مجتمعخدميمحلي

“خرجية” الأولاد..  تحولت إلى عبء يثقل كاهل الأهالي ويربكهم

“خرجية” الأولاد..  تحولت إلى عبء يثقل كاهل الأهالي ويربكهم

 

تواصل الأوضاع المعيشية في سورية، إلقاء ظلالها الثقيلة على كافة مفاصل حياة الأسر السورية، حتى بات كلّ تفصيل صغير يحتاج لتدقيق وتمحيص طويلين حتى يتمكن الأهالي من استيعابه.

وأحد تلك الأعباء، مصاريف الأولاد اليومية (الخرجية)، سواء في مرحلة الطفولة أو مرحلة الشباب، فكلاهما مرّ وأكثر ثقل من الآخر، ويسبب في معظم الأحيان الإرباك والقلق للأهالي، لأن حاجة أبنائهم للمصروف اليومي ضرورة لا بد منها.

وفي هذا السياق، تقول إحدى السيدات وهي أم لثلاثة أبناء ذكور، إنها تحدد حاجة أولادها من المصروف المدرسي وحجم السقف المناسب لكل واحد حسب عمره سواء كان في المرحلة الإعدادية أو الثانوية.

وأكدت أن مبلغ ألفي ليرة هو مبلغ معتدل وكافٍ لطالب المرحلة الإعدادية، بينما تمنح ابنها في المرحلة الثانوية مبلغ 3500 ليرة لأنه أصبح شاباً، وتالياً ليس لديه حاجات شرائية في المدرسة إنما يتجلى مصروفه في أجرة السرفيس للعودة ظهراً إلى المنزل.

اقرأ أيضاً: بوتيرة أعلى.. “النصرة” تواصل حملة الاعتقالات ضمن صفوفها ووسط المدنيين

ويقول أحد الشباب الذي أنهى تعليمه الثانوي، إنه اعتاد في أيامه السابقة في المدرسة على تقاضي مصروف يومي، أما بعد أن أصبح في المرحلة الجامعية فإنه سيتقاضى مصروفه عن شهر كامل وسيكون نحو 100 ألف ليرة، مصروف شخصي فقط، حيث إن هذا المبلغ لا يحسب منه أجرة المواصلات أو ثمن محاضرات أو أجرة مكالمات على الهاتف المحمول.

في المقابل، رأت إحدى السيدات، وهي مدرسة للمرحلة الثانوية، أن النقود الكثيرة تعد مفسدة وخاصة للطلاب المراهقين، مضيفة، لدينا طلاب يأخذون من آبائهم 10 آلاف ليرة مصروفاً يومياً، لكنهم يشترون السجائر ويبدأون في التدخين.

وأضافت، أما أنا كأم فأعطي ابني 1500 ليرة في اليوم، ولا أحب أن أعطيه أكثر من ذلك لأنه في حال وجد معه مالاً كثيراً لخرج من المدرسة مع أصدقائه وذهب للتنزه وترك المذاكرة ولا أضمن ماذا يشتري ببقية النقود.

بدورها، حذّرت الاستشارية النفسية والاجتماعية صبا حميشة، في حديثها لصحيفة “تشرين” الرسمية، الأهل بضرورة وجوب معرفتهم أن المصروف الزائد عن الحد خطير للغاية، تماماً كخطورة حرمان ابنهم من المصروف أو التقليل منه.

وقالت “حميشة” يجب على الأهل عدم المبالغة في إعطاء الأبناء المصروف إلى درجة تدفعه للأنانية وجشع التملك، فإعطاء الابن مصروفاً زائداً عن الحد، أحد أهم عوامل الانحراف السلوكي حيث يعوده على الإسراف واللامبالاة.

وأشارت إلى أن المال الزائد في أيدي الأبناء الصغار والمراهقين يشكل خطراً عليهم يجب أن تنتبه له الأسرة، خاصة أن سبل الانحراف أصبحت متوافرة بكثرة في ظل وجود وسائل الاتصال بين أيديهم.

في المقابل، رأت “حميشة”، إن هناك سلبيات أخرى تنتج عن إعطاء الطالب في عمر معين مصروفاً قليلاً، كشعوره بالنقص تجاه أصدقائه؛ خاصة إذا كان وسط مجموعة من أصدقائه يختلفون عنه في الوسط الاجتماعي والاقتصادي، وقد يلجأ إلى أساليب غير مشروعة لتلبية رغباته.

وأضافت، بات المصروف اليومي كالماء والهواء لأبناء هذه الأيام، لا يمكنهم العيش من دونه، فالزمن الذي ينتمي إليه أبناؤنا غير الزمن الذي نشأنا فيه، وبالتالي لا يمكن لأي أسرة أن تمنع المصروف عن أبنائها أو حتى أن تقلله، مشيرة إلى أنه يجب أن تكون هناك ميزانية خاصة يحدد بها المصروف اللازم إعطاؤه للأولاد.

وما بين الضرورة والقلّة والفقر، عاش الأهالي صراعاً أمام أبنائهم، فالظروف الصعبة تجبرهم على التقليل من المصروف وحتى أحياناً الحرمان منه، ولكن مهما يكن الأمر، فيجب على الأهالي محاولة تربية أولادهم قدر الإمكان على التعايش مع ظروفهم وتوعيتهم بها، حتى لا يكونوا عرضة للتأثير بالمحيط الخارجي حولهم، لا سيما زملاءهم من الطبقة الميسورة الحال.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى