مقالات

إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع

إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع

 

منذ القدم ومع البداية الأولى لنشأة الإنسان لم يُحمَّل أعباء حبه للتطلع أو تطوير نفسه، لا بل أخذ على نفسه الإسراع في اكتشاف محيطه والتفكر فيما إذا كان هنالك مزيد من الأفكار التي من الواجب توظيفها في مكانها المناسب، ولعل ما وصلت إليه البشرية من ابتكارات خلفت ثقافات متعددة الأصول والجذور لم يكن بمحض الصدفة، بل بالإرادة والمثابرة وأخذ الاحتمالات الواردة على محمل الجد لا السخرية.

إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع
إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع

إلا أن الجمود الذي بلغ حده العقول لم يأت بغتة ولم يصادف أصحابه عبثاً، بل كان ترجمة لمتغيرات المحيط والبيئة التي باتت رافضة بشكل مطلق لأي مبادرة أو فكر خلاق، يرسم الطريق لإبداعات من نوع خاص وبأطر متنوعة.

وإذا ما نظرنا لحجم التطور الهائل الذي بات يحيط بنا من كل جانب، سنصدق لا محالة بأنه مقترن بوجود الإنسان فيما إذا كان فاعلاً ومؤثراً بفكره وسلوكه الطبيعي المتطلع نحو الأفضل دائماً.

إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع
إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع

ومن هنا نجد بأن تنمية الموارد البشرية تعد واقعية للدلالة على مرحلة النمو والصحوة في أي مجتمع على اختلاف ثقافاته، وتعتبر أكثر من أي مقياس آخر، وتتعلق بشكل رئيس بالتعليم الفني بشكل عام والتدريب المهني بصورة خاصة، بصفته المعني بتزويد العملية الانتاجية بالمهارات والقدرات المختلفة في شتى المجالات، ولكن أين نحن من كل ذلك…؟

فمنذ الصغر لُقِّنَ أغلبنا مبادئ وأفكار وتطلعات لا تتناسب وحجم المستقبل المنتظر لكل منا، فما اعتمدته أجيال سابقة لا يصلح لجيلنا، بل وما عاشه السابقون من ظروف لم تخلق لنا.

وإذا ما استذكرنا حياة أجدادنا القائمة على مشاريع تنموية وزراعية وانتاجية كانت رديفهم الاقتصادي، والتي بتنا نفتقدها اليوم وبأمس الحاجة لها، لا بل أطلقنا عليها تسميات عدة ووضعناها ضمن معايير خططنا الخمسية والعشرية وربما ستصل لأكبر من ذلك، لم تعد قابلة للتطبيق، في وقت لا تزال فيه الأفكار متوارثة وموجودة لا بل ومتطورة بشكل أكبر، ولكن أين التطبيق..؟
والسؤال الأهم اليوم… ما لم يحصل عليه السابقون من براءات اختراع وشهادات دولية للخبرة لم يعوق وصولهم للهدف لا بل وتحقيقه أيضاً بأقل الموارد والامكانيات المتاحة.

إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع
إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع

فيما أصبحنا اليوم على هامش مؤتمرات اقتصادية وورش عمل لم تتعد أوراق عملها ومفاتيح أدراجها المقفلة بوجه أصحابها، كما هو المستقبل، والوعود لا تزال قيد التنفيذ.

والميزانية لم تعد تستحق الدراسة، أمام من لم يعد أمامه من الأمل سوى بإقفال باب اختراعه وحمايته لنفسه من الفساد الأخلاقي والمهني والسرقة، التي طالت الكثير منها سابقاً، ولم تعد تجلب سوى الهم لأصحابها.

إلا أن المرحلة القادمة ستفرض علينا دمج اقتصادنا الوطني بالاقتصاد العالمي، ما سيشكل ضرورة لإكساب مؤسّسات العمل والإنتاج القدرة الكافية على المنافسة والتقيد بضوابط الكفاءة الاقتصادية بكلّ مستلزماتها، والتي تعتبر التعليم الفنّي والتدريب المهني في مقدمتها.

إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع
إلى الوراء در.. أفكار حبيسة الواقع والمتوقع

وما يضاعف أهمية ذلك هو ما تشهده البلاد من تحولات اقتصادية واجتماعية ومن اتجاه نحو الخصخصة واعتبار النشاط الحرّ محور عملية التنمية الاقتصادية والاتجاه نحو تشجيع الاستثمارات المحلية والخارجية.. فأين نحن من كل ذلك؟؟!

بارعة جمعة – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: بمشاركة صحفيين وناشطين من 10 محافظات… ورشة عمل لحركة البناء الوطني للوصول إلى التنمية المستدامة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى