أخبار كليكسياسي

بدعم قطري.. “المعارضة المحتضرة” تحاول استعادة “مجدها” السابق

بدعم قطري.. “المعارضة المحتضرة” تحاول استعادة “مجدها” السابق

 

في الوقت الذي تشهد فيها سورية انفتاحاً واسعاً لا سيما من الدول العربية، وذلك بعد قطيعة دامت أكثر من عشر سنوات، تسعى “المعارضة السورية” والتي تعيش أياماً صعبة، والتي لم تقتنع بأن “اوراقها انتهت”، إلى إعادة “إحياء صولاتها وجولاتها”.

في السياق، وفي محاولة لترتيب جهود “التيّار المعادي” للحكومة السورية، واستعادة صدارة “المشهد السوري المعارض”، اجتمعت شخصيات من “المعارضة السورية”، وممثّلون عن “الفصائل المسلحة”، في الدوحة.

كما زار “رئيس الائتلاف المعارض”، سالم المسلط، الأسبوع الماضي، الدوحة، حيث نظّم حفل إفطار دعا إليه سفراء وممثّلين عن الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، ودول أخرى “معارضة” لدمشق.

وذلك بالتزامن مع ظهور نواة لقوى “معارضة” جديدة تحظى بدعم أميركي، وتتواصل مع “قوات سوريا الديموقراطية – قسد”، وفصائل تنشط في ريف حلب، وهو الأمر الذي يشكّل تهديداً لـ “الائتلاف”.

وتحدثت مصادر سورية “معارضة”، لصحيفة “الأخبار” اللبنانية، أن ورشة العمل التي استضافتها الدوحة تهدف في المقام الأوّل إلى إحياء دور العاصمة القطرية كمركز نشاط للمعارضة السورية، في ظلّ التضييق التركي الكبير على نشاطها، سواء بسبب الانتخابات التركية، أو لأسباب تتعلّق بالاستعداد لمراحل الانفتاح المقبلة بين أنقرة ودمشق.

وكشفت المصادر، أن مسؤولين قطريين اجتمعوا بشخصيات سورية “معارضة”، بعضهم مستقلّون، وبعضهم يتبعون تجمّعات سياسية مشاركة في “الائتلاف”، بهدف حثّهم على الخروج بتشكيل سياسي أكثر شمولية، استعداداً للمرحلة المقبلة، التي تبدو أكثر صعوبة على المعارضة، في ظلّ موجة الانفتاح العربية الكبيرة على سورية.

وبحسب مصادر “الأخبار”، يتطلّب ذلك، وقف حالة الاستنزاف الداخلي عبر المعارك المندلعة بين “الفصائل”، وتوحيد الجهود السياسية، والانخراط في عمل واسع يفتح الأبواب بين المناطق الخارجية عن سيطرة الحكومة، وذلك في إشارة إلى “إدلب”، التي تسيطر عليها “هيئة تحرير الشام – جبهة النصرة سابقا”، بقيادة “أبي محمد الجولاني”، و”قسد”، التي تسيطر على المناطق النفطية في الشرق السوري.

وأوضحت المصادر، أن شخصيات سورية تعيش في قطر، تتمتّع بعلاقات وطيدة مع “هيئة تحرير الشام”، عرضت مشروعاً لتوحيد الشمال السوري بمختلف “فصائله”، تحت مظلّة تجميع “الجولاني”، وخصومه كبديل من خطّة الأخير القائمة على التوسّع وقضم مزيد من المناطق في ريف حلب، وخصوصاً أن زعيم “الهيئة”، بات يملك حضوراً وازناً في مناطق سيطرة “الفصائل”، بعد مبايعة فصائل عدّة له في ريف حلب.

وحسب المصادر، اصطدم هذا العرض، بحقيقة عدم مقدرة الواجهة السياسية للمعارضة على فرض أيّ قرارات على “الفصائل”، ورفض تيّار داخل جماعة “الإخوان المسلمين” مقترحاً كهذا، ترى فيه تسليماً لِما تعتبره “مناطق محرَّرة للجولاني” المصنَّف على لوائح الإرهاب.

اقرأ أيضاً: دون وساطة.. “الإدارة الذاتية” تطرح مبادرة للمصالحة مع دمشق وتؤكّد استعدادها للحوار

وأشارت المصادر، إلى أن قطر مستمرّة في تقديم دعمها للمعارضة السورية، وسط تسهيلات كبيرة تمهيداً لنقل نشاطها جزئياً أو كلّياً من أنقرة إلى الدوحة، التي تتمتّع واشنطن بأريحية أكبر فيها مقارنة بتركيا.

وتتوقع المصادر، أن يمهد ذلك لتوحيد الجهود مع الولايات المتحدة، التي تعمل بدورها على تنمية التيّار العربي في “قسد”، بالإضافة إلى “الفصائل العربية”، التي تقاتل تحت إمرتها في منطقة التنف، وتتطلّع إلى فتح الشرق السوري على الشمال، وصولاً إلى الشمال الغربي.

وخصوصاً أن “الجولاني”، بات يتمتّع بحظوة أميركية نتيجة تعاونه الأمني المستمرّ مع واشنطن، حيث أفضى هذا التعاون إلى اغتيال عدد من زعماء تنظيم “داعش” و”جهاديين” آخرين، كما استمرّ “الجولاني” في عمله على إنهاء وجود ما بقي من “جهاديين” غير سوريين، سواء عبر ترحيلهم من سورية، أو اعتقالهم وتصفيتهم في وقت لاحق بشكل تدريجي، وعلى إثر تلك الحوادث، كانت “الهيئة”، أقدمت على عملية إعدام جماعية قبل نحو عشرة أيام، شملت قياديَّيْن في “القاعدة” تمّ دفنهم في مقبرة جماعية جديدة في إدلب.

يذكر أنه وبالتزامن مع قيام عدة دول عربية وأبرزها السعودية، بفتح سفاراتها في دمشق، تصر قطر على مواقفها إزاء عودة سورية للجامعة العربية.

حيث قال “ماجد الأنصاري”، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية القطرية، إن الدوحة لا تمانع عودة سورية إلى الجامعة العربية “مقابل ثمن حقيقي يتم دفعه للشعب”، حسب قوله.

وأوضح “الأنصاري” في حوار مع شبكة “الشرق”، أن قطر لديها موقف ثابت تجاه هذا الملف وهو أن تحقيق تطلعات الشعب السوري عبر تطور دبلوماسي وسياسي، وأن يكون هناك إجماع عربي على هذا الملف، مضيفاً، هذه القضية سيادية ويمكن لكل دولة أن تعالج الملف السوري بالطريقة التي تراها مناسبة، وأشار إلى أن قطر تدعم وجود مشاورات ونقاش حول هذه المسألة بين الأطراف المختلفة إقليميا ودولياً.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى