مجتمعمحلي

على أنغام “فيروز”.. الجريح حسن خضور يتسلّق القِمم رغم إصابته

على أنغام “فيروز”.. الجريح حسن خضور يتسلّق القِمم رغم إصابته

 

“كل اللي صار وبعدو بصير.. الله كبير” كلمات من أغنية السيدة “فيروز” يردّدها الملازم أول “حسن خضّور” في صباح كل يوم منذ تاريخ إصابته في أيار عام 2016.

واختلف هذا اليوم في “روزنامة” حياة “خضّور” (28 عاماً) بعد استيقاظه على صراخ والدته عند معرفتها من الطبيب المختص حالة ابنها الصحية، الذي أُصيب بشلل ثلاثي الأطراف نتيجة رصاصة قنّاص إرهابي بخان طومان في حلب.

ورغم أن الشلل هو عجز الإنسان الحركة الطبيعية، إلا أنه ليس عجزاً عم يصبو إليه “خضّور”، ورغم مصابه استطاع الوصول إلى قمم مرتفعة، وأثبت نفسه على مقاعد الدراسة في الجامعة، وتحديداً كليّة الحقوق بجامعة الحواش – ريف حمص، التي يشارف على التخرج منها بعد بضعة أشهر.

وأضاف “خضّور” وهو يتنهّد بابتسامة تملأ وجهه: “أنا أوّل مصاب حرب يدرس في مقاعد جامعة الحواش، والحمد لله كنت نموذجاً ومثالاً لكل شخص تأذّى من هذه الحرب”.

وتحدّث “خضّور” عن تحضيراته الأوليّة لمشروع التخرّج الذي سيبصر النور في بداية حزيران القادم، قائلاً لموقع “كليك نيوز”: “أعمل على شيء مختلف ومميّز ويعني لي الكثير، وأرغب بوجود كل من أحبّني ووثق بتجربتي”.

ويحلم “خضّور” الذي يعيش في الزهراء – حمص بالوصول إلى الدراسات العليا والجلوس في المحاكم بصفّ القضاة، قائلاً: “لا يوجد صدف في هذه الحياة.. عندي إصرار وعزيمة تؤكد لي أني سأصبح قاضٍ يوماً ما”.

الجريح حسن خضور

وعَجِزت إصابة “خضور” بالتأثير على إصراره في البقاء، فخاض الكثير من الدورات التعليمية في عدّة مجالات وعلى رأسها النفسيّة لكي يكون طبيب نفسه ويتعامل مع شخصيّته بسلامة، ثم يقويها، ويعيد بنائها عند ظهور مشاعر الخيبة والإحباط.

واندمج “خضّور” في المجتمع على الصعيد المهني، حيث عمل بقسم التسويق في شركة “ياسمينة الشام الالكترونية” التي دخلت بخطوة رائدة سوق العمل منذ سنوات وجميع موظّفيها من جرحى الوطن إلى أن أغلقت أبوابها لظروف مادية.

كذلك أسّس مشروعه “سوق الياسمين الالكتروني” عام 2019، في مجال الإعلان والدعاية للشركات وغيرها على الصعيد المحلي وفي مختلف المحافظات السورية دون أي مقابل مادي لأبناء الشهداء والجرحى.

ولاقى مشروع “خضّور” إعجاباً من المحيط، عدا عن المبالغ المالية التي حقّقها، والتي ساهمت في علاجه ودراسته خلال السنوات الماضية.

يذكر أن “خضور” التحق بالكلية الحربية رغم أنه وحيد على خمسة فتيات، واحدة منهن من ذوي الاحتياجات الخاصة، قائلاً: “كنت شاباً وحيداً لعائلتي ولكني لست وحيداً لوطني”.

يتمنى الكثير من الأشخاص أن يتحلوا بقوة “خضور” وصبره و”طولة” باله التي جعلته يدق أبواب النجاح رغم إصابته، بالرغم من أنّهم أصحّاء ولكنهم محبطين وعاجزين عن تحقيق أي خطوة جديدة أو تقدم  في حياتهم.

كلير عكاوي – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: معامل شركة سكر حمص الأربعة تتوقف عن العمل.. مدير الشركة يوضّح الأسباب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى