مجتمعخدميمحلي

أغلبه يتم في الخفاء.. محافظة ريف دمشق تسجل ارتفاعاً في مؤشر “الزواج الثاني”

أغلبه يتم في الخفاء.. محافظة ريف دمشق تسجل ارتفاعاً في مؤشر “الزواج الثاني”

 

لا شك أن الحديث عن آثار الحرب في سورية طويل، حيث تركت ندباتها على كافة مفاصل حياتنا سواء، ولم تنج الفتاة السورية من نتائج هذه الأزمة، حيث ازدادت نسبة العنوسة في سورية بشكل كبير، نتيجة الغلاء المرعب، عدا عن استشهاد آلاف الشباب في ميادين المعارك، ما تسبب بظهور تغييرات كبيرة في عادات الزواج، حتى إنه درجت دعوات بالزواج الثاني كأحد الحلول المقترحة للقضاء على هذه الظاهرة.

والأمر الأكثر خطورة في هذا الموضوع، أن الكثير من الفتيات بات همها الزواج فقط حتى بأقل الحقوق، “وبالسر” وحتى لو كانت “زوجة ثانية”، حتى تتخلص من نظرة المجتمع تجاهها، على أنها “عانس”.

اقرأ أيضاً: الربط الكهربائي بين سورية والعراق يعود إلى الواجهة مجدداً.. ما إمكانية تحققه خلال المرحلة الراهنة؟

وفي هذا السياق، سجلت محاكم القلمون الغربي في محافظة ريف دمشق وعيادة الفحص ما قبل الزواج في مدينة النبك ارتفاعاً في مؤشر الزواج الثاني، لا سيما “مدن دير عطية والنبك والحميرة وقارة”، وأغلبه يتم في الخفاء وتحت جناح الظلام وبسرية، بحسب ما نقلت صحيفة “تشرين” الرسمية.

ورأت المحامية “ريم الشيخة”، أن تعداد حالات الزواج الثاني بمدحه أو التحريض عليه فهو غير مقبول في الحالات العادية التي يكون فيها الزوجين متفاهمين لا يوجد بينهما أي مشاكل أو نقص بالأولاد أو وجود مرض معين، بل يكون وقتها طريقة لتدمير كيان أسرة متماسكة قد يكون نتيجة تفككها ضياع أبناء يتسببون لاحقاً بفشل المجتمع.

اقرأ أيضاً: إطلاق الرصاص والألعاب النارية “تعبيراً عن الفرح”.. كيف يراها خبراء علم الاجتماع والنفس وما عقوبتها في القانون السوري؟

وأضافت المحامية، أن للزواج الثاني إيجابياته في ظل الظروف الراهنة التي تمر فيها بلادنا، مشيرة إلى أنه في حالات محددة يكون فيها الزواج هو الحل الوحيد والأمثل لاستمرار الحياة بشكل طبيعي وصحي، فلا أحد يستطيع منع شخص متزوج زوجته عاقر من حق الأبوة الذي يضمن له استمراريته، أو رجلاً عنده ميل جامح للنساء من أن يتزوج من ثانية أفضل من أن يقيم علاقات غير مشروعة تكون سبباً بنقل أمراض له ولزوجته وللمجتمع وقد يتطور لإنجاب أطفال مجهولي النسب.

وأشارت أيضاً إلى أنه وبنظرة للنسب المئوية للنساء مقارنة بالرجال في مجتمعنا السوري نجد نسبة الإناث فاقت الذكور بكثير نظراً لما خسرته البلاد من شباب في ظل الأحداث التي مرت بها البلاد.

وقال الدكتور “زياد الزحيلي”، مدير عيادة الفحص الطبي ما قبل الزواج في منطقتي النبك ويبرود، إن المشكلات الاجتماعية والظروف المحيطة بالعائلات السورية، سواء أكانت غنية أو في وضع اقتصادي معقول، وكذلك الوضع الصحي لبعض الزوجات، تدفع إلى الزواج الثاني.

ولفت إلى أن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى الزواج الثاني هي، الوضع الاقتصادي، ووسائل التواصل الاجتماعي، واغتراب الرجل وغيابه الطويل، والسكن مع أهل الزوج في نفس البيت.

اقرأ أيضاً: “الثرثرة”.. عادة اجتماعية هدفها التسلية تخفي وراءها مرضاً نفسياً يتطلب الاهتمام

وأشارت الناشطة الاجتماعية “قمر السماعيل”، إلى أن ظاهرة الزوجة الثانية بدأت تحقق حضوراً في مجتمعنا السوري لأسباب عدة، خصوصاً ما خلّفته الحرب من آثار سلبية في هذا المجال إلى بروز وانتشار العنف الأسري تجاه الفتيات اللاتي يرضين بأي نصيب من أجل الهروب من واقع أليم أسوأ.

وتابعت “السماعيل” الزواج الثاني يجب أن تكون له مبررات مقنعة وموضوعية ويشترط القدرة المادية للزوج، وأن تتوافر مصلحة مشروعة في الزواج مثل مرض الزوجة الأولى بشكل يمنعها من أداء واجباتها تجاه الزوج، أو عدم قدرتها على إنجاب الأطفال.

وأشارت، إلى أن وجود الزوجة الثانية اليوم يتم بسرية وعقد زواج على يد شيخ، وأكثر النساء يكتفين بذلك بكل أسف.

من جهتهم، أكد محامون، أن الزواج من زوجة ثانية ليس مشكلة بل هو حلٌّ في مجتمعات عدة منها المجتمع السوري، الذي تعرض لحرب أثرت في أعداد الرجال والنساء، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي دفعت كثيراً منهم للعزوف عن الزواج أو حتى الانفصال والهجرة.

يذكر أنه ورغم اختلاف الآراء، سيظل الزواج الثاني معضلة لدى أغلب النساء، ليس بمقدورهن فهمها ولا استيعابها، لذلك نتمنى الهدوء والاستقرار لجميع المتزوجين، وأن يكون العقل والمنطق هو الحاكم دائماً، والتفكير جيداً عند الإقدام على هذه الخطوة، حتى لا يكون مصيرها إبعاد الزوجة الأولى وبالتالي معاناة كبيرة للأطفال الذين سيدفعون وحدهم ثمن تلك المغامرة وخاصة الثمن النفسي.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى