اقتصاد

مفاوضات سورية عراقية لإعادة ضخ النفط عبر أنابيب “كركوك – بانياس”

مفاوضات سورية عراقية لإعادة ضخ النفط عبر أنابيب “كركوك – بانياس”

 

كثرت الأحاديث خلال الآونة الأخيرة عن نية العراق إرسال نفط ووقود إلى سورية، وعزز هذا الأمر، قيام دولة العراق الشقيق بإرساله قوافل تحمل، البنزين وزيت الغاز إلى دمشق، عقب كارثة الزلزال.

حيث كشف وزير التجارة العراقي “أثير الغريري”، عن جهود حثيثة لتطوير التعاون الاقتصادي مع سورية، وعلى وجه الخصوص في مجال النفط.

وأكد “الغريري” وفق ما نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية، أنه وخلال اجتماع عقده مع وزير النفط والثروة المعدنية السوري “فراس حسن قدور”، تم تبادل وجهات النظر حول إطلاق الاستثمارات في مجال النفط والطاقة بكلا البلدين، من خلال تقديم التسهيلات للشركات العراقية الراغبة في الاستثمار في مجال النفط في سورية، والتي بدورها ستضمن إعادة العمل بأنبوب نفط “كركوك – بانياس” الذي يربط آبار النفط العراقية بالموانئ السورية.

وأفاد وزير التجارة العراقي، بأن إعادة تشغيل أنبوب نفط “كركوك – بانياس” سيكون مفصلياً لسورية، وسيساهم في تخليصها من أزمتها النفطية الحالية، خاصة أن أغلبية آبارها النفطية خارج السيطرة.

اقرأ أيضاً: “الحشد الشعبي العراقي” ينجز أول 100 شقة سكنية لمتضرري الزلزال في حلب

وأكد “الغريري”، بأن الأنبوب النفطي السوري العراقي يتخذ أهمية استثنائية بالنسبة للعراق، نظراً للكلفة الباهظة التي تترتب على تصدير نفطه للخارج حالياً، موضحاً أن السيناريوهات المرجحة لإعادة الضخ عبر أنبوب “كركوك – بانياس” تتركز حول إسناد عمليات إصلاح ما تم تخريبه في الأراضي العراقية إلى بغداد، وبالمقابل يتكفل الجانب السوري بإصلاح الأَضرار التي أصابت خط الأنابيب الموجود في أراضيه.

وبين أن التقديرات الأولية، تشير إلى أن إعادة تشغيل خط الأنابيب تحتاج إلى عمليات صيانة بتكلفة مالية كبيرة، نظراً لحجم الأضرار الكبيرة التي تعرض لها خلال السنوات الأخيرة سواء في القسم العراقي أو في سورية.

يذكر أنه تم تأسيس أنبوب تصدير النفط العراقي – السوري “كركوك – بانياس”، عام 1952، ونفذته شركة “بريتيش بتروليوم” البريطانية، بعد الحرب العالمية الثانية والتي كانت لها استثمارات نفطية كبيرة في البلدين.

وبحسب وكالة “سبوتنيك” الروسية، تم تشغيل أنبوب نفط “كركوك – بانياس” لفترات متقطعة تاريخياً، لكن عمله تأثر عمله بالتطورات التي حصلت في المنطقة عموماً، والتغيرات الداخلية في سورية والعراق.

وحسب الوكالة، استمر العمل بالأنبوب منذ تأسيسه بشكل متواصل حتى عام 1980، حيث توقف العمل به لحقبة طويلة منذ أوائل الثمانينيات مع اندلاع حرب الخليج الأولى، ليعود إلى العمل عام 1997، قبل أن يتوقف مجددا بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وأضافت أنه في عام 2010 تمت إعادة الضخ عبر أنابيب “كركوك – بانياس” للمرة الثالثة، إلا أن ذلك لم يدم طويلا نتيجة التدمير الممنهج الذي طاله تحت ضربات طائرات التحالف الدولي”، بعد فترة سيطرة “داعش” على مناطق مساراته في سورية والعراق.

اقرأ أيضاً: العراق يهدي سورية “60 ألف” طن فيول لتوليد الكهرباء.. لماذا لم يتحسن واقع التقنين؟

وأشارت إلى أنه وعلى الرغم من توقف أنبوب النفط منذ أكثر من 13 عاما، إلا أن أهميته توصف بالاستراتيجية سواء لسورية أم للعراق.

وفيما يتعلق بسورية، أوضخت الوكالة، أنه يمكن لخط “كركوك – بانياس”، أن يسهم في توفير المشتقات النفطية التي تحتاج إليها البلاد اليوم، وسيكون مصدراً لتأمين الطاقة، وسيعود بمنافع كبيرة للموانئ السورية، ما يعني أنه سيزيد من حركة الملاحة البحرية وينشط الحركة الاقتصادية.

وفيما يخص العراق، وفق الوكالة، فسيخفف الخط من تكاليف نقل وتصدير النفط نظراً لكونه طريقاً مختصراً لحقول النفط العراقية الشمالية عبر البحر المتوسط، والتي تحوي احتياطي نفطي يقدّر بـ 13 مليار برميل، أي ما يشكل 12% من إجمالي الاحتياطي العراقي من النفط الخام.

كما سيتيح أنبوب “كركوك – بانياس” للعراق الاستفادة من مصافي النفط السورية لتكون بديلاً لمصافي التكرير التي تستهدفها الحكومة العراقية في دول بعيدة، وسيساعد العراق أيضاً على زيادة إنتاجه النفطي اليومي لأن الخط مصمم لطاقة تصديرية كبيرة، خاصة أن العراق يعمل على زيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميا بحلول 2027.

وكان نائب رئيس اتحاد الصناعات العراقية “علي عبد الهادي الدخيلي”، قال قبل أيام، خلال اجتماعات اللجنة السورية – العراقية المشتركة، في دمشق، سنقوم بحلحلة العقوبات الغربية المفروضة على سورية وسنرسل نفطاً إلى سورية مقابل الحصول على مواد مصنعة يتم رفد السوق العراقية بها.

كما كان العراق، من أول الدول التي ساندت سورية بعد وقوع كارثة زلزال 6 شباط، حيث فتح جسراً جوياً لإرسال المساعدات الإغاثية العاجلة، والتي تتضمن مواد طبية طارئة، وإسعافات أولية، ومستلزمات للإيواء والإغاثة، وكميات من الدواء والوقود، كما أرسلت وزارة التجارة العراقية، شاحنات محملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية إلى سورية، ودعا الرئيس العراقي، “عبد اللطيف رشيد”، لإيقاف كل السياسات العقابية التي أضرت بالمدنيين في سورية.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى