مجتمعخدميمحلي

“الثياب البالية والحطب” مصدر تدفئة الأهالي في مناطق سيطرة “قسد” بالحسكة

“الثياب البالية والحطب” مصدر تدفئة الأهالي في مناطق سيطرة “قسد” بالحسكة

 

يستغل “أبو سعد” الشاب الثلاثيني زيارته إلى سوق البالة وسط مدينة الحسكة لشراء الثياب البالية، ليس ليكسو بها أفراد عائلته وأطفاله، ولكن لكي يستخدمها كوقود للتدفئة يقيه انخفاض درجات الحرارة التي قاربت درجة التجمد ليلاً بعدما يأس من تأمين مادة المازوت لزوم التدفئة الذي من المفترض أن تقوم ميليشيا “قسد” بتأمينه للأهالي.

ويبيّن “أبو سعد” لـ كليك نيوز، أنه قام بإجراء تعديل على مدفأة الوقود التي كانت تعمل على مادة المازوت لتصبح قادرة على حرق الثياب البالية وتؤمن الدفء له ولأطفاله، على الرغم من الضريبة القاسية التي يدفعها والمتمثلة بالروائح الكريهة المنبعثة والتي تصل إلى درجة الاختناق في غرفة مغلقة، نتيجة حرق بعض أصناف الثياب المنسوجة من مواد النايلون ومخاطر ذلك الصحية عليه وعلى أسرته الذين يستنشقون الأدخنة المتصاعدة من عملية الاحتراق.

اقرأ أيضاً: زيادة الاعتماد على الخبز “كقوت يومي”.. حلب تستهلك نحو 500 ألف ربطة يومياً

ويشير “أبو سعد” الذي يقطن في حي الطلائع المتطرف شرق مدينة الحسكة أنه لا خيار أمامه إلا استخدام الثياب البالية كمصدر تدفئة بعد امتناع “قسد” عن توفير مادة المازوت لغالبية أهالي المحافظة، في ظل تدني درجات الحرارة مع دخول “مربعانية الشتاء” والتي تنخفض فيها إلى درجة التجمد وتشكل الصقيع، مشيراً إلى أن سوء الواقع الخدمي وعدم توفر وقود التدفئة لم تشهده المحافظة حتى في أسوأ أوقاتها طيلة سنوات الأزمة.

وتساءل “أبو سعد” عن مصير آلاف براميل النفط التي تسرق يومياً من قبل قوات الاحتلال و”قسد”، ولماذا لا يؤمن للأهالي الحد الأدنى من الوقود لتدفئة أطفالهم في وقت يمتلئ فيه السوق السوداء بالمادة التي يباع اللتر المكرر بشكل بدائي بسعر 5000 ليرة سورية، وهو سعر لا يستطيع غالبية الأهالي تأمينه ما يضطرهم إلى اللجوء إلى خيارات أخرى أقل تكلفة.

اقرأ أيضاً: الدكتور نبوغ العوا لـ “كليك نيوز”: حالات الرشح الحالية ليست أنفلونزا عادية فهي كورونا بمتحور جديد

وفي منطقة الماكف شرق الحسكة، نشأ سوق صغير لبيع الحطب ومادة الأخشاب والتي لم يعتد الأهالي على استخدامها خلال السنوات الماضية، حيث يحرص أهالي الأرياف في الظروف الراهنة إلى شراء مادة حطب القطن الذي يستخدمونه للتدفئة وللأعمال المنزلية الأخرى كالطبخ وإشعال التنور وتجهيز الخبز، فيما يشتري أهالي المدينة حطب الأشجار الكبيرة المخصص للتدفئة.

ويشير “أبو رعد” وهو أحد أهالي حي العزيزية القريب من سوق الماكف إلى أن خيار الحطب لتأمين التدفئة خيار جيد في ظل عدم توفر مادة المازوت، إلا أنه مع انخفاض درجات الحرارة ارتفعت أسعار مبيعه من مليون ليرة سورية للطن إلى ما يقارب المليونين لاسيما أخشاب أشجار التوت والسرو، فيما عمل بعض الأهالي إلى شراء هذه الأخشاب منذ فصل الصيف كونها منخفضة السعر آنذاك.

اقرأ أيضاً: استمرار عودة العائلات المهجرة إلى قلعة المضيق بريف حماة.. مطالب بتحسين الواقع الخدمي والسياحي

وضم “أبو رعد” صوته لأصوات كثير من أهالي المحافظة، متسائلاً عن مصير إنتاج حقول النفط والغاز التي تسيطر عليها “قسد” والتي كانت تؤمن احتياج المواطنين في سورية جميعاً وما يزيد منه يتم تصديره، فيما كان يباع اللتر منه بسعر 7 ليرات سورية ومؤمن في كل مكان.

يذكر أنه ومنذ بدء الحرب في البلاد يعاني المواطنون السوريون في سبيل تأمين بدائل التدفئة سواء المازوت أو الغاز أو الحطب سواء لعدم توفرها أو لجهة ارتفاع أسعارها.

الحسكة – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى