أخبار كليكميداني

عودة الانقلابات الداخلية إلى صفوف “النصرة”.. هروب “المسؤول المالي” إلى جهة مجهولة

عودة الانقلابات الداخلية إلى صفوف “النصرة”.. هروب “المسؤول المالي” إلى جهة مجهولة

 

اتسعت رقعة الخيانات والخلافات داخل صفوف “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً”، والتي زادت حدتها منذ فرض الإقامة الجبرية على المدعو “أبو ماريا القحطاني”، بذريعة اكتشاف خلية تتعامل مع استخبارات غربية، بالإضافة إلى اعتقال عدد كبير من مسؤولي الصف الأول في “الهيئة”.

وفي فصل جديد من فصول الانقلاب الداخلي في صفوف “الهيئة”، التي يتزعمها المدعو “أبو محمد الجولاني”، أكدت مصادر مطلعة لصحيفة “الأخبار اللبنانية”، هروب ما يسمى “المسؤول المالي في الهيئة”، المدعو “جهاد عيسى الشيخ – أبو أحمد زكور”، إلى جهة مجهولة.

وبحسب المصادر، أصدر “الشيخ”، عقب هروبه، بياناً أكد خروجه من “تحرير الشام”، معيداً ذلك إلى أسباب عديدة، منها سيطرة وهيمنة “الهيئة” على الفصائل وقضمها إياها بدلاً من العمل على المشروع التركي لتوحيدها، وتوجيه التهم الجاهزة والمعلبة إلى كل من يخالف سياستها، في إشارة إلى اعتقال “القحطاني”، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال والخطف من دون التنسيق مع أي جهة.

اقرأ أيضاً: لترسيخ حضورها في الشمال.. أنقرة تشكّل “فصيل جديد” وتفرض أتاوات لتأمين موارد لفصائلها

وذكرت المصادر، أن عناصر مسلحة تابعة “للهيئة”، هاجمت مقرّات ومزارع عديدة تابعة لـ “الشيخ الفار”، في مناطق مختلفة من إدلب، أبرزها بلدة رأس الحصن التي يتخذها مقراً له، وتمّ اعتقال 15 عنصراً من أتباعه.

وأشارت المصادر، إلى أنه لم يُعرف المكان الذي هرب إليه “المسؤول المالي” بعد، لكن الأنباء تتحدث عن هروبه إلى ريف حلب الشمالي حيث تنتشر مجموعات عديدة مناوئة لـ “الجولاني”.

وأشارت مصادر الصحيفة، إلى أن “الشيخ”، يُعتبر أحد أبرز عرّابي مشروع “الجولاني” لالتهام ريف حلب الشمالي، إذ قاد بنفسه جهوداً متواصلة أثمرت تفكيك جماعات معارضة عديدة انضم معظمها للعمل تحت كنف “تحرير الشام”، ما أسهم في توسيع قبضة زعيم “الهيئة” على ريف حلب الذي يتحكّم في الوقت الحالي بسوق النفط فيه ومعظم معابر التهريب.

اقرأ أيضاً: بتهم الخيانة والتعامل مع “التحالف”.. “النصرة” توسّع عمليات الاعتقال في صفوفها

وأضافت المصادر، أن هروب “المسؤول المالي للهيئة وأحد أبرز قادتها”، بالتزامن يأتي مع شيوع أنباء عن مقتل المدعو “أبو مارية الجبوري، المعروف باسم أبو مارية القحطاني”، والذي كان يُعتبر الرجل الثاني في “تحرير الشام”، بعد “الجولاني”.

وذكرت المصادر، أن نبأ مقتل “القحطاني”، أثار ردود فعل عديدة في “الأوساط الجهادية”، وسط انتشار عدد كبير من المقاتلين التابعين له، ما قد يفتح الباب أمام اندلاع مواجهات داخلية من شأنها أن تفاقم حالة التمزق داخل “تحرير الشام”.

وأضافت المصادر، أن هروب “الشيخ”، لا يعتبر أمراً مستغرباً في ظل الموقف الذي اتّخذه منذ اعتقال “القحطاني”، حيث أعلن أكثر من مرة رفضه الاعتقال، كما رفض الاتّهامات الموجهة له، الأمر الذي رسم معالم شرخ بدأ بالاتساع في بنية الجماعة التي يتزعمها “الجولاني”.

وبحسب المصادر، وعلى غرار ما جرى في “حركة أحرار الشام” التي تحوّلت إلى قسمين، أحدهما تابع لـ “الهيئة – القاطع الشرقي”، وآخر متحالف مع فصائل “الجيش الوطني – المدعومة تركياً”، أعلن قسم من “صقور الشام”، التي تُعتبر “الذراع العسكري للإخوان المسلمين”، والتي تعمل تحت إمرة “الجولاني”، انشقاقه تحت مسمى جديد “صقور الشام – الفرقة 40” عن قيادته التي بقيت ضمن صفوف “الجيش الوطني”، الأمر الذي يزيد من تعقيدات المشهد الفصائلي في ريف حلب.

اقرأ أيضاً: وصلت مداهماتها القاعات الدرسية في الجامعة.. “النصرة” توسعّ محاولاتها للتضييق على المدنيين بمناطق سيطرتها وتأمر بإخلاء أحد المخيمات

ووفق المصادر، من شأن هذه التعقيدات كلّها أن تشكّل نكسةً جديدةً للجهود التركية المستمرة لدمج الفصائل ضمن هيكلية مؤسساتية في ريف حلب، أو حتى دمجها جميعها مع “تحرير الشام”، وتكوين هيكلية واحدة للمناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة في الشمال السوري.

وذكرت المصادر، أنه تأتي محاولات الدمج تلك، في ظل العداوة الكبيرة والمستعرة بين فصائل عديدة موجودة في ريف حلب وجماعة “الجولاني”، والانهيار المتواصل للبنية العسكرية “للهيئة” نتيجة الاعتقالات والتصفيات الداخلية المتواصلة في صفوفها.

كما لفتت المصادر، إلى أن تلك الانقسامات سوف تعكّر صفو المشروع التركي القائم لبناء تجمعات سكنية على طول الشريط الحدودي مع تركيا، من أجل نقل اللاجئين السوريين إليها، بسبب رفضهم العودة إلى هذه المناطق التي تشهد معارك واقتتالاً داخلياً مستمراً بين الفصائل المنتشرة فيها.

وكانت “تحرير الشام”، كثفت خلال الآونة الأخيرة، حملات الاعتقال ضد عناصر ما يسمى “حزب التحرير”، إضافة لاعتقال كل من ينتقد ممارساتها وتصرفاتها في المنطقة.

وفرضت “تحرير الشام”، بقيادة المدعو “أبو محمد الجولاني”، منتصف شهر آب الفائت، الإقامة الجبرية على المدعو “أبو ماريا القحطاني”، وهو “المسؤول الأمني الأول لدى الهيئة”.

وبالتوازي مع تصاعد الاعتقالات، تزداد وتيرة الحراك الشعبي المناهض “للهيئة”، بتظاهرات يومية، يغلب عليها الطابع النسائي، حيث يقوم ذوي المعتقلين ومناصري “حزب التحرير”، بتنظيم تظاهرات يومية في عدة قرى وبلدات، مع تزايد الشعارات والكتابات التي تهاجم “الهيئة” وتنتقد ممارساتها، وتطالب بإسقاط “الهيئة” وزعيمها “أبو محمد الجولاني”.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى