مجتمعخدميمحلي

بعد انتهاء الامتحانات.. ظاهرة تمزيق الكتب تضع التربية والأسر أمام مسؤولياتها تجاه الأجيال القادمة

بعد انتهاء الامتحانات.. ظاهرة تمزيق الكتب تضع التربية والأسر أمام مسؤولياتها تجاه الأجيال القادمة

 

في مشهد “مؤسف ومحزن”، في “بلد التاريخ والحضارة والثقافة والتراث”، اعتاد العديد من طلاب المدارس في سورية، على تمزيق الكتب المدرسية ورميها في الشوارع والطرقات بعد انتهاء الامتحانات.

هذه الظاهرة، المؤذية للعين والتي تدمي القلب، في آن واحد، تحدث أمام مرأى وتصفيق الأهالي وحتى المدرسة، مع نهاية كل موسم دراسي، وتدل بشكل عميق على واقع العملية التربوية في سورية.

والأمر المحزن أكثر، أن الطلاب وفي مشهد أكثر شناعة، وبؤس، يقومون بتخريب أثاث المدارس، وهو ما يظهر بشكل كبير كيف أن الدراسة في سورية باتت عبئاً ثقيلاً على الكثير من أبنائها، وباتت خارج إطار أولوياتهم، في ظل “غزو الموبايل والانترنت” لعقولهم الخاوية.

وبغض النظر عن أسباب هذه الظاهرة “والتي حكماً لا تعنينا لأن جلّها خاطئة ولا يمكن تبريرها”، فإنها تظهر ﺿﻌﻒ التوعية ﻭﺍﻟﺘﺜﻘﻴﻒ ﺑﻘﻴﻤﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ، سواء من الأسرة أو المدرسة التي تعتبر صاحبة السبب الأكبر، لعدم استطاعتها الوصول لتكريس ﻗﻴﻤﺔ ﻟﻠﻜﺘﺎﺏ في عقول طلابها.

اقرأ أيضاً: الدرس يصل 25 ألف قبل الامتحان.. الدروس الخصوصية “بورصة” توازي الارتفاعات الحالية

هذه الظاهرة قسمت آراء الشارع السوري، حيث اعتبر الكثيرون، أنها لا تنم عن شيء سوى عن سوء تربية من قبل الأهل، وانشغالهم بقضايا “قائلين بأنها حتى لو كانت المعيشية”، إلاّ أنها لا تبرر عدم تكريس الوقت الكبير لتربية أبنائهم.

فيما رأى آخرون، أن السبب في ذلك أن الواقع التعليمي في سورية بات في أسوأ فصوله، لأن المدارس لم تستطع جعل الأطفال يحبون ما يتعلمون، والمدرس “والمفروض أنه مربي الأجيال”، كما عرف عبر تاريخ سورية، بات وقته “للطلاب الخصوصيين” لتأمين عيشه، بعد أن عجز راتبه عن ذلك، غير أن هذا لا يمكن أن يكون سبباً لتنازله عن رسالته التعليمية والتي أقسم على إيصالها بكل أمانة!!

هذا الأمر يقود أيضاً إلى أن هذه الظاهرة، تضع وزارة التربية أمام مسؤوليتها تجاه حماية الجيل وتعليمه احترام الكتب وتقدير العلم، أولاً والكتاب ثانياً، عبر تسليطها الضوء عليها، وتوعية الطلاب بخطرها، كما تضع الأسرة أمام رهان أكبر على تربية جيل حقيقي قادر على البناء لا الهدم.

ختاما نقول، يبدو أن “الكتاب” لم يعد خير جليس لجيل “الحرب” اليوم، لكن ومهما تم الحديث عن أن هذا السلوك يعود للضغوط التي يعيشها الأطفال، غير أن هذه الظاهرة، وفي الوقت الذي تعد فيه البلاد بأمس الحاجة لعقولها ومبدعيها لتعود بالنهوض كما كانت، تنذر بمستقبل قاتم يحيط بهذا الجيل وهذا البلد وهو ما نتمنى أن لا يحصل، لا سيما أن الوضع لا يحتمل أي تراجع فكري أو أخلاقي في هذا الوقت بالذات، وكل ما نتمناه أن تكونَ ظاهرة مؤقتةً ولا تنتقل لأجيال أخرى.

فلنعلم أطفالنا بأن الكتاب هو أغلى الثروات وأفضل إرث يمكن أن نخلفه للأجيال الجديدة.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى