مجتمعمحلي

رغم لهيبها.. موجة الحر تعيدنا لذكريات اشتقنا إليها جميعاً

رغم لهيبها.. موجة الحر تعيدنا لذكريات اشتقنا إليها جميعاً

 

بالرغم من موجة الحرّ التي تمرّ بها البلاد، “الحارقة من كل ّ الجهات”، والتي زاد من حدّة لهيبها ارتفاع الأسعار، غير أن هذه الموجة حملت في بعض جوانبها أجواء إيجابية، حيث استطاعت أن تعيد “لأيامنا السوداء”، بعضاً من ذكرياتها الجميلة من هنا وهناك.

ففي ظل موجة الحر وغياب الكهرباء لساعات طويلة، وإن صح القول “انعدام الكهرباء” في عموم سورية، باتت الحدائق وأرصفة الطرقات، محطّة الكثيرين، ورغم سلبية السبب الذي دفعهم للخروج من منازلهم، غير أن المتجول في حدائق دمشق وحلب وحماة وحمص وغيرها.. يسمع موسيقا جميلة اشتقنا إليها جميعاً.

هذه الموسيقا لحنّت بضحكات الأطفال “الذي اجتمعوا من كلّ حدب”، والأحاديث العائلية الممزوجة بحنية لأيام الماضي، وسط “نغمات الأغاني الطربية والشبابية”، والتي تضج بها الأجواء.

فمن ميلة تجد مجموعات من النسوة وهنّ يتسامرن مع “أجواء صنع التبولة”، وعلى الميلة الأخرى تجد “أصدقاء الحارة” من الرجال، يلعبون طاولة الزهر وآخرون يتصايحون على ورق الشدّة.

اقرأ أيضاً: عمل الأزواج في مكان واحد بين السلب والإيجاب.. ماذا يقول أهل الاختصاص في ذلك؟

وبعضهم يقف “على منقل الشواء”، ومن الجانب الآخر تجد مجموعات الشباب والصبايا وأصوات ضحكاتهم وغنائهم وعزفهم يثلج الصدور ورائحة “الأركيلة” تعمّ الأجواء.

أما الأطفال فهم حكاية أخرى ليست بحاجة لنثر وعبارات، ترسمها ألوان البوظة وغزل البنات والسباق على الملاهي.

رغم لهيبها.. موجة الحر تعيدنا لذكريات اشتقنا إليها جميعاً

هذه الصورة، وعلى بساطتها وفقر أجوائها لدى الكثيرين، غير أنها وبعيداً عن هموم الحياة المعيشية، التي سرقتنا حتى من أنفسنا، استطاعت ولو بعض الشيء أن تعيد رسم ملامح الحياة الطبيعية التي اشتقنا إليها جميعاً، كما عادت لتذكّرنا بأننا كسوريين دوما أقوى من هموم الحياة، ورغم “فقر الحال” سنحاول أن نخترع ما يعيد لأرواحنا الميتة حياتها.

اخترنا اليوم أن نعرض هذه المشاهد السورية “المليئة بالمعاني”، لكسر قالب أخبار الغلاء الذي نقب رؤوسكم ورؤوسنا..

فلنحاول أن نكون معاً أفضل عسى أن تكون الأيام القادمة خيراً لهذا البلاد الذي بات أنينه يعصر القلوب.

صباحكم محبة وابتسامة

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى