أخبار كليك

“قسد” تحتال على مزارعي الرقة.. تُسعّر بالدولار وتدفع بالليرة

“قسد” تحتال على مزارعي الرقة.. تُسعّر بالدولار وتدفع بالليرة

 

في إطار المسلسل السنوي الذي تمارسه في مناطق سيطرتها، حدّدت ميليشيا “قسد”، سعر القمح والشعير، بمدينة الرقة بالدولار الأمريكي، بمبلغ قدره 43 سنت من الدولار الأمريكي لكل كيلو غرام من القمح، و35 سنت للشعير.

وخلال اجتماع عقدته ما تسمى “هيئة الزراعة والري” في شمال وشرق سورية، تحضيراً للموسم الزراعي 2023، ومناقشة التدابير بشأن موسم الحصاد، قالت “مسؤولة هيئة الزراعة والري” لدى “قسد” إن “الصرف سيكون بالدولار، حيث يتراوح سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية بحوالي 8950 ليرة، وسعر كيلو القمح يصل إلى نحو 3848 ليرة سورية، والشعير 3132 ليرة سورية.

وقال ما يسمى “نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الزراعة والري لشمال وشرق سورية، أحمد يونس”: إن “الإدارة الذاتية”، حددت تسعيرة 430 دولاراً لشراء الطن الواحد من القمح و350 دولاراً لطن الشعير.

كما قال ما يسمى “الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية”، المدعو “محمد شوقي” إن كميات إنتاج محصول القمح للموسم الحالي 2023 ستصل لما يقارب 1 مليون طن، وسيرتب على “الإدارة” شراء المحصول كاملاً مما يكلف مبالغ مالية ضخمة قد تتجاوز القدرة المالية “للإدارة الذاتية”.

في السياق، أكد خبير في الشؤون الزراعية لموقع “أثر برس” المحلي، أن السعر المحدد على الرغم من أنه أعلى من السعر الحكومي الرسمي للمادة، فإنه لا يترك هامش ربح مناسب للفلاح نظراً لأسعار الصرف مقابل الليرة السورية، منوهاً بأن السعر المناسب لهامش ربح مناسب للفلاح يتراوح بين 4500 ليرة سورية إلى 5000 ليرة سورية.

اقرأ أيضاً: ممارسات “قسد” تضع الكليات الجامعية في الحسكة في مهب الريح

وأضاف، أن غالبية الطرق التي تؤدي إلى مراكز التسويق المعتمدة رسمياً بمدينة القامشلي، ستمر في المحاور التي تسيطر عليها “قسد”، وسيجد غالبية الفلاحيين نفسهم مجبرين لتسويق إنتاجهم في مراكز “قسد” أو بيعها في أرضها للتجار الذين ستنشرهم “قسد” في موسم الحصاد”.

وتعليقا على القرار، قال أحد مزارعي مدينة الرقة في ظاهر الأمر القرار جيد ولكن في باطنه سيء جداً فهم يتلاعبون بصيغة الكلام بقراراتهم، مشيراً إلى أنهم لو كانوا صادقين بقرارهم لكانوا حدّدوا سعر كيلو القمح بالليرة السورية، وحدّدوا صنف ودرجة النوع والجودة وأجور النقل عليهم وأجور عمال التحميل.

وأضاف دون أن يذكر اسمه، خوفا من “قسد” سيسرقون القمح بطريقة ذكية جداً وبدون أن يشعرونك بأنهم يسرقونك، مضيفاً، إذا حددوا سعر القمح بالدولار، لماذا لا يعطون الفلاح والمزارع ثمن قمحه بالدولار، لماذا يحسبون سعر الصرف بالسوق السوداء الذي يسيطرون عليه بشكل كامل بمناطق سيطرتهم، لأن كل الصرّافين من أزلامهم؟.

كما قال مزارع آخر من مدينة عامودا شمال محافظة الحسكة، هذه لعبة، وكل عام يحدّدون السعر بالدولار ويستلمون الحبوب منه ويخزنونه، وعند قدوم الفلاحين لاستلام ثمن المحصول، تبدأ المماطلة بمصارفهم الزراعية التي استولوا عليها.

وأضاف المزارع، أنه وعند انتهاء رحلة الذهاب والإياب إلى المصرف عشرات المرّات انصدم عند استلام ثمن محصوله، أنه ثمن نصف المحصول، وعندما سألهم بالمصرف، بدأت عملية المراوغة وإقناع المزارع والفلاح أن سعر صرف الدولار قد انخفض اليوم، كما أن جودة القمح منخفضة ويوجد به رطوبة وبعض الأتربة والشوائب.

وقال، هذا الكلام ليس لمزارع أو فلاح واحد بل يُقال لكل الفلاحين والمزارعين، مشيراً إلى أن موظفي “الإدارة الذاتية”، يحفظونه جيداً ولا يمكنك الاعتراض على كلامهم وقرارتهم.

وأكد مزارع آخر من ريف اليعربية شمال شرق محافظة الحسكة، أن هذا الموسم هو موسم سرقة “الإدارة الذاتية” والقيادات في “قسد”، مشيراً إلى أن عملية السرقة مُتقنة، يضربونك بالتجريم أي “درجة نوعية المحصول”، ومن ثم بالوزن وآخرها بانخفاض سعر الصرف بالسوق السوداء بمناطق سيطرتهم.

وأضاف، هؤلاء هم من سرقوا الشعوب، وهم التاجر الوحيد والمشتري الوحيد، ولا يحق لك شحن محصولك لتبيعه لمراكز الحكومة السورية بمدينة القامشلي، لأنه يتم مصادرته ولا يحق لك شحنه إلى محافظات الداخل السوري مثل حلب وحمص والساحل أو دمشق وبيعه لتجار مدنيين فهم يسيطرون على جميع الطرق، ولا يُسمح لك بنقل محصولك من منطقة الى منطقة حتى بمناطق سيطرتهم، لتضطر في نهاية المطاف لبيعه لهم تحت ظرف الحاجة وخوفك من احتراق المحصول إذا قمت بتخزينه.

وتابع المزارع لـ “سونا نيوز” فرضوا ضريبة لإعمار مدينة نصيبين التركية وضريبة لإعمار مدينة عين العرب، والتبرع لما يسمى مكتب “أُسر الشهداء” التابع لـ “قسد”، وهذه التبرّعات إجبارية ولا أحد يستطيع الاعتراض، وهم من يحدد قيمة التبرع ويُخصم من ثمن القمح فوراً.

يُذكر أن “قسد”، اعتادت أن تقوم بهذا الأمر كل عام، عندما تشتري محصول القمح، لتقوم بسرقته في النهاية بأبخس الأثمان، وشحنه عبر معابر غير شرعية إلى شمال العراق وبيعه لتجار أجانب بالسعر العالمي.

وحسب إحصائيات دائرة الإنتاج النباتي في زراعة الحسكة، بلغت المساحات المزروعة من القمح المروي، في عموم مناطق المحافظة 127600 هكتار، على حين بلغت مساحات القمح البعل 309500 هكتار، بينما بلغت مساحات الشعير المروي 19500 هكتار ومساحات البعل منه بلغت 287600 هكتار.

يذكر أن اللجنة الاقتصادية، في الحكومة السورية، كانت حددت سعر شراء القمح للموسم الحالي بـ 2500 ل.س لكل 1 كغ متضمناً تكاليف الإنتاج مع هامش الربح، ويضاف إليها مبلغ قدره 300 ل.س لكل 1 كغ كحوافز تشجيعية لزراعة وتسليم القمح بحيث يصبح السعر النهائي 2800 ل.س لكل 1 كغ.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى