اقتصاد

المونة تتحول من تقليد شعبي عام إلى ترف تمارسه فئة قليلة من السوريين

المونة تتحول من تقليد شعبي عام إلى ترف تمارسه فئة قليلة من السوريين

 

سجلت أسعار المنتجات الزراعية على اختلاف أنواعها من خضار وفواكه، أرقاماً غير مسبوقة خلال الآونة الأخيرة، ومنها “الباذنجان والفليفلة”، مستلزمات المكدوس، والذي باتت غالبية الأسر عاجزة عن التفكير بصنعه.

وبينما يقف المواطن حائراً أمام حال السوق، تواصل الجهات المعنية تقديم واختلاق المبررات من هنا وهناك، والتي لم تعد “تشبع البطون الجائعة”.

وفي هذا السياق، قال عضو لجنة تصدير الخضار والفواكه في سوق الهال “محمد العقاد” هذه المرة ليس سبب ارتفاع السعر التصدير، فالباذنجان والفليفلة لا يصدّران، بل إن قلة الإنتاج بسبب اقلاع المزارعين عن الزراعة لعدم قدرتهم على تأمين تكاليفها المرتفعة هي سبب الارتفاع.

وأضاف “العقاد” لصحيفة “تشرين” الرسمية، ارتفعت أسعار مكونات المكدوس لأكثر من النصف، فقد بلغ سعر الباذنجان 4500 ليرة والفليفلة تراوح سعرها ما بين 4 آلاف و6 آلاف والجوز ما بين 125 و100 ألف ليرة بينما تجاوز سعر تنكة الزيت مليون و200 ألف.

اقرأ أيضاً: أسعار زيت الزيتون تواصل ارتفاعها.. وزارة الزراعة تبرر

وأَوضح “العقاد” أن، المكدوس تحول من كونه مونة أساسية للأسر السورية إلى شهوة عابرة يمكن ألّا يفكر فيها على الإطلاق، بسبب الغلاء الشديد وقلة القدرة الشرائية، مضيفاً، انخفضت نسبة شراء مكونات المكدوس عن العام الماضي بنسبة 50%، والسبب هو ارتفاع أسعاره.

وقال “العقاد” سعر كيلو الثوم بين 20 و25 ألف ليرة بينما لم يتجاوز سعره ألفي ليرة العام الماضي، حينها حذّرنا نحن التجار، الجهات المعنية من ارتفاع سعره العام المقبل إذا لم يتم تصديره ولكن لا حياة لمن تنادي فتم إطعامه علفاً للدواب، ما حمل المزارعين على الإقلاع عن زراعته، فارتفع سعره هذا العام.

وأضاف عضو لجنة تصدير الخضار والفواكه في سوق الهال، إذا بقيت الخطة الزراعية هي السائدة حالياً من دون أي دعم للفلاح فهذا سيجعل الفلاح يقلع عن الزراعة، وسترتفع أسعار جميع الخضار والفواكه ونعود لاستيراد البندورة والخيار كالسابق.

المونة تتحول من تقليد شعبي عام إلى ترف تمارسه فئة قليلة من السوريين

من جهته، أكد الخبير الزراعي “عبد الرحمن قرنفلة”، أن الارتفاع الكبير بأسعار المنتجات الزراعية وتراجع مستويات إنتاجها مقارنة بفترة ما قبل الأزمة وتراجع القوة الشرائية لدخل المستهلك السوري، نقل المونة من تقليد شعبي تمارسه 90% من الأسر إلى ترف تمارسه نسبة ضئيلة جداً ممن تسمح لهم قدرتهم المادية بالإنفاق على هذا النشاط، ما أدى بطبيعة الحال إلى إحداث فجوة في منظومة الأمن الغذائي للأسرة السورية.

يذكر أن الأمر لم يقتصر على مونة المكدوس، بل شمل البرغل والأرز والعدس والملوخية والزيت والتين والمربيات واللبنة وغيرها، والتي لطالما تنشغل النساء بتحضيرها لأيام الشتاء الطويلة، وكانت جميعها حاضرة على موائد السوريين في كل الأوقات، لتتحول اليوم إلى “شهوة” تعجز أغلب الأسر عن تأمينها لأطفالهم، في ظل استمرار وازدياد سوء الأوضاع الاقتصادية.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى