مجتمعخدميمحلي

مع انعدام القوة الشرائية.. برادات السوريين تتحول إلى “نملية”

مع انعدام القوة الشرائية.. برادات السوريين تتحول إلى “نملية”

 

تعرف “النملية” بأنها اختراع تراثي استخدمه أجدادنا لحفظ الأطعمة الجافة، كالزعتر والشنكليش والمربى، بهدف إبقائها محمية من الحشرات.

وانقرضت “النملية” مع مرور الوقت والتطور التكنولوجي الكبير الذي شهدته البشرية وما تزال في شتى المجالات، إلا أن سورية وعلى ما يبدو، فإنها بقيت خارج ذلك التطور.

ولم يعتقد أحد من السوريين أن سنوات الأزمة ستعيدهم إلى عصور الأجداد، مرغمين على ابتكار الحلول للتكيف مع كل ظرف طارئ يمر في السنوات العجاف التي لم تنته بعد.

مع انعدام القوة الشرائية.. برادات السوريين تتحول إلى "نملية"

وتسبب عاملا ضعف القوة المالية للمواطنين وانقطاع الكهرباء معظم فترات اليوم بفساد الطعام وتلفه، بالإضافة إلى عدم قدرتهم أساساً على شراء المواد الغذائية الأساسية الطازجة وسواها.

“مصطفى” من سكان حي المهاجرين بمدينة حمص، قال لـ كليك نيوز “تحول البراد بقدرة قادر إلى “نملية” وأصبح الجو خارج البراد أبرد من داخله لذلك، ونصيحتي أن تتركوا طنجرة الطبخ خارج البراد لعدم فائدته”.

وأضاف “محمد” (موظف) “لا يكفي الراتب الهزيل لشراء حاجيات يومين فقط من المواد الجافة كالبرغل والأرز والعدس والزيت، فكيف يمكننا ملء البراد بالمواد الطازجة كاللحوم والخضار والفواكه”.

بدوره أكد “وائل” (من سكان حي الأرمن) خلال حديثه لـ كليك نيوز أن “البراد لم يعمل طوال اليومين الماضيين مدة ساعة وحدة بسبب ضعف التيار والفصل المتكرر لها ما يجعل حفظ الطعام فيه ضرباً من الجنون”.

اقرأ أيضاً: أمام أعين أهاليهم.. أطفال يدمنون “شرب الأركيلة” رغم أضرارها على الصحة

بينما أستهزئ “أبو مازن” بواقع الحال الراهن، وقال “يجب أن تنشط صناعة النمليات في زمننا، لأنها تحوي ثقوب تهوية وتحافظ على برودة الجو وليس كالبراد المغلق ذو الحرارة المرتفعة، والأفضل أن نطلق عليه اسم المدفأة”.

يذكر أن معظم سكان مدينة حمص، يشتكون كل عام من فساد المونة في براداتهم، كما كل الأعوام السابقة بطبيعة الحال، بعد أن اشتروها وجهزوها من فول وبازلاء وغيرها، لتنتهي في مجمعات القمامة.

وتسبب انقطاع الكهرباء عن منازل السكان لمدة طويلة تتجاوز 23 ساعة يومياً في بعض الأحياء، بتلف المواد الغذائية والمونة على حد سواء، رغم عشرات الوعود “الخلبية” من قبل المعنيين بتحسن التغذية الكهربائية.

ليبقى حديث زيادة الرواتب والأجور الشغل الشاغل للمواطن، مع تردي أحواله الاقتصادية إلى حد بات يشتري الزيت “فلش” والسمنة بالملعقة والسكر بالأوقية.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى