اقتصاد

موائد الصائمين في حمص بلا تمر هذا العام

موائد الصائمين في حمص بلا تمر هذا العام

 

لم يتسبب الغلاء الكبير في غياب اللحوم والفروج والخضار والمأكولات والمشروبات الرمضانية التقليدية عن موائد السوريين لهذا العام فحسب، بل وصل الأمر لفقدان أبسط الأصناف المحببة إلى قلوبهم وهي التمور.

وكان اعتاد السوريين على تواجد هذا الصنف في شهر رمضان المبارك، لما يحمله من قيمة غذائية هامة لأجسادهم، إلا أن ارتفاع أسعاره بشكل جنوني، أجبرهم على نسيان طعمه إلا لمن أراد الشراء بكميات قليلة جداً.

وفي حمص، التي تعتبر من أكثر المحافظات عقلانية في الأسعار، فقد حرم الغلاء سكانها من الشراء كما في السابق، ما شكل حسرة وحزناً لدى العائلات الحمصية ممن لا تساعد قدرتهم المالية على شراء التمر بشكل مستمر.

ويقول مازن (مدرّس في حي الوعر) لـ “كليك نيوز”، “تعتبر شريحة الموظفين من أكثر الشرائح فقراً وضعفاُ بما يخص الشراء، فالراتب لا يكفي أكثر من أسبوع في أفضل الأحوال، ورغم أننا تجاوزنا غياب اللحوم منذ زمن بعيد، إلا أن الأصناف الغائبة ازدادت حتى وصلت التمر”.

اقرأ أيضاً: “خميس الحلاوة” في حمص.. تقليد خاص تأثر بالظروف المادية أيضاً

وكما حال كل المواد الغذائية الأساسية، فقد تفاوتت أسعار التمور حسب الحي والجودة، فتراوح سعر الكيلو الواحد ما بين 10 آلاف ليرة و45 ألف ليرة، وهو ما يشير بشكل واضح إلى أسباب تراجع شرائه مقارنة براتب لا يتجاوز 150 ألف ليرة.

أحد الباعة المتجولين في سوق حي الحميدية، قال لـ “كليك نيوز” أن “التمر كأي سلعة غذائية يخضع لمعيار الجودة، فهناك أنواع متوسطة تبلغ أسعارها بما يقارب 15 ألف ليرة، وأنواع أقل جودة بما يقارب 10 آلاف”.

وعن حركة البيع خلال شهر رمضان المبارك، أضاف البائع “لم نشهد ضعفاً في حركة البيع كما هذا العام، حيث اعتدنا ألا نعود إلى منازلنا وفي عرباتنا حبة تمر واحدة، إلا أن هذا العام كان قاسياً جداً على السكان وعلينا”.

أم علاء (ربة منزل) قالت إن “رمضان هذا العام كان مختلفاً، وبات تأمين مستلزمات الطبخات مكلفاً ومرهقاً، حيث لا يبقى من راتب زوجي أي ليرة بعد الأسبوع الأول، ما دفعه للعمل في دوام آخر مسائي، فمن الطبيعي أن ننسى التمر والحلويات وكل ما هو خارج المواد الأساسية”.

يشار إلى أن ارتفاع الأسعار غيّب الكثير من أصناف المأكولات والمشروبات عن موائد السوريين، ومنها الحلويات والعرق سوس والتمر هندي المحبب للكثيرين، مع دعوات مستمرة لتحسين الرواتب في ظل هوة كبيرة بين المدخول والمصروف.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى