اقتصاد

جراء قلة مازوت التدفئة..  صناعة تحويل المدافئ لتعمل على الحطب تنتعش من جديد في حمص

جراء قلة مازوت التدفئة..  صناعة تحويل المدافئ لتعمل على الحطب تنتعش من جديد في حمص

 

يتفق الكثير من السوريين على أن كمية مازوت التدفئة المخصصة للمواطنين لا تتطلب شراء وتركيب الصوبيات، كونها لا تكفي أيام معدودات في فصل الشتاء القادم.

حيث ارتفعت أسعار المدافئ بشقيها، المازوت والحطب، في سورية بشكل كبير خلال السنوات الماضية لاسيما مع وصول أولى غيوم الشتاء، ولم يعد تبرير ارتفاع أسعارها بكونه تجارة موسمية، حيث يرتفع سعرها عند كثرة الطلب عليها.

وبعد جولة قام بها كليك نيوز على أسواق مدينة حمص، تبين ارتفاع أسعار المدافئ على اختلاف النوعية المستخدمة في صناعتها سواء كانت حديد أو” تنك”.

صاحب محل في حي كرم الشامي بيّن خلال حديثه لـ كليك نيوز أن “الأسعار تبدأ من 100 ألف وتصل 200 ألف للأنواع الخفيفة، ويرتفع سعرها كلما كانت النوعية وخامة الحديد أفضل من ذلك، بينما وصل سعر الكوع و”الاتش” إلى 15 ألف”ّ.

ورد البائع سبب هذا الارتفاع إلى سعر الصرف وانعكاس ذلك على ارتفاع تكلفة إنتاجها من المعامل، الأمر الذي أثر على سعر بيعها (جملة) من التاجر، وهو ما أثر علينا كباعة مفرق، ولا أحد سعيد بهذا الحال، لكنها دائرة غلاء متكاملة”.

من جهته، أشار أحد سكان حي كرم الزيتون إلى أن “الجميع بات يبيع مخصصاته ويشتري بها أي كمية من الحطب، فماذا تستطيع كمية 50 لتر أن تفعل مع أشهر الشتاء، “فشراء الصوبيا مع هذه الكمية القليلة من المازوت مو مستاهلة”، حسب تعبيره.

اقرأ أيضاً: “المشوي بـ 100 ألف ليرة”.. عضو لجنة مربي الدواجن: لا انخفاض على أسعار الفروج الحي خلال الفترة القادمة

وأضاف ” اتجهت كما حال الكثيرين للاعتماد على الحطب كوقود إضافي، رغم ارتفاع أسعاره بشكل كبير، حيث بلغ سعر الكيلو الواحد الى 2500 ليرة، ووصول سعر الطن إلى ما يقارب 3 ملايين ليرة”.

ووجد الشاب “حسين” وهو حداد في مدينة حمص، في تعديل المدافئ مصدر رزق جيد في كل شتاء، مع توجه عدد كبير من السكان إلى هذا الحل بسبب قلة المازوت.

وتحدث “حسين” عن كيفية تحويل المدافئ العاملة على المازوت إلى حطب بالقول “تبدأ هذه العملية بتفريغ الداخل من أسفل المدفأة، ووضع قطعة حديدية مفرغة تسمى الشعرية أو الشبكة من أجل وضع الحطب عليها، وفي أسفلها نصنع الجارور الذي ينزل عليه الجمر والرماد”.

وتابع الشاب الذي خصص جزءاً من محله إلى مكان للتعديل بأنه “يتم إحاطة كل ذلك بحماية حديدية من أجل عدم وصول الرماد إلى الخارج أو تحت المدفأة، وهي ما تعرف الصاجة، في حين يتم تصميم الباب وحجمه بناء على طلب الزبون”.

وعن تكلفة هذه العملية، أشار حسين إلى أنها “تتراوح بين 50 – 75 ألف وهي تختلف بين حداد وآخر، إلا أنه من الملاحظ زيادة عدد الراغبين بتحويل المدفأة لتعمل على الحطب بشكل ملاحظ خلال السنوات الماضية”.

وفي هذا السياق، بدأت محافظة حمص بتوزيع الدفعة الأولى من مخصصات المواطنين من مازوت التدفئة، كما هي العادة في كل عام، إلا أن تحديد وقت استلامها لا يعلمه إلا الله، كون الأجوبة المقدمة من المعنيين تكون بمعظمها ضبابية مليئة بالتوقعات والتقديرات.

وقال مصدر في محافظة حمص لـ كليك نيوز، إنه “تم البدء بتوزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة بداية أيلول بواقع 50 لتر لكل بطاقة في مدينة حمص وريفها، علماً أن الأولوية ستكون للمناطق الأكثر برودة وخصوصاً في ريف المحافظة الغربي وكل من لم يحصل على الدفعة الثانية خلال العام الماضي”.

وعن الطلبات الواصلة إلى المحافظة، بيّن المصدر أنه “يصل 22 طلب إلى حمص معظمها مخصص للزراعة بواقع 13 طلب و5 طلبات لتوزيع مازوت التدفئة، والمتبقي من الطلبات يوزع على قطاعات الصحة والنقل”.

وأشار المصدر إلى أنه من  الممكن زيادة عدد الطلبات، موضحاً أنه لا يمكن تحديد موعد الانتهاء من تعبئة المخصصات للمواطنين بشكل واضح، علماً أنه تم تفعيل ما يقارب 450 ألف بطاقة حتى اليوم”.

هذا ويشهد سعر المازوت في السوق السوداء ارتفاعاً كبيراً يصل 15 ألف ليرة، بعد قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك برفع سعر المازوت المدعوم.

يذكر أن ارتفاع أسعار معظم المواد الأساسية في سورية، يترافق مع تدني مستوى الدخل الشهري للكثير من العائلات، مع فقدان التوازن بين القدرة الشرائية وتكلفة الحاجيات الأساسية، ومطالبات بضرورة رفع الرواتب، والسيطرة على الأسعار وذلك لعدم استفادة المواطن من كل زيادة مع ما يرافقها من ارتفاع موازٍ لها بل وأكثر ارتفاعاً.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى