها إلى المرارة والتعفن.

وأكد البائع أن هذه المواد تنتشر في عموم أرجاء مدينة الحسكة في ظل رغبة أصحاب محال الجملة الكبرى التخلص منها مع نهاية العام، وتحصيل ما يمكن تحصيله من مال بدلاً من إتلافها دون مقابل، مؤكداً أن الرقابة التموينية التابع لـ “قسد” تكاد تكون معدومة، فهمهم فرض الضرائب والتحصيل المالي من الباعة بغض النظر عن المواد التي يتم بيعها وإن كانت منتهية الصلاحية أو لا، وقد تلحق الأضرار بالأهالي.

وأمام مواد البسطات وأسعارها الرخيصة، ينقسم الأهالي إلى قسمين، فمنهم من يرى أنها فرصة لشراء مواد أصبحت حلماً على الكثير منهم نتيجة الظروف المعيشية، وآخرون رفضوا الفكرة وشراء مواد قد تكبد من يستهلكها المال والصحة.

حيث أشارت الشابة “منال” على سبيل المثال، إلى أن الخيار البديل أصبح خياراً ضرورياً لكل شيء في حياة الأهالي، فعدم مقدرتهم على شراء الثياب الجديدة يجبرهم على شراء الثياب المستعملة رغم مخاطرها الصحية وإمكانية نقلها للأمراض، وهذا الأمر يقاس كذلك على الطعام فما يهمهم هو رخص السعر وإن كان على حساب الجودة أو الطعم.

أما السيدة “جمانه” فتحذر من شراء هذه المواد، وتؤكد أن أحد أبناء جيرانها قد اشترى من مادة الكاجو وحصل له تسمم اضطر نتيجته إلى إجراء غسيل معدة في إحدى المشافي الخاصة، مؤكدة أن جميع هذه المواد تعد من الكماليات وبالتالي من ليس لديه القدرة على شراء الطازج منها يجب ألا يشتري الفاسد ويعرض نفسه وأهله للأمراض والمخاطر الصحية.

يذكر أن أهالي المناطق الواقعة تحت سيطرة “قسد” يعانون أوضاعاً معيشية صعبة جراء التحكم الذي تفرضه الميليشيا بالموارد وفرضها الضرائب المختلفة.

الحسكة – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى