أخبار كليكميداني

تركيا تعود لكسب ودّ “النصرة”.. إجراءات متعددة تضمن مصالح الحليف الجديد

تركيا تعود لكسب ودّ “النصرة”.. إجراءات متعددة تضمن مصالح الحليف الجديد

 

لا يزال مشهد التخبط في الشمال السوري حاضراً، فبينما تعصف الخلافات والانقسامات والانقلابات داخل “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقاً”، يبدو أن تركيا التي تتموضع بنقاط عديدة في الشمال، والتي كانت “النصرة” وكيلتها وواجهتها للاحتلال والسرقة والتضييق على المواطنين، وانقلبت عليها لاحقاً، غير أنها لا تزال “تركيا”، تراقب من بعيد ما يحصل، وعادت لكسب ودّ “النصرة”، بما يناسب مصالحها في الوقت الحالي.

وذكرت مصادر محلية، أن السلطات التركية تشرف على كامل الانقسامات والتغيرات التي تحصل ضمن “قيادات الهيئة”، ولكن ليس بشكل علني، وفي ظل صمت كامل.

اقرأ أيضاً: بتهم “الخيانة” و “التعامل مع أجانب”.. “النصرة” تكثّف عمليات الاعتقال ضمن صفوفها

وأشارت مصادر معارضة، إلى أن السلطات التركية تعلم بكامل التغييرات، حيث رفعت مستوى الاجتماعات والجلسات مع قيادات “تحرير الشام” وعلى رأسهم المدعوين “أبو أحمد حدود والمغيرة البدوي صهر “الجولاني- زعيم “الهيئة”، وسابقاً أبو ماريا القحطاني”.

ولفتت المصادر، إلى أن “الهيئة”، قامت بتسليم “القيادي” في صفوفها، المدعو “أبو داوود التركماني وصهر الجولاني المغيرة البدوي”، الملفات الأمنية مع الأتراك، مشيرة إلى رغبة السلطات التركية بالتعاون مع “تحرير الشام” في عدة ملفات، لكن بصورة سرية.

وأشارت المصادر، إلى اجتماع زعيم “الهيئة”، المدعو “أبو محمد الجولاني”، مرتين في إحدى مكاتب باب الهوى مع شخصية أمنية من الجانب التركي يدعى “كاهان”، لافتة إلى أن “النصرة” وضعت شروطا للتعاون مع الجانب التركي.

اقرأ أيضاً: بالتزامن مع هروب أحد قادتها.. “النصرة” توسّع حملة الاعتقالات ضمن صفوفها

وبحسب المصادر، فإن هذا التعاون السري بين “النصرة” وتركيا، يبدأ بقيام “الهيئة” بالتخلص من الشخصيات القديمة التي لم يرضَ عنها الجانب التركي.

وأضافت المصادر، أن كل ما يجري من اعتقالات “الهيئة” ضمن صفوفها، من “القيادات” وتجديد الهيكلية الداخلية لـ “تحرير الشام” يتم تحت موافقة تركية بل وأوامر تركية، دون أن يعلم أحد إلى أن تسير “الهيئة”.

هذا ومرّت العلاقات بين “الهيئة” وتركيا بمراحل مختلفة من الاتفاق والخلاف وتضارب المصالح، إذ تريد تركيا من “الهيئة” الانضمام إلى “فصائلها” التي شاركت في عملية أستانا، وهو ما ترفضه “الهيئة” في العلن، فيما “المؤشرات” تدّل موافقتها عليه في “الخفاء”.

وعلى ما يبدو أن العلاقة بين الجانبين بدأت تتجدد بالعديد من المصالح، حيث يعتقد كل طرف أنه قد يحتاج إلى الآخر في معاركه المستقبلية، لا سيّما أن تركيا لم تعد تثق بحلفائها لا سيما في أمريكا ما زاد من حاجتها إلى العلاقات مع “الهيئة” التي “تحتل مناطق مهمة في الشمال السوري” على طول الحدود التركية.

اقرأ أيضاً: بعد ليبيا وأذربيجان.. تركيا تصدّر فصائلها المسلحة بعد تدريبها في سورية إلى النيجر

وكانت تركيا قامت مؤخراً بضرب “تحرير الشام”، التي تسيطر على إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية، بنقطة ضعفها الأبرز، وهي المعابر التي تتخذ منها سبيلاً لزيادة مواردها، حيث أغلقت المعبران الوحيدان اللذان يربطان مناطق “تحرير الشام” مع مناطق فصائل الاحتلال التركي بريف حلب، وهما معبر الغزاوية بناحية “شيراوا”، ومعبر دير بلوط بناحية جنديرس.

وكثفت “تحرير الشام” تحت زعامة المدعو “أبو محمد الجولاني”، خلال الآونة الأخيرة، حملات الاعتقال ضد كل من ينتقد ممارساتها وتصرفاتها في المنطقة، وفرضت منتصف شهر آب الفائت، الإقامة الجبرية على المدعو “أبو ماريا القحطاني”، وهو “المسؤول الأمني الأول لدى الهيئة”.

وكان ما يسمى “المسؤول المالي في الهيئة”، المدعو “جهاد عيسى الشيخ – أبو أحمد زكور”، هرب مؤخراً إلى “تركيا”، وأصدر بياناً أكد خروجه من “تحرير الشام”، بسبب سيطرة وهيمنة “الهيئة” على الفصائل، وتوجيه التهم إلى كل من يخالف سياستها، بالإضافة إلى عمليات الاعتقال والخطف من دون التنسيق مع أي جهة.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى