مجتمعمحلي

ماذا بقي من طقوس يوم الجمعة في سورية؟

ماذا بقي من طقوس يوم الجمعة في سورية؟

 

حديثنا اليوم عن “يوم الجمعة”.. قد يقول قائل وماذا يعني أليس كغيره من الأيام بعد أن أصبحت حياتنا بنفس الشكل طوال الأيام والشهور وحتى السنين الماضية، نعم ربما هو كغيره من الأيام، لكن يوم الجمعة بالتحديد في سورية له خصوصيته لدى جميع الأسر، يوم ننتظره جميعنا كمحطة للراحة بعد مشقة أسبوع كامل.

هذا اليوم له طقوسه وعاداته الموروثة المميزة عبر التاريخ، فبعد أن تجتمع العائلة بدفء مع بعضها، تبدأ وجبة الإفطار حاملة معها أكلاتنا الشعبية من “الفول والفتة والفلافل مع المخللات والخضروات والبصل”.

ماذا بقي من طقوس يوم الجمعة في سورية؟
ماذا بقي من طقوس يوم الجمعة في سورية؟

هذا الإفطار الذي كان جزءاً من حياتنا يبدو أنه بات “ملوكيا” لدى أغلبنا في أيامنا هذه، وإن استطعنا أن نصل إليه سبيلا فقد نحظى بعنصر واحد منه وبأقل الكميات، لأن ممارسة هذا الطقس قد يكلفك ما يقارب نصف راتبك فكيف إذا كنت ستمارس تك الطقوس على أيام الجمع الأربع!!

أما “سيران يوم الجمعة” أحد أهم التقاليد التي يمارسها الكثيرون حتى الآن متحدين الغلاء، حيث يلجؤون إلى أحضان الطبيعة بصحبة الأهل والأقارب، الذين يجتمعون على مائدة واحدة، حيث ينشغل الرجال والنساء بتحضير التبولة والفتوش والسلطات ويقومون بشواء اللحمة وسط أحاديث يملؤها الفرح مع أجواء “الأركيلة”، بينما يقضي الشباب والأطفال وقتهم باللعب والرقص والغناء.

3 4

قد تقولون بأننا “فتقنالكم جروحاتكم”.. بعد أن قضت الأزمة وارتفاع الأسعار على معظم نشاطاتنا، وحدّت من قدرة الناس على شراء الأساسيات، وغيّرت معظم عاداتنا وتقاليدنا الشرائية، ولكن ربما يكون ذلك الحديث جبراً لأحلامنا المبعثرة ومبعث أمل لذكريات نسعى لعودتها.

4 1

فرغم ذلك ورغم كل ما نعيشه من صعاب يبقى لكل أسرة سورية خصوصيتها، لأنها سورية فقط، ورغم كل شيء تحافظ على “اللمة والجمعة الحلوة” في جلسات تملؤها الضحكات وبأبسط المقومات فقد يجمعهم فنجان شاي دافئ هربا من عالمنا الموحش، والحنين الذي بات يأخذ أرواحنا لكل شيء جميل.

هكذا هي سورية.. جميلة بأهلها.. جميلة بصبرها.. جميلة بضحكة أطفالها وإرادتهم والتي يملؤون فيها الأجواء فرحا وحياة.. وأكبر مثال على ذلك الطفلة “شام البكور” التي أسعدت قلوب كل بيت سوري وكأنها طفلتهم جميعا، وتبقى الأماني بأن تعود أيام جمعنا المباركة لروحها كما كانت.

1 6

جمعة مباركة لكم جميعا وعسى أن تكون وقفتنا هذه أسرّت خاطركم المكسور!!

عفراء كوسا – كليك نيوز

اقرأ أيضاً: طفلة الـ 7 سنوات “شام البكور”.. بطلة سورية في القراءة وطموح للقب العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى