اقتصاد

نوادي الرياضة بين “اللياقة والبريستيج”.. الأسعار باتت جنونية بذريعة الأجهزة والخدمات المقدّمة!

نوادي الرياضة بين “اللياقة والبريستيج”.. الأسعار باتت جنونية بذريعة الأجهزة والخدمات المقدّمة!

 

على الرغم من الظروف المعيشية الصعبة التي تعيشها البلاد، فإن الكثير من الشباب والسيدات، يحرصون على الالتحاق بمراكز ونوادي اللياقة البدنية، إما لأغراض علاجية لمن يعاني من أمراض الديسك والجنف والتحدب، أو اللياقة البدنية والرغبة في بناء الأجسام.

وتتراوح قيمة الاشتراكات الشهرية في النوادي بمختلف أنواع الخدمات الرياضية التي تقدمها بين 40 – 150 ألف ليرة، وقد تزيد الأجور عن ذلك في بعض المناطق.

وبين البطل الدولي في كمال الأجسام “أحمد الحسن” أن أجور التدريب الخاص، تتراوح بين 200 ألف وقد تصل إلى مليوني ليرة، وفقاً لشهرة المدرب والمراكز الحائز عليها في اللعبة، والنادي الذي يدرب ضمنه.

وقال المدّرب الدّولي ومدير أحد النوادي الرياضية “فادي أصفهاني” لصحيفة “الوطن”، أن تحديد الأسعار يتم دون رقابة من الاتحاد، مشيراً إلى أن الأمر متروكاً لإدارة النادي التي تسعى لجذب “زبائن” وفق المنطقة والدرجة، إضافة للمنافسة.

واعتبر “أصفهاني” أنه لا يمكن لبعض نوادي الدرجة المتوسطة أن ترفع أسعارها في حال وجود منافسين في ذات المكان، وقد يتراوح الاشتراك الشهري بين 60- 75 ألفاً شهرياً، مشيراً إلى ارتفاع مصاريف صيانة الأجهزة والخدمات من حمامات وتكييف وأجور اليد العاملة.

اقرأ أيضاً: لهيب أسعار المسابح والنوادي الصيفية لا يقل عن حرارة صيفنا هذا العام

ولفت المدّرب الدّولي إلى أن الاستثمار في هذا القطاع غير مربح وصعب، مشيراً إلى أن عدداً كبيراً من النوادي الرياضية تغلق أبوابها وخاصة في حال كان صاحب النادي مستأجراً للبناء وليس مالكاً له.

وأعرب “أصفهاني” عن استيائه لما آلت إليه الرياضة هذه الأيام، حيث فرّغت من محتواها الأساسي، وأصبحت أغلب النوادي أماكن للتعارف والترفيه والتجارة، وقلة قليلة تقدّم رياضة حقيقية تخدم اللعب داخلها.

ورأى أن أي شخص “عاطل عن العمل” بإمكانه اتباع “دورة مدربين” لمدة أسبوع بمبلغ 100 ألف ويصبح مدّرباً معتمداً من الاتحاد الرياضي العام.

علماً أنه يحتاج وفقاً للقوانين لمدة سنتين، معتبراً أن هذه الدورات أثرت في استراتيجية الرياضة على المدى البعيد، مشيراً إلى أن المقياس بات تجارياً، وعدد المدربين بات أكثر من اللاعبين وخاصة في رياضة كمال الأجسام.

وأكد المدرب “محمد الشامي”، في حديثه لـ “أثر برس”، أن التكلفة المادية للاعب بناء الأجسام، تتراوح بين 50 – 200 ألف ليرة شهرياً، بحسب النادي والأجهزة المتوفرة فيه والخدمات التي يقدمها.

وأضاف “الشامي”، بأن اللعبة تحتاج إلى نظام غذائي ويحتاج اللاعب إلى تناول ما بين نصف أو ثلاثة أرباع الكيلو من صدر الفروج و5 بيضات وعلبة طون، إضافة إلى البروتينات والفيتامينات والمكملات الغذائية والتي يختلف سعرها بين المنتج الوطني والمنتج الأجنبي حيث يبلغ سعر عبوة البروتين الوطني 375 ألف ليرة والأجنبي 500 ألف ليرة، وعلبة الكرياتين الوطني 200 ألف ليرة والأجنبي 310 آلاف ليرة، والأحماض الأمينية الوطني بـ 250 ألف ليرة والأجنبي بين 350 – 400 ألف ليرة.

ونوه المدرب إلى أن الكميات التي يحتاجها اللاعب الراغب بالحصول على جسم ممتاز شهرياً، تصل قيمتها مع أجور النادي والمدرب إلى ما بين مليون ونصف ومليوني ليرة، في حين يحتاج الشاب الراغب باكتساب جسم عادي إلى نصف هذه الكميات، حيث أن البروتينات النباتية من فول وحمص وبقوليات كمياتها قليلة وهضمها أبطأ وتحتاج إلى أحماض أمينية أكثر.

وأشار “الشامي”، إلى أن إزالة الدهون وتعويض الطاقة يستدعي تناول البروتينات من بياض البيض وصدر الفروج واللحم الأحمر وفيتامينات ب 1+6+12 والتي يبلغ سعرها 65 ألف ليرة للعبوة الألمانية.

ولجذب المزيد من الزبائن، تسعى النوادي للعمل على تقديم خدمات إضافية، وفق ما أوضحت رئيسة “اتحاد رياضة للجميع” ثناء محمد.

وأشارت “محمد”، إلى أن الاتحاد يعمل على تخريج مدربين في شتى التخصصات “رقص رياضي – زومبا – رقص شرقي اورينتال”، الايروبيك، واليوغا، لافتة إلى وجود خطة لافتتاح 57 مركزاً لليوغا على كامل مساحة سورية.

وحول طريقة منح التراخيص، بيّنت “محمد”، أنه وبمجرد اتباع الدورات وتحقيق الشروط الصحية والإدارية يتم منح ترخيص لفتح ناد رياضي، مشيرة إلى أن بعض النوادي ترفع أسعارها بطريقة جنونية بذريعة نوعية الأجهزة وتخديم الكهرباء والحمامات وغيرها من الخدمات.

وأمام هذا الواقع، وبينما يسعى الشباب للالتزام بالتمارين الرياضية وارتياد الأندية بشكل منتظم من أجل الحفاظ على لياقتهم وصحتهم، فإن أجور النوادي المرتفعة باتت اليوم، تقف حائلاً أمام رغبتهم بالحفاظ على لياقتهم البدنية.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى