مجتمعخدميمحلي

الحرف اليدويّة في طريقها للاندثار.. رئيس اتحاد حرفيي دمشق يتحدث عن كيفية الحفاظ عليها

الحرف اليدويّة في طريقها للاندثار.. رئيس اتحاد حرفيي دمشق يتحدث عن كيفية الحفاظ عليها

 

لطالما تغنّت دمشق عبر تاريخها العريق بتراثها وصناعاتها اليدويّة التّي ربّما تفرّدت ببعضها عالمياً، ولكن خلال سنوات الحرب تراجعت تلك الحرف ووصل بعضها لحد التلاشي والاندثار بسبب هجرة أعداد كبيرة من الحرفيين، وأيضاً غياب شبه تام للبنى التحتية الخاصة بالمهن وأهمها المناطق الحرفية.

وتحدث رئيس اتحاد حرفيي دمشق “علي قرمشتي” لـ كليك نيوز، عن واقع الحرفيين في دمشق والذي يصل عددهم إلى أكثر من مئة ألف في مختلف الجمعيات الحرفية، لكن المنتسبين فعليّاً للاتحاد حوالي 22 ألف حرفي فقط، حسب قوله.

وبيّن “قرمشتي” أن نسبة من هاجر من الحرفيين كبيرة جداً خاصة من فئة الشباب، لاسيما من دمشق، إضافة إلى العزوف عن العمل في مهن عديدة لاسيما تلك التي تحتاج إلى جهد كبير.

منوهاً إلى أنه لولا الوافدين والمقيمين من المحافظات الأخرى في دمشق لكان هناك شرخاً كبيراً، حيث أن العديد من القطاعات الحرفية تضررت كثيراً، ومن هنا نقول إنه يجب إعادة الهيكلة التنظيمية بالتعاون مع كافة الجهات لوضعها ضمن التنظيم الحرفي.

الحرف اليدويّة في طريقها للاندثار.. رئيس اتحاد حرفيي دمشق يتحدث عن كيفية الحفاظ عليها

وأوضح “قرمشتي” أن أبرز مطالب الاتحاد هي تنظيم الحرفيين بحيث يتم تسجيل كل حرفي بشكل رسمي للجمعية التي ينتسب إليها، كذلك السماح بإعطاء أراض لإقامة جمعيات سكنية، إضافة إلى منح التراخيص اللازمة لاستيراد المواد الأولية لكل جمعية وحسب المهن، وذلك لمنع الاتجار مما يعطي نتائج إنتاجية أقل تكلفة وأكثر جودة بحيث تدخل المنافسة في التصدير، والأهم تأمين مواد المحروقات وتسهيل إقامة المعارض.

ولفت “قرمشتي” إلى أن جميع أسواق المهن اليدوية يتم دعم وجودها في العاصمة من القباقبية والحمراوي والصاغة والخياطين والنقاشات والنحاسين، وغيرها، وأنّ المهن الحرفية كلها تراثية، حيث أنّ المهن التقليدية اليدوية هي إرث تاريخي وهوية ثقافية لدمشق.

وهناك عدة مشاريع في هذا المجال، مشيراً إلى أن مسؤولية الاتحاد تقتصر على الإشراف ومساعدة الحرفيين وفق المستطاع والقدرة الإدارية لدعمهم وتقويتهم وفق أسس يقومون بالعمل عليها من خلال العمل والترويج والتعليم والتدريب، وأيضاً دعم كافة المدربين، وكذلك دورات تعليم الحرف والمهن حيث أن الاتحاد يساعد ويقدم كافة الخدمات وفق الإمكانيات المتاحة.

اقرأ أيضاً: البسطات تفترش شوارع العاصمة.. متى يدخل قرار “الساحات التفاعلية” حيز التنفيذ؟

أماّ بالنسبة لمناطق عمل الحرفيين، بيّن “قرمشتي” أنها موجودة على عدة مستويات منها الصناعية والخدمية والسياحية والتقليدية والتدريبية، منوهاً إلى أنه يوجد بكل حارات دمشق حرفيين منها المطاعم والمقاهي والحلويات والبن والسكاكر والبوظة والسندويش.

وأيضاً الكهرباء والصحية وخدمات الاتصالات وتصليح الكمبيوتر والجلديات والدباغة والأحذية والألبسة ومصممي الأزياء والنقل وتوزيع الغاز والصناعي مثل مواد الأسمنت والرخام والبلاط والجبصين في منطقة السليمة، والتريكو والجرابات في منطقة الزبلطاني.

وتصليح السيارات في حوش بلاس والقدم وزقاق الجن، علماً أن المهن اليدوية تتواجد أيضاً في حارات دمشق القديمة ومراكز التدريب الموزعة في كل دمشق، مؤكداً سعي الاتحاد بشكل دائم لإقامة مناطق صناعية من خلال دعم الجمعيات بعمل ذلك، ويبقى لكل منطقة حرفية وصناعية إدارتها الذاتية من المستفيدين ونحاول دعمهم بما نستطيع.

وختم بالقول تبقى دمشق بكل جوانبها وحاراتها تراث حضاري فلكل حي عبقه التاريخي، ولكل سوق حرفييه.

ميليا اسبر – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى