مجتمعخدميمحلي

الألعاب الإلكترونية هوس يهدّد حياة أطفالنا.. خبير اجتماعي يوضح آثارها النفسية والجسدية وكيفية الوقاية منها

الألعاب الإلكترونية هوس يهدّد حياة أطفالنا.. خبير اجتماعي يوضح آثارها النفسية والجسدية وكيفية الوقاية منها

 

مع التقدّم التكنولوجي وانتشار الإنترنت بشكل واسع بات كل شي متاح وسهل المنال لدى الجميع خاصة الأطفال، حيث زاد تعلق البعض منهم بالشاشات بشكل عام سواء أجهزة الموبايل أو الألعاب الإلكترونية مع اختلاف أنواعها، إضافة إلى انتشار الكثير من مراكز الألعاب الإلكترونية لدرجة جعلت هذا الجيل مهووس بها، علماً أن بعض تلك الألعاب تحوي الكثير من العنف والقتل الأمر الذي يشكل خطر على الأطفال من نواحي مختلفة.

تأثيرات نفسية واجتماعية

أوضح المرشد الاجتماعي “أحمد علي” في تصريح لـ كليك نيوز، أن للألعاب الإلكترونية تأثيرات سلبية على الطفل من الناحية النفسية والاجتماعية، نفسياً تجعل الطفل يتسمر أمام الشاشة بطريقة أقرب للصنم، يحاول خلالها أن يتجاوز المراحل الموجودة في اللعبة.

وغالباً هذه الألعاب تحتوي الكثير من العنف، مثل لعبة “البوبجي” وهي منتشرة جداً، وقد حققت أرقام عالمية وتحاوزت 380 مليون شخص يلعبونها شهرياً، حسب ما أكدته دراسات علمية عن هذا الموضوع.

بالإضافة إلى أن الألعاب الإلكترونية تقلل من تواصل الطفل اجتماعياً مع الآخرين، سواء باللعب أو بالنشاطات الأخرى، لافتاً أنها كذلك تضر بصحته، حيث أن الطفل لا يستخدم عضلاته أثناء اللعب وهو بمرحلة نموه، لذلك فهي تؤثر على وزنه ويصبح لديه وزن زائد، كما تؤثر أيضاً على سلوكه وتكسبه عادات وأفكار وطرق لحل المشكلات بطريقة قائمة على العنف.

بعضها مميت

بيّن المرشد الاجتماعي أن الطفل الذي يمارس ألعاب إلكترونية بشكل كبير يصبح غير سوي مقارنة بالأطفال من أقرانه الذين لا يمارسون مثل هذه  الألعاب، مؤكداً أن هذا الكم من التأثير السلبي مدروس نفسياً وبدقة وذلك للتأثير على مجتمعات معينة يمكن أن يكون فيها عوامل أساسية تساهم في تفكك الأسرة.

منوهاً إلى أنّ بعض الألعاب تسبب الموت مثل لعبة، الحوت الأزرق، لعبة مريم، الزومبي، البوبجي وكلها قائمة  على القتل، كذلك لا يغفل على أحد انعكاساتها السلبية على دراسة الطفل في حال جلس لساعات طويلة بشكل يومي محاولاً أن يتجاوز هذه المراحل من اللعبة بهدف أن يصبح بطلاً، ويقتل أكبر عدد ممكن وينتصر ويحقق الفوز.

معايير الإدمان على الألعاب الإلكترونية

كشف “علي” أن أعراض الإدمان على ممارسة الألعاب الالكترونية حسب منظمة الصحة العالمية والتي كانت قد صنفت 2019 عام اضطراب الألعاب، وكان مؤشرات أو معايير الإدمان هو الطفل الذي يلعب عدد ساعات كثيرة قد تصل إلى أكثر من ست ساعات يومياً، طبعاً هذا اللعب على مدى سنة كاملة حتى يعتبر إدمان، وقد يؤثر ذلك على حياته العامة ويمنعه من تأدية واجباته التي يفترض أن يؤديها الأطفال من ذات العمر.

لعب معتدل

وعن كيفية جعل الأطفال يستخدمون الألعاب الإلكترونية بشكل معتدل، أوضح “علي” أن هذا الأمر يكون من خلال تنظيم الوقت بالدرجة الأولى، وأن يكون الكبار قدوة للصغار حيث الطفل يتعلم من غيره ويكتسب منهم، وأفضل طريقة للتعلم هو القدوة بمعنى أن الشخص الكبير لا يجوز أن يبقى الموبايل بيده لساعات طويلة، طبعاً مع ضرورة عدم إغفال أن يلعب الأهل مع أطفالهم لأن ذلك هي أنجح وسيلة تعليمية وتربوية، وتكسبه مهارات التي من المفروض أن يكتسبها بهذا العمر.

اقرأ أيضاً: بينما ينتظره الصحفيون “بفارغ الصبر”.. تسريبات تؤكد أن قانون الإعلام الجديد مخيّباً للآمال ويعمق الأزمة التي يعيشها الإعلام السوري!

وأشار إلى ضرورة أن يحدد الأهل الأشياء المسموح القيام بها، وأيضاً الممنوعة في البيت وما هو الوقت المخصص لكل عمل يقوم به الطفل ضمن حدود معينة حسب عمره، مضيفاً أن الطفل بعمر أقل من سنتين لا يجوز أن يتعرض لأي نوع من الشاشات أو الألعاب الإلكترونية، بينما الطفل من عمر 2- 6 سنوات الذي هو عمر المدرسة يجب ألاّ يتجاوز ساعة فقط من اللعب الإلكتروني، في حين أن الطفل فوق ست سنوات يفترض ألا يتجاوز ساعتين اسبوعياً، منوهاً أن هذا التصنيف عالمي من منظمة الصحة العالمية

فوائدها

وذكر “علي” أنه بالمقابل هناك فوائد للألعاب الإلكترونية، طبعاً إذا كانت منتقاة بعناية من الأهل، تحت إشرافهم ضمن وقت محدد يتم اختيار اللعبة بطريقة تتحقق له اكتساب مهارات تساعده على التركيز والادراك، كما أنه قد يكتسب منها لحل المشكلات واستراتيجيات تكون مرنة وبطريقة تجد حلول للمشكلات بطريقة ابداعية خارج الصندوق.

وختم  “علي” حديثه بتوجيه نصائح للأهالي الذين يعاني أطفالهم من الإدمان على الألعاب الإلكترونية، أنه من الضروري جداً في البداية أن يتم الانسحاب من استخدام الأطفال للجوال بطريقة تدريجية من خلال تقليل الوقت، وأيضاً مشاركتهم بألعاب رياضية تنمي لهم أجسادهم وإدراكهم وعلاقاتهم وتواصلهم مثل، كرة قدم، سلة، طائرة، سباحة، دراجة هوائية، إضافة إلى ضرورة حرص الأهل على أن يلعب أطفالهم الألعاب الإلكترونية لكن باعتدال وتحت إشرافهم، ومراقبة المحتوى، المدّة، منوهاً إلى أن كل تلك الأمور من شأنها أن تساهم في الحفاظ على طفل سوي يمارس حياته بشكل طبيعي وآمن.

ميليا اسبر – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى