اقتصاد

لارتفاع سعر كيلو العدس.. “الشوربة” تخرج من مائدة السوريين في الشتاء

لارتفاع سعر كيلو العدس.. “الشوربة” تخرج من مائدة السوريين في الشتاء

 

عرفت وجبة شوربة العدس في سورية على أنها الطبخة الأكثر حضوراً على مائدة السوريين خلال فصل الشتاء.

ولم يكد يخلو أي منزل في المحافظات السورية من مكونات هذه الوجبة المحببة لدورها الكبير في بث الدفء بجسم الإنسان، بالإضافة إلى رخص مكونات تحضيرها مقارنة بالوجبات الأخرى.

وكانت الشوربة دائمة الحضور رفقة أي صنف آخر تحضره ربات البيوت، من الأرز ومفركة البطاطا والفتوش وغيرها، كونها تساعد على الهضم أيضا ً.

إلا أنه ومع ارتفاع أسعار البقوليات، خرجت شوربة العدس من عادات الكثير من العائلات السورية مع بداية فصل الشتاء، بالتزامن مع ضعف الرواتب والقوة الشرائية بشكل عام.

وتجول كليك نيوز في بعض أسواق مدينة حمص للاطلاع على أسعار مكونات الشوربة، وتبين وصولها إلى مستويات قياسية غير مسبوقة، فوصل سعر كيلو العدس الأحمر إلى 17 ألف ليرة، بينما وصل سعر كيلو الأرز (الفلش) إلى 20 ألف ليرة.

اقرأ أيضاً: رغم قلة المخصصات.. أسعار مدافئ المازوت تحلق في حمص

وباتت تكلفة هذه الأكلة الشعبية مرهقة للأسر السورية، مع وصول تكلفتها بحسبة وسطية إلى 25 ألف ليرة للعائلة المكونة من خمسة أفراد.

وقالت “رجاء” (سيدة من حي الأرمن) خلال حديثها لـ كليك نيوز، إن “تحضير هذه الوجبة يتطلب نصف كيلو عدس يصل سعره إلى 9 آلاف ليرة، وكوب أرز وبعض الزيت أو السمنة والبصل، وأسعار جميع هذه المكونات مرتفعة جداً بطبيعة الحال”.

وأضافت السيدة “اعتدت طبخ الشوربة مرة واحدة كل يومين فيما سبق، عندما كانت الأسعار مقبولة، أما الآن فلم تعد الشوربة وجبة الفقراء بل أصبحت رفاهية كما غيرها من الوجبات، واقتصر تحضيرها على فترات متباعدة”.

بدورها، أشارت “أم أحمد” إلى أن الكثير من ربات البيوت توجهن إلى شراء العدس من البسطات كون أسعارها تقل عن تلك الموجودة في المحال، ورغم ذلك ظلت هذه الوجبة مكلفة، ما دفعنا لتقليل العدس وإضافة كميات أكبر من الماء لتحضير أكبر كمية بأقل تكلفة.

يشار إلى أن الكثير من الطبخات المشهورة بدأت تختفي من المائدة السورية نتيجة ارتفاع الأسعار وتخبط الأسواق نتيجة احتكار التجار وتحكمهم بكل ما يجري، وفي ظل تراجع القدرة الشرائية للمواطن إلى أدنى المستويات.

وتحول السوريون مؤخراً إلى شراء مختلف السلع الغذائية بطريقة (الفلش) من السكر والزيت والسمنة واللبنة واللبن، في حين نسي المواطن طعم اللحوم وتوجه للشراء بالقطعة الواحدة، دون أي بصيص الأمل يلوح في الأفق لتحسن الوضع الاقتصادي.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى