مجتمعخدميمحلي

“البسطات” في حمص.. بين إشغال الأرصفة وقطع أرزاق أصحابها

“البسطات” في حمص.. بين إشغال الأرصفة وقطع أرزاق أصحابها

 

يعتبر موضوع تواجد البسطات الشعبية على الأرصفة من بين المواضيع الجدلية في سورية، ما بين الاختناقات التي تسببها من جهة واضطرار أصحابها إلى هذا الأمر نتيجة الوضع الاقتصادي الراهن من جهة أخرى.

وفي الوقت الذي لا ينكر فيه أحد حجم الإزعاج والخطر الذي يسببه تواجد عشرات البسطات في الشوارع وقطعها للطريق أمام السيارات والمارة على حد سواء، ناهيك عن النفايات والأوساخ المتراكمة التي تترك خلفها.

إلا أنه ومن جانب آخر، فإن لجوء أصحاب البسطات لافتراش الطريق وبيع ما تيسر من بضاعتهم لم يأت من رغبتهم بإزعاج المواطنين من المارة وسائقي السيارات، بل قاموا بذلك نتيجة ارتفاع أجور المحال التجارية إلى مستويات قياسية تفوق قدرتهم المالية على دفعها.

أبو محمد (صاحب بسطة في حي كرم الشامي) قال لـ “كليك نيوز” إن “البسطة تعتبر محلاً مجانياً متنقلاً، وغالباً ما تكون عبارة عن صندوق خشبي مجهز بدواليب لسهولة دفعه من المنزل إلى المكان المخصص لطلب الرزق”.

وأضاف الرجل الخمسيني في حديثه ” أطلب من أي مواطن قبل أن يهاجمنا لتسببنا بإزعاجه، بأن ينظر بعين الرأفة والتقدير لما آلت إليه الأحوال الاقتصادية في البلاد، فمن يرغب بافتراش الطريق في الحر والبرد لطلب رزقه إن لم تجبره الحاجة على ذلك”.

اقرأ أيضاً: محافظة حلب تجدد حملتها ضد بسطات “سوق باب جنين”.. أصحابها يطالبون بمراعاة وضعهم في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة

بدوره، قال باسل (شاب يبلغ من العمر 16 عاماً) إن “والدي اعتاد العمل على هذه البسطة في حي الزهراء منذ عشر سنوات، قبل أن يتوفى تاركاً إياها، فوجدت نفسي مضطراً لترك المدرسة والعمل ببيع الإكسسوارات من الأمشاط والكاسات والجوارب عليها بهدف إعالة أمي وإخوتي الثلاثة”.

من جانبه، عبر أحد سكان حي كرم الشامي عن انزعاج غالبية السكان من انتشار البسطات بشكل مبالغ فيه، دون الرغبة بالتسبب بأي ضرر وقطع الأرزاق لأصحابها، ما يتطلب إيجاد حل وسط من قبل الجهات المعنية”.

وأضاف أحد سكان حي المخيم في حديثه لموقع “كليك نيوز” أن “البسطات أخذت حيزاً كبيراً من الشارع حتى أصبح المرور من الطريق للسيارات والسرافيس والمارّة أمر تعجيزي، وما نطلبه من المعنيين إما تغيير خط سير السيارات أو تنظيم هذه البسطات وإزالتها من الطريق”.

وأكد مواطن من حي وادي الذهب أن “غالبية هذه البسطات هي لأصحاب محلات يعرضون الفائض من بضاعتهم في الشارع، وهو ما يتسبب بعرقلة السير وبعض الحوادث أحيانا”.

يشار إلى أن بعض مجالس المدن في المحافظات السورية قامت باتخاذ بعض الخطوات في هذا السياق، حيث أزال مجلس مدينة حلب كافة البسطات والإشغالات من الطرقات والأرصفة، في سوق باب جنين بمركز المدينة.

كما أعلنت محافظة دمشق عن بدء إزالة ومصادرة البسطات والإشغالات غير النظامية من شوارع وأرصفة المدينة اعتباراً من بداية شهر أيار القادم، على أن يشمل ذلك كل من تجاوز المساحة المرخصة له.

وقالت المحافظة عبر صفحتها في “فيسبوك”، إن ورشات دوائر الخدمات ستقوم بداية الشهر القادم بإزالتها ومصادرتها وتنظيم الضبوط بحق المخالفين.

كما دعت المحافظة أصحاب الأكشاك إلى التقيد بالمساحات والنموذج المحدد وإزالة كل التجاوزات على الأرصفة والطرقات.

يذكر أن إيجاد الحلول لهذه الظاهرة يتطلب في الوقت نفسه، عدم قطع أرزاق أصحاب البسطات التي تعيل عوائل بأكملها، في ظل أزمة اقتصادية خانقة أثقلت كاهل المواطنين في جميع المحافظات السورية.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى