مجتمعخدميمحلي

بعد أن قطعوا الأشجار وحرقوا البلاستيك والملابس والأحذية.. “هواجس الشتاء تؤرق السوريين”

بعد أن قطعوا الأشجار وحرقوا البلاستيك والملابس والأحذية.. “هواجس الشتاء تؤرق السوريين”

 

مع بدء نسمات أيلول الباردة، بدأت معها هواجس الشتاء وويلاته تنتعش في تفكير السوريين، الذين ضاقت بهم السبل وتلاشت الحيل لتدفئة عظامهم الباردة، بعد أن قطعوا الأشجار وأحرقوا البلاستيك والملابس والأحذية وقوداً لمدافئهم.

ينتظر العم “أبو سليمان” المقيم في إحدى قرى جبلة، رسالة المازوت منذ سنتين، حيث قال بأنه قطع جميع أشجاره العام الفائت، وحالياً بعدما وصل سعر طن الحطب إلى أكثر من مليون ليرة سورية وهو قابل للارتفاع، لم يعد باستطاعته إلا ترقب المازوت المدعوم، معقباً بأنه حتى المدعوم لم يعد كذلك، بعدما ارتفع من 700 إلى 2000 ليرة، كما أن 50 لتراً لا تكفي حتى لأسبوعين والمازوت الحر حدّث ولا حرج.

ويقول “أبو أكرم”، لموقع “سينسيريا”، إن الـ 100 ليتر مازوت المدعومة “إذا” استلمها على دفعتين، وطبعاً “معجزة إن حدث واستلمها”، فهي لا تكفي إلا لتشغيل موقد الحطب، الذي يملكه.

بعد أن قطعوا الأشجار وحرقوا البلاستيك والملابس والأحذية.. "هواجس الشتاء تؤرق السوريين"

حال “أبو كرم” والعم “أبو سليمان”، كحال الكثير من سكان الأرياف، حيث انتشرت ظاهرة قطع الأشجار في جميع القرى للنجاة من البرد، ولكن الجميع يسأل إلى متى ستستمر أرضهم بتأمين الحطب؟

وعن أكثر أنواع الحطب انتشاراً واستخداماَ، قالت السيدة “آمنة”، إن السنديان يحظى بالقيمة الأكبر في السعر وجودة الاشتعال، فالعود الواحد منه يكفي لزمن أطول، وهذا ما يجعل الطن الواحد منه يتجاوز المليون ليرة، وقد يصل لأكثر من مليوني ليرة في بعض مناطق الريف، ويأتي في المرتبة الثانية حطب الليمون، يليه التوت والزيتون الذي لم يتجاوز الطن منهم المليون ليرة سورية.

ويقول صاحب معصرة زيتون، إنه يتم الاعتماد أيضاً على بقايا لُب الزيتون الذي يسمى شعبياً “التمز”، حيث يتمتع بقابلية جيدة للاشتعال ولكن مشكلته بالاحتراق السريع، ولذلك يبقى الحطب يحظى بالأولية لجودة اشتعاله، نظراً لوصول سعر الطن من بقايا الزيتون إلى أكثر من مليوني ليرة سورية.

اقرأ أيضاً: “خرجية” الأولاد.. تحولت إلى عبء يثقل كاهل الأهالي ويربكهم

وتقول “سهى” وهي طالبة جامعية تقيم في دمشق مع أهلها، إن الحاجة لإيجاد البديل في الريف أوجدت وسائل متعددة من الموجود لديهم، ولكن سكان المدن يحظون بالشتاء الأسوأ حيث لا حطب ليشعلوه ولا مازوت.

واضافت “سهى” إن برد هذه المدينة مؤلم، حيث قام والدها الذي يعمل كنجار لتقاسم بقايا الأخشاب “النشارة”، وما لم يعد صالحاً للبيع مع عمال المنشرة في العام الماضي، لتكون وسيلتهم المتاحة مع القليل من المازوت، ولكن هذا العام لا يعلمون ما ينتظرهم كون الإقبال على المنشرة انخفض بشكل كبير بسبب الغلاء، أما الأداة الأكثر كرماً، بحسب” سهى” فهي البطانيات، وهكذا سيمضي الشتاء كما كل عام.

فيما روى “محمد” وهو من سكان الأحياء الشعبية بدمشق، بأن الشتاء الماضي مضى عليه متنقلاً ما بين روائح البلاستيك والأحذية وأكياس النايلون والملابس وبأحسن الأحوال بعض الخشب المهترئ أو المخلوع من أثاث المنازل.

وأضاف أن هذه الروائح شكلت الطابع العام للأحياء الشعبية في الشتاء الماضي، متسائلاً ماذا ينتظرنا في شتاءنا القادم وماذا سنحرق؟!.

يذكر أنه وصل سعر طن الحطب الواحد في محافظة ريف دمشق، إلى 2.5 مليون ليرة، فيما وصل سعر بيدون المازوت الحر سعة 20 ليتر إلى 300 ألف ليرة سورية، والليتر بـ 15 ألف ليرة سورية.

وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، أعلنت أنه سيتم توزيع كمية 100 ليتر من المازوت، موزعة على دفعتين، 50 ليتر لكل دفعة، وحددت سعر الليتر 2000 ليرة سورية.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى