اقتصاد

عادات فطور يوم الجمعة تختفي.. الفول والفلافل يغيبان عن موائد السوريين

عادات فطور يوم الجمعة تختفي.. الفول والفلافل يغيبان عن موائد السوريين

 

تأثرت تقاليد السوريين المعتادة بتدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الراهنة، وغابت الكثير من العادات بعد أن اعتاد المواطن عليها لسنوات طويلة ما قبل الأزمة.

والحديث هنا لا يدور حول الزيارات والسياحة والأعياد وغيرها، بل وصل الأمر إلى نسيان بعض العادات المتعلقة بالطعام والشراب وغيرها.

وكان شهر رمضان المبارك خير دليل على هذا الكلام، بعد تناقص أصناف المأكولات على مائدة السوريين، وتقلص عددها إلى صنفين فقط، نظراً لضعف القوة الشرائية مقابل تدهور سعر الصرف وانعكاسه على مختلف الأسعار.

ووصل تأثير تدهور الأوضاع الاقتصادية إلى عادات الفطور خلال يوم الجمعة، التي يشكل فيها الفلافل والفول والحمص والمخللات ركناً أساسياً على المائدة في مختلف المحافظات السورية.

وبات من الواضح تراجع الإقبال على شراء فطور يوم الجمعة، واقتصار الشراء على كميات قليلة من الحمص والفول وبعض أقراص الفلافل، جراء ارتفاع أسعار هذه المأكولات الشعبية، حالها حال جميع المواد الغذائية، كما قال أحد أصحاب المحال في مدينة حمص.

اقرأ أيضاً: ارتفعت 300% وتجاوزت 8 مليون في بعض أحيائها.. آجارات المنازل في دمشق ترتفع مع كل تجديد للعقد

وقال البائع خلال حديثه لـ كليك نيوز، إن “أسعار هذه المواد ارتفعت بطبيعة الحال مع ارتفاع أسعار مكوناتها من الفول والحمص والثوم والمخلل والغاز والزيت، وكل الملحقات الإضافية”.

وأشار البائع إلى أن “سندويشة البطاطا تباع حالياً بـ 6 آلاف ليرة، والفلافل بأكثر من 5 آلاف، أما سعر كيلو المسبحة فقد ارتفع إلى أكثر من 20 ألف ليرة، وذلك لأن سعر كيلو الطحينية، وصل في الآونة الأخيرة الى 50 ألف ليرة، وسعر كيلو الحمص اليابس بـ 13500 ليرة، في حين وصل سعر بيدون زيت الزيتون إلى أكثر من مليون ليرة.

بائع آخر في حي المهاجرين، بين أن سعر قرص الفلافل الواحد يباع بسعر 250 ليرة، وبالتالي فإن فطور عائلة مكونة من 5 أشخاص سيكلف وسطياً 5 آلاف ليرة للفلافل وحده في حال تناول كل فرد 4 أقراص فقط، دون التطرق إلى المخلل والفول والشاي وغيرها من الأصناف.

من جهته، بين أحد سكان مدينة حمص أن “عادات يوم الجمعة اختلفت جذرياً مقارنة بالسنوات الماضية، حيث ازدادت الأمور صعوبة مع كل عام مضى من عمر الأزمة، حتى بلغت ذروتها منذ بداية العام مع تدهور قيمة الليرة وضعف المدخول المادي للأغلبية للعظمى من السكان.

وتابع الرجل الذي يعمل موظف في إحدى دوائر مديرية التربية، أن “راتب 200 ألف بعد مرسوم الزيادة لا يكفي أياماً معدودة في ظل الغلاء الفاحش، وبالكاد تستطيع العائلات تدبير أمورها كي تصمد حتى آخر الشهر، ولذلك فإن دفع 30 ألف ليرة لفطور يوم الجمعة بات من الإسراف والتبذير إن صح التعبير”.

ويعود الرجل بذاكرته إلى سنوات ما قبل الحرب وقال “كنا نشتري فطور يوم الجمعة من جميع الأصناف وبكميات كبيرة بما لا يتجاوز 100 ليرة سورية، وهو ما تغير الآن كون أي فطور “مدلل” سيكلف أكثر من 50 ألف ليرة وهو ما يعادل ربع الراتب دون حسومات”.

حقيقة الأمر فإن تناقص أصناف المأكولات على مائدة السوريين لا يقتصر على الفول والحمص والفلافل، بل يشمل اللبنة والجبنة والبيض والمربيات، في ظل أسعار فلكية ترتفع يومياً وترهق كاهل المواطن دون أي تحسن اقتصادي على المدى المنظور.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى