اقتصاد

“إعادة تدويرها أفضل الخيارات المتاحة”.. أسعار المستلزمات المدرسية تكوي جيب الأهالي

“إعادة تدويرها أفضل الخيارات المتاحة”.. أسعار المستلزمات المدرسية تكوي جيب الأهالي

 

تزداد أعباء وهموم الأسرة السورية يوماً بعد يوم، فلهيب الأسعار يكوي جيوبهم وضيق الحال والشكوى عنوان حياتهم اليومية.

حيث لم يقتصر “ارتفاع الأسعار الهستيري” على المواد والسلع الغذائي فقط، وإنما تعداه ليصل إلى المستلزمات المدرسية كالقرطاسية واللباس المدرسي والحقائب، وذلك مع اقتراب بداية العام الدراسي لتبدأ رحلة البحث عن حلول بديلة، إما الشراء بأسعار رخيصة على حساب النوعية، وإما إعادة تدوير كثير من الألبسة والحقائب حسب قول أهالي التلاميذ.

لا يتطلب الأمر كثيراً من الجهد لمعرفة حجم معاناة الأهالي، فمن خلال دردشة بسيطة مع عدد منهم كفيل بتبيان كم سيتكلف الأهالي من المال من أجل تسيير أمورهم المدرسة ولو بالحدود الدنيا.

إعادة تدوير

“ندى” أم لثلاثة بنات هنّ (غزل في الصف السادس ونور في السابع وتالا في الصف العاشر) أشارت في حديثها لـ كليك نيوز، أنها منذ شهر وهي تفكر كيف ستدبر أمور بناتها مع افتتاح المدرسة، وبعد عناء التفكير وجدت أن إعادة تدوير اللباس والحقائب هي الطريقة الأفضل.

مشيرة إلى أنها ذهبت للخياط من أجل تصغير ملابس “تالا” بحيث تستطيع أختها الصغرى أن تلبسها هذا العام، إضافة إلى أنها اخذت قطعة قماش من الجينز للخياط من أجل تفصيل حقيبة من قماش الجينز لإحدى بناتها، مشيرة إلى أنها مضطرة لشراء ثياب مدرسية جديدة لـ “تالا” كونها في الصف العاشر ولون اللباس في المرحلة الثانوية يختلف عنها في الإعدادية، موضحة أنها تحتال على ظروف الحياة القاسية بهدف تأمين حاجات بناتها استعداداً للعام الدراسي.

يحتاج مليوني ليرة كحد أدنى

“محمد” أب لأربع أولاد وجميعهم في المدرسة في صفوف الثاني والخامس والسابع والعاشر، أكد أنه يحتاج إلى مليونين ليرة كحد أدني لشراء اللباس المدرسي مع بعض القرطاسية؛ لافتاً أن سعر الدفتر من نوع سلك بـ 6 آلاف ليرة، وهناك دفتر السلك 100 ورقة ولكن من نوع جيد بسعر 12 ألف.

بينما سعر القلم 200 ومافوق حسب النوعية والجودة، هذا عدا عن الحقائب حيث أسعارها تكوي الجيوب، مشيراً إلى أنه اشترى حقيبتين فقط سعر كل منها100 ألف، وهي حسب قوله من النوع المتوسط، بينما بقي اثنين من أبنائه سوف يستخدمون حقائبهم القديمة.

اختصار بشراء المستلزمات

بينما “أروى” أم لطفلين تقول إنها تختصر في شراء مستلزمات بحيث اشترت لابنها في الصف الحادي عشر بنطال جينز رمادي، حيث يمكن استخدامه للمدرسة وأيضاً في الحياة اليومية، وقد اقتصرت على شراء أربعة دفاتر ومثلها أقلام فقط.

كما أنها اشترت لابنتها في الصف السادس قميص فقط لتلبسه مع بنطال جينز أزرق، مضيفة أنها لا تستطيع شراء أكثر من ذلك، حيث أن الوضع المادي بشكل عام سيء للغاية ولا حلول إلا التأقلم مع هذا الواقع المرير.

وفي جولة سريعة لـ كليك نيوز على بعض المحال في دمشق يتبين لك عزيزي القارئ الأسعار الكاوية لكافة مستلزمات المدرسة.

تضاعف الأسعار

“عمر” صاحب محل لبيع الألبسة المدرسية يقول الأسعار تضاعفت عما كانت عليه العام الماضي، حيث أن سعر أي قميص مدرسي يبدأ من 40 ألف ليرة وهو من النوعية المتوسطة، بينما سعر القميص من النوعية الجيدة أكثر من مئة ألف ليرة.

في حين سعر البنطلون المدرسي يبدأ من 75 ألف ومافوق، لافتاً أن أسعار البنطلونات موحدة تقريباً كون الموزع يأتي بهم من المعمل، وقد يزيد حوالي 10 آلاف ليرة حسب القياس، لكن الأسعار متقاربة تتراوح بين 75 -100 ألف ليرة حسب القياس.

الحقيبة من نوع وسط بمئة ألف ليرة

أما “محيّ الدين” صاحب محل لبيع الحقائب المدرسية، أشار إلى أن سعر الحقيبة المدرسية من نوع وسط بـ 100 ألف ليرة، بينما النوعية الممتازة والتي تكفي التلميذ سنتتين متتاليتين سعرها يتراوح بين 200 و225 ألف ليرة.

موضحاً أن حركة الشراء ليست كبيرة فهناك اختصار كبيرة من الأهالي، فمن لديه ثلاثة أولاد بالمدرسة يحاول شراء لاثنين فقط والثالث يستخدم حقيبة أحد أخوته.

أنواع رديئة

بدوره أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي “عبد الرزاق حبزة” أشار في تصريح خاص لـ كليك نيوز، إلى أن مستلزمات المدرسية من حقائب ولباس وحتى القرطاسية، أغلبها هذا العام كانت من النوعية الرديئة.

سابقاً كانت الحقيبة المدرسية تبقى سنتين وربما ثلاثة مع الطالب ولا يحتاج لتغييرها، وأيضاً قماش اللباس المدرسي كانت جيدة بحيث يعمل الأهل على إعادة تدوير بحيث طفل بصف أدنى يأخذ من الطفل الذي يسبقه بسنة، بحيث يتم تصغير اللباس وتضيقه.

منوهاً أن هذه الامكانية لم تعد موجودة في الوقت الراهن عند الكثير من العائلات بسبب سوء نوعية الأقمشة، مؤكداً أن من لديه طفلين أو ثلاثة أطفال في المدرسة يحتاج بين 1.5 إلى 2 مليون ليرة.

ارتفعت الأسعار 70% مقارنة بالعام الماضي

وكشف “حبزة” أن أسعار مستلزمات المدرسة ارتفعت بنسبة تتراوح بين 50 – 70% مقارنة بالعام الماضي، فقد ارتفعت أسعار القرطاسية بشكل ملحوظ فالقلم الذي كان يباع 200 -300 ليرة، أصبح سعره يتراوح بين 1500 – 2000 ليرة.

وهناك بعض الأقلام يصل سعرها 3000 أو400، وكذلك الدفاتر ارتفع سعرها بشكل كبير، مبيناً أن السورية للتجارة بدأت تبيع مستلزمات المدرسة، لكن أسعارها أيضاً ليست رخيصة، علماً أنها العام الماضي طرحت قرطاسية في السوق إلا أن أقلامها كانت ناشفة ولا يمكن الكتابة بها.

اقرأ أيضاً: محافظة دمشق بدأت بمحاصرتها.. “سيارات الطعام” وسيلة جديدة لكسب عيش مئات العائلات

حتى الدفاتر في السوق حالياً يوجد الكراماج (المقصود وزن الورقة وسماكتها) حتى عدد الأوراق قل عما كان عليه قبل، فالدفتر المؤلف من مية طبقة انخفض العدد إلى 80 ورقة وبقي بنفس السعر وبجودة أقل.

إضافة إلى علبة الألوان الخاصة للأطفال وأقلام الرصاص والممحاة والمبراة قسم كبير منها من الأنواع السيئة لكن سعرها مرتفع جداً، مشيراً إلى أن الأحذية ليست بجيدة مثل باقي المستلزمات الرياضة للأطفال، أسعارها خيالية رغم عدم جودتها فهل يعقل أن سعر بوط رياضة يتراوح بين 200- 300 ألف ليرة، منوهاً أن الأسعار ارتفعت عالمياً لكن في سورية مبالغ فيه جداً.

وبين “حبزة” أن دور الجمعية اقتصر على إصدار البروشورات التوجيهية والخاصة بالطلاب بهدف التخفيف من استخدامهم للورق العادي، بحيث يوجد في السوق أنواع رديئة من الورق يمكن استخدامه كمسودات، وهناك قضايا توجيهية وتوعوية للمواطن.

وختم “حبزة” بالقول إن الجمعية طالبت التجارة الداخلية بمراقبة الأسعار في الأسواق، حيث اقترحت وضع بطاقة بيان لمعرفة كل شيء عن المنتجات بحيث لا يصاب المواطن بالغبن.

ميليا اسبر – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى