أخبار كليكميداني

المعارك مستمرة بين “قسد” والعشائر في دير الزور.. هل يضع “التحالف الأمريكي” حداً للاقتتال الدائر ؟

المعارك مستمرة بين “قسد” والعشائر في دير الزور.. هل يضع “التحالف الأمريكي” حداً للاقتتال الدائر ؟

 

لليوم الحادي عشر على التوالي، لا تزال الاشتباكات في ريف دير الزور الشرقي، على أوجها بين “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” المدعومة أمريكياً، و”مقاتلي العشائر”، وسط استماتة من الطرفين للسيطرة على مناطق أكثر.

وفي التفاصيل، شنت “قسد”، شنت هجوماً بهدف استعادة السيطرة على ذيبان، وخاضت اشتباكات عنيفة مع “قوات العشائر”، التي استقدمت مئات المقاتلين من عشيرتي الشعيطات والكرعان.

وذكرت مصادر محلية لـ كليك نيوز، أن “قسد” استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة مدعّمة بأسلحة ثقيلة وراجمات صواريخ ومدافع إلى مناطق المعارك، بهدف استعادة السيطرة على الخطّ الشرقي لريف دير الزور، والممتدّ من الشحيل وذيبان، مروراً بالطيانة والشعفة، وصولاً إلى الباغوز على الحدود العراقية.

ووفق المصادر، وصل إلى ميليشيا “قسد” دعم لوجستي من قاعدة “التحالف الدولي” في حقل العمر النفطي.

وبحسب المصادر، كثفت “قسد” من استخدام الطائرات المسيّرة في استهدافاتها “لمقاتلي العشائر” ومنازل الأهالي، واستخدمت الدبابات لقصف البلدة، ما أودى بحياة عدد من المدنيين وإصابة آخرين.

كذلك فجر أحد “مقاتلي العشائر” من أبناء عشيرة “الشعيطات”، فجّر نفسه بقوات “قسد” التي تحاصر بلدة “ذيبان” بعد أن أوهمهم أنه ينوي تسليم نفسه.

كما شنّت “قسد” حملات مداهمة وتفتيش في مدينة البصيرة شمالي دير الزور، واعتقلت ما يزيد على 60 شخصاً بالمدينة، وذلك بالتزامن مع حملات مماثلة طالت بلدتي “الكسرة والهرموشية” في ريف قبيلة البكارة.

ووفق المصادر، قامت “قسد” قامت بإطلاق سراح بعض المدنيين المختطفين لديها في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي بذريعة أنهم من “مقاتلي العشائر”، فيما لا يزال هناك الكثير من أبناء المدينة مختطفين لديها إلى الآن.

وأصدرت ميليشيا “قسد”، بياناً أكدت فيه السيطرة على بلدة الحوايج، مع استمرار التقدّم في اتّجاه بلدة ذيبان، بعد السيطرة على البصيرة والشحيل.

اقرأ أيضاً: الاشتباكات مستمرة وتغيرات في خارطة السيطرة.. تفاصيل المشهد في دير الزور

في المقابل، أتى رد العشائر سريعاً، وأعلنت شنّ هجوم معاكس على بلدة الشحيل، وسيطرت على مشفى الشحيل، وأجبرت مسلّحي قسد على الانسحاب من أكثر من نصف البلدة.

وبحسب المعلومات، أطلق “التحالف” العديد من القنابل الضوئية خلال عمليات اقتحام “قسد” لبلدة الشحيل، ما اعتُبر دعماً غير مباشر لقسد في عملياتها العسكرية في المنطقة.

في السياق، كشف شيخ شمل العكيدات، “مصعب الهفل”، المقيم في دولة قطر، أنه اجتمع في السفارة الأميركية في الدوحة مع ممثلين عن وزارة الدفاع الأميركية ورئيس القسم السياسي في السفارة، لبحث الاشتباكات في دير الزور، وإيصال مطالب العشائر، والعمل على تهدئة الوضع.

ونفى “الهفل”، وفق صحيفة “الأخبار” اللبنانية، وجود أيّ علاقة للحكومة السورية أو إيران أو تركيا بالحراك العشائري القائم في دير الزور، مؤكداً أن العشائر لن تتخلّى عن كرامتها، ولا تخشى تهديدات أحد.

وطالب الشيخ إبراهيم الهفل، “التحالف الدولي” بأداء مهامه وتحقيق الاستقرار في دير الزور، من خلال سحب كوادر “قسد” من المنطقة بقرار رسمي وعلني، مضيفاً، لم تُطرح علينا أيّ مفاوضات، وهذا دليل على أن القوة هي اللغة الوحيدة التي تنتهجها “قسد” في التعامل مع أطياف المجتمع المدني.

وأوضح أن تحرك العشائر لم يكن من أجل “أبو خولة”، وإنما من أجل استعادة حقوق أهالي المحافظة التي سلبتها “قسد”، مضيفاً: أن الحراك ليس موجّهاً ضدّ أو مع مصلحة أيّ شخص، لكنه انتفاضة عشائرية للدفاع عن حقوق أبناء المنطقة.

في هذه الأثناء، قدّم قائد “قسد” “مظلوم عبدي”، روايةً مختلفة للأحداث الجارية في دير الزور، وقال إنها مواجهة مع مجموعات مسلحة وليس مع العشائر العربية.

وأشار عبدي، خلال حديثه لقناة “العربية” السعودية، إلى أن الولايات المتحدة طلبت حل أزمة دير الزور بشكل سلمي، واجتمعت بمسؤولي “قسد”، فضلاً عن تقديم “التحالف الدولي”، دعماً جوياً للعمليات ضد “المسلحين” في دير الزور.

وكانت أعلنت صفحة “السفارة الأمريكية في دمشق” على فيسبوك، أن نائب مساعد وزير الدفاع إيثان غولدريتش، اجتمع مع مسؤولين من “قسد” وزعماء العشائر في دير الزور، حيث تم الاتفاق على أهمية معالجة مظالم سكان المنطقة.

كما دعا “التحالف الدولي” شيخ قبيلة العقيدات إبراهيم الهفل للتفاوض مع “قسد” تحت إشراف أمريكي بقاعدة العمر النفطية لوقف الاشتباكات في ريف دير الزور الشرقي.

ووفق المعلومات، فشلت الوساطة الأميركية في وقف الاشتباكات الدائرة بين أبناء العشائر و”قسد”، وسط تواتر أنباء عن مهلة أميركية لـ “قسد” لإنهاء المشكلة خلال فترة قصيرة.

وذكرت المعلومات، أن “التحالف”، منحَ “قسد” ضوء أخضر لحسم المعركة عسكرياً، من دون أن يقحم نفسه هو فيها مباشرةً، أوّلاً لتجنّب أيّ مواجهة مع العشائر، وثانياً للحفاظ على دوره كوسيط في حال عجز “قسد” عن الحسم.

ووفق المعطيات، فإنّ “قسد” ستسعى إلى إنهاء الانتفاضة العشائرية في أسرع وقت ممكن، مع استخدام كلّ الأسلحة المتوفّرة لديها.

وأكد مدير صحة دير الزور الدكتور “بشار الشعيبي”، أنه أصيب في الاشتباكات قرابة 30 مدنياً، مشيراً إلى أن مديرية الصحة افتتحت نقطة إخلاء طبيّة على ضفة نهر الفرات في بلدة بقرص في الريف الغربي، لاستقبال المدنيين النازحين جراء الاشتباكات ومتابعة أوضاعهم الصحيّة.

يذكر أن مناطق الاشتباكات في ريف دير الزور، شهدت حركة نزوح نحو 5 آلاف مدني، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السن.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى