مجتمعخدميمحلي

بعد تراجع إنتاجه.. مزارعو الفستق الحلبي في حماة يطالبون بالاهتمام بزراعتهم ومديرية الزراعة توضّح

بعد تراجع إنتاجه.. مزارعو الفستق الحلبي في حماة يطالبون بالاهتمام بزراعتهم ومديرية الزراعة توضّح

 

يشتهر ريف حماة الشمالي بزراعة أشجار الفستق الحلبي ويصف أهالي المنطقة هذه الشجرة بالذهب الأحمر، إذ تعتبر مدينة مورك الأولى في زراعتها وصوران الثانية على مستوى المحافظة.

وبدأ مزارعو الفستق الحلبي في ريف حماة الشمالي بجني محصولهم وتسويقه في 20 من الشهر الماضي، حيث يوجد في كل قرية تقريباً سوق للفستق الحلبي، ويعتبر سوق مورك هو السوق الرئيس للبيع والشراء.

وقال المزارع “محمود طالب إبراهيم” من أبناء مدينة صوران وصاحب مشتل لأشجار الفستق لـ كليك نيوز، أن هذه الشجرة تحتاج إلى حوالي 15 عاماً حتى تدخل في الطور الإنتاجي الاقتصادي، وعلى الرغم من أنها تعيش مئات السنين لكنها تحتاج إلى رعاية مُستمرة كونها شجرة حساسة لكثير من الآفات والحشرات والأمراض الفطرية وغيرها.

وأشار “إبراهيم” إلى أن أشجارهم مرّت بالعديد من المشاكل إذ تأثرت بظروف الحرب التي مرّت بها سورية عموماً ومحافظة حماة خصوصاً، فبعد أن ترك السكان في ريف حماة الشمالي منازلهم جرّاء الإرهاب وهجرهم لأراضيهم، أدى ذلك لانتشار الكثير من الأمراض منها حشرة الكابنودس، والتي تمت السيطرة عليها مؤخراً بفضل جهود وتوجيهات مديرية الزراعة والإرشاد الزراعي.

اقرأ أيضاً: معاقبة 24 آلية على خط مصياف اللاذقية.. عضو المكتب التنفيذي المختص يوضّح

ومن المشاكل الأخرى، أضاف “إبراهيم” إلى أنها تتمثل بإيجاد الأسمدة الجيدة للشجرة وتوفير ريّ أكثر كون الشجرة تحتاج إلى ريّات تكميلية غير الريّات الأساسية.

وأضاف “ممكن للشجرة أن تعيش بعل لكن مع وجود الرّيّ فإنها تُعطي وتنتج أفضل وتكون قادرة على تحمل المشاكل لاسيما وأنها تميل إلى المناخ الجاف أكثر من الرطب وتحتاج إلى 3 رّيّات خلال فصلي الصيف والربيع”.

من جانبه “ابراهيم الأحمد” وهو مزارع آخر من المدينة، وصف شجرة الفستق الحلبي بالشجرة المباركة وذات إنتاج جيد ومردود اقتصادي هام جداً.

وبيّن “الأحمد” أن الشجرة تعرضت مؤخراً للظلم جراء الأزمة التي مرّت بها سورية من حروب ومشاكل، بدءاً من القطع الجائر للشجرة إلى قلة الخدمة والاهتمام والعناية بها، ما أدى لتراجع المردود الاقتصادي للمواسم كثيراً، وفقد الكثير من الأشجار بسبب القطع والآفات الحشرية والأمراض التي تعرضت لها.

وقال “الأحمد” إنه في الوقت الحالي يعمل المزارعون على إعادة هيكلة البساتين وترتيبها من جديد وخدمتها وتهيئتها وتعويض الأشجار التي فُقدت عبر زراعة أشجار جديدة.

وأشار عدد من المزارعين في المنطقة إلى دخولهم في مواضيع زراعة بساتين جديدة كاملة، على الرغم من أن شجرة الفستق الحلبي تحتاج إلى 15 سنة بشكل تقريبي حتى تدخل طور الإنتاج وهذا يحتاج إلى رأس مال كبير حتى تدخل مرحلة الانتاج والإثمار.

وبيّن عدد منهم أن الإنتاج هذا العام ضعيف على اعتبار أن شجرة الفستق الحلبي معومة تحمل سنة وسنة لا تحمل، وهذا العام كان الحمل قليل وكان للمناخ وقلة الأمطار وقلة التسميد سبب بذلك.

وطالب عدد من المزارعين بضرورة دعمهم بمادة المازوت والأسمدة والكهرباء، كون التقنين الجائر حد بشكل كبير من دعم الشجرة وسقايتها يومين أو يوم خلال الأسبوع عبر تزويدهم بالكهرباء كي يتمكنوا من إحيائها وإعادتها للإثمار، كما كانت تعطيهم سابقاً، كون سقايتها عن طريق آبار المازوت أمر مُكلف جداً.

بدوره، مدير زراعة حماة المهندس “أشرف باكير” أوضح خلال حديثه لـ كليك نيوز، أن شركة كهرباء حماة أعدت جدول تجريبي بغية تحقيق ساعات إضافية من الوصل الكهربائية بمعدل 3 ساعات وصل لكل منطقة، وذلك لتأمين ضخ مياه الشرب ويمكن للمزارعين الاستفادة من هذا الجدول في سقاية أشجارهم.

أما بالنسبة للأسمدة، أكد “باكير” أن المشكلة عامة وتم منح مزارعي الفستق الحلبي مخصصاتهم من الأسمدة حسب الكميات المتاحة والمتوفرة لدى مديرية الزراعة، منوهاً إلى أنه يوجد بحماة أكثر من 100 ألف هكتار من أشجار التفاح واللوز والخوخ وغيرها من الأصناف، إضافة لأشجار الفستق الحلبي وهي تعادل كمية الأسمدة التي يحتاجها محصول القمح.

وأشار إلى أن اللجنة الاقتصادية وافقت على إعطاء 20% للقطاع العام لتأمين احتياجات المزارعين، و80% للقطاع الخاص من سماد اليوريا، وتم توزيع ما نسبته 75% لمزارعي القمح كمحصول استراتيجي، وباقي الكميات كانت قليلة ووزعت بالتساوي على باقي الزراعات.

وحول إنتاجية موسم 2023 بين” باكير”، أنه متوسط كونها مرحلة معومة، حيث كانت تقديرات الإنتاج العام الماضي حوالي 13 ألف طن بينما هذا العام بين 7- 8 آلاف طن، ناهيك عن الاعتداء على هذه الشجرة بسبب الأعمال الإرهابية من قطع وحرق مما أدى لتدهور الإنتاج.

ولفت “باكير” إلى وجود خطة حكومية شاملة لإعادة تأهيل وترميم بساتين الفستق الحلبي، وذلك عن طريق زراعة أعداد منها نوع البذري بشكل عام إن كان كدعم المزارعين بأسعار مناسبة وزيادة الكميات المنتجة من الفستق الحلبي المطعم.

وبلغ إجمالي عدد أشجار الفستق الحلبي في مجال دائرة زراعة صوران 2557,0371 شجرة ما بين بعل ومسقي، فيما بلغ عدد الأشجار المثمرة منها 1755,784 وبمساحة 15981,5 هكتار، وبإنتاج قدر 2896,500طن.

أوس سليمان – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى