اقتصاد

“باعة الحلم” ركبوا سفينة السوق السوداء.. بيع بطاقة اليانصيب إصدار رأس السنة بأسعار فلكية

“باعة الحلم” ركبوا سفينة السوق السوداء.. بيع بطاقة اليانصيب إصدار رأس السنة بأسعار فلكية

 

مع اقتراب العام من نهايته، اعتاد الكثير من السوريين أن يلجؤوا لشراء أوراق اليانصيب، علّ حظهم يتغير في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها، معلّقين آمال أحلامهم المؤجلة على تحرّك دولاب “اليانصيب”.

ومع الإعلان عن قيمة جائزة يانصيب رأس السنة في سورية للعام 2024، والتي وصلت إلى مليار ليرة، بدأ “باعة الحلم” ينتشرون “انتشار النار في الهشيم”، لكنّ أسعار البطاقات، “ركبت سفينة السوق السوداء”، لتصبح حسب درجة قناة الباعة بالأرباح والتي لا تقف على حدّ “على ما يبدو”.

ومع تكرر جدلية بيع بطاقات اليانصيب بأسعار مضاعفة لما هو محدد بشكل رسمي كلّ عام، أكد العديد من البائعين أن الإقبال جيد على شرائها، مشيرين إلى أن الناس لا تفقد الأمل في كسب الجوائز وتحويل أحلامهم إلى حقيقة.

وفي هذا السياق، روت إحدى السيدات أنها لم تتمالك نفسها حينما قال لها البائع، إن الجائزة مليار ليرة، مشيرة إلى أنه أغراها بشراء حظها، حيث أعطته ثمن البطاقة 15 ألف ليرة، وفق ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية.

وأضافت السيدة، عند سؤال البائع عن سبب بيع البطاقة بضعفي تسعيرتها، قال بنبرة ضاحكة، فلتعتبري أنك أعطيتني حلواناً مسبقاً لأني من باعك حظك الذي قد يحولك إلى “مليارديرة بين ليلة وضحاها”.

فيما تمّنت سيّدة أخرى، أن تربح الجائزة بالورقة التي سحبتها على حظ ابنتها، متسائلة “معقول نصير مليارديرية ونقبر الفقر ونرتاح من الآجار”، مشيرة إلى أن اليانصيب يشكل بارقة أمل تعيش عليها منذ أكثر من 10 سنوات، لتستمر في السحب حتى “يأتي يوم حظها”!

اقرأ أيضاً: لارتفاع سعر كيلو العدس.. “الشوربة” تخرج من مائدة السوريين في الشتاء

وطالبَ أحد الشباب، بضرورة أن يتم ضبط عملية بيع البطاقات لإصدار رأس السنة وباقي الإصدارات، قائلاً، إن بيع اليانصيب بات متاجرة بأحلامنا وكل سحب تزيد البطاقة إلى الضعف دون رقابة ولا محاسبة فكيف يتم بيع البطاقة بضعف سعرها منذ الشهر الجاري؟ وماذا عن الشهر المقبل وشهر السحب؟ ربما سيكون سعرها فلكياً بالنسبة لـ “ورقة حظ” لا أكثر!

من جهته، أكد مدير مؤسسة البريد في اللاذقية “محمد غالية”، للصحيفة نفسها، أن سعر البطاقة 8 آلاف ليرة سوريّة وفق تسعيرة وزارة الاقتصاد، مبيناً أن مؤسسة البريد تبيعها إلى المرخصين بسعر 7120 ليرة، وعدد المرخصين 191 مرخصاً له على مستوى المحافظة، مشيراً إلى أن حصة محافظة اللاذقية 199 ألف بطاقة “لإصدار رأس السنة 2024″، من أصل نحو 800 ألف بطاقة إجمالية من الإصدار على مستوى سورية.

وأضاف “غالية”، أن المؤسسة غير مسؤولة عن الرقابة على التزام الباعة في عمليات البيع للمواطنين، مشيراً إلى أن دور المؤسسة ينتهي عند توزيع البطاقات للمرخصين، وأي عملية بيع غير نظامية تردنا عبر معروض وضبط تمويني بأحد المرخصين يتم إلغاء الرخصة.

من جهته، أكد رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك باللاذقية “رائد عجيب”، أنه سيتم التشديد في متابعة عملية بيع بطاقات اليانصيب عبر تسيير دوريات للتأكد من مدى التزام البائعين بالسعر المحدد رسمياً.

وقال “عجيب” إن باعة اليانصيب جوالون، وسيتم تكثيف الدوريات للتأكد من التزامهم بالتسعيرة وأي حالة مخالفة سيتم ضبطها وفق القانون، مؤكداً ضرورة تقديم شكوى خطية بحق أي بائع يانصيب يبيع بسعر زائد لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وذكر موقع “سناك سوري”، أن ثمن البطاقات كلها يبلغ 5 مليار و696 مليون ليرة، مشيراً إلى أن مديرية يانصيب معرض دمشق الدولي، أكدت بأن قيمة الجوائز مجتمعة 3 مليارات ليرة، أي أن ربح المؤسسة من اليانصيب في حال بيعت كل البطاقات يصل إلى 2 مليار و696 مليون ليرة.

يذكر أنه قيمة جائزة يانصيب رأس السنة في سورية للإصدار الأول لعام 2024، مليار ليرة، وهي تساوي بالدولار، 79 ألف و365 دولار، بحسب صرف الدولار الصادر عن مصرف سورية المركزي البالغ 12600 ليرة.

وبينما يتهافت السوريون على اختلاف أعمارهم لشراء “الحظ الأبيض”، ورغم سلسلة طويلة من الخسارات بسبب شراء بطاقات اليانصيب، غير أنهم لم يفقدوا الأمل “بمعجزة” تجعل أحلامهم حقيقة وتقلب حياتهم لأيّام رغيدة، فعسى أن تكون سنة 2024 فاتحة حظ لأمانينا المبعثرة والتي تصرّ إرادة السوريين على ألا تتلاشى رغم كلّ الصعب.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى