مجتمعخدميمحلي

مزارعو القطن والذرة الصفراء في الحسكة يتكبدون خسائر فادحة جراء ممارسات “قسد”

مزارعو القطن والذرة الصفراء في الحسكة يتكبدون خسائر فادحة جراء ممارسات “قسد”

 

تكبد فلاحو محافظة الحسكة ممن قاموا بزراعة أراضيهم بمحصولي القطن والذرة الصفراء خسائر فادحة خلال الموسم الحالي، نتيجة السياسة التي تنتهجها ميليشيا “قسد” تجاه القطاع الزراعي وتحديداً لهذين المحصولين اللذين لم تستلمهما أو تشتريهما من الفلاح، وفي الوقت ذاته منعت تسويقهما تجاه مراكز الشراء التابعة للحكومة السورية، لتترك الفلاح عرضة لاستغلال التجار الذين اشتروا المادتين بأسعار متدنية لا توازي تكاليف الإنتاج.

حيث تجد آلاف الأطنان من محصولي القطن والذرة الصفراء لا تزال في العراء وساحات المنازل والحقول، حيث تتعرض للعوامل الجوية والأمطار لا يعرف أصحابها أين يذهبون بها لتصبح عرضة للتعفن والتلف وتتفاقم أزمة عدم تصريف الإنتاج لتكبد الفلاح الذي أنهكته سنوات الحرب خسائر مادية كبيرة، وتؤثر على إقبال الفلاحين على زراعة هذه المحاصيل الصيفية الاستراتيجية التي لطالما كانت المراكز الحكومية تقوم بشرائها بسعر يحقق الفائدة للفلاح ويشجعه على الاستمرار في الزراعة ودعم الاقتصاد الوطني.

32 6

وأبدا عدد من الفلاحين خلال حديثهم لـ كليك نيوز، استيائهم من ممارسات ميليشيا “قسد” التي تهدف بحسب وجهة نظرهم إلى القضاء على ما تبقى من زراعة، والمساهمة أكثر في تدهور الواقع الزراعي الذي عانى ما عانى خلال السنوات الماضية من الظروف المرافقة للحرب، والتراجع الكبير في تنفيذ المساحات الزراعية، إضافة إلى سنوات الجفاف التي ضربت المحافظة بشكل متلاحق.

“لا ترحم ولا تخلي رحمة الله تنزل” عبارة وصف بها الفلاح “عبد الجليل” من أهالي ريف ناحية تل براك ممارسات “قسد” التي لم تستلم إنتاج الفلاحين من محصول القطن، ومنعتهم من تسليمه لمراكز الشراء الحكومية، متسائلاً ماذا يفعل بإنتاج أرضه من المحصول الذي لا يؤكل كالأقماح ليتم تخزينه ولا يستطيع الاستفادة منه، لافتاً إلى أن فلاحي المنطقة يضطرون إلى نقل إنتاجهم إلى محافظة الرقة وتكبد أعباء النقل المادية لبيعه إلى التجار هناك بأسعار متدنية.

اقرأ أيضاً: بعد الضجّة التي أثارها.. محافظة دمشق توقف هدم مول “BIG5” وتوضّح ملابسات القضي

وأشار الفلاح “حمّادة” من ريف القامشلي، إلى أن ما يهم “قسد” التجار المرتبطين بها فهم الوحيدون المستفيدون من شراء الأقطان بسعر منخفض، قد يغطي بأحسن الأحوال مصارف زراعته دون تحقيق الأرباح، ليقوموا ببيعه مستقبلاً إلى تجار في إقليم شمال العراق وبأسعار مترفعة، مشيراً إلى أن الواقع الزراعي والفلاح في أسوأ حالاتهم والكثير منهم خلال السنوات الماضية قرر ترك الزراعة أو حتى الهجرة خارج المحافظة ومن لديه القدرة خارج البلاد.

وأكد مصدر زراعي في محافظة الحسكة فضل عدم ذكر اسمه، خلال حديثه لـ كليك نيوز، أن عدم افتتاح مركز لشراء الأقطان في المحافظة هذا الموسم ناتج عن ممارسات “قسد”، التي تمنع الفلاحين من تسويق إنتاجهم، وأنه تم خلال العام الماضي افتتاح مركز إلا أنه لم يسوق له أي كمية نتيجة هذه الممارسات، وقيام حواجز “قسد” على الطرقات بمصادرة أي كمية تتوجه إلى مركز الشراء.

أما واقع تصريف إنتاج الذرة الصفراء فليس بأفضل من القطن، حيث يؤكد عدد من فلاحي المحافظة أنه بخروج منشأة التنشيف والتجفيف الخاصة بالذرة التي كانت متواجدة في مدينة رأس العين عن الخدمة منذ عدة سنوات والفلاح يعاني من كيفية تجفيف إنتاجه وبيعه، ما يعرض هذا الإنتاج للعفونة والتلف نتيجة تجفيفه على الطرقات وفي الساحات والحقول ولعدة أيام، مشيرين في هذا الخصوص إلى تعرضهم لاستغلال التجار لشراء المادة واتفاقهم على خفض الأسعار بشكل كبير لتحقيق هامش ربح على حساب جهد وتعب وقوت الفلاح.

31 9

وبحسب التقديرات التي أعلنت عنها مديرية الزراعة في محافظة الحسكة فإن إنتاج القطن للموسم الحالي يتجاوز 21 ألف طن والذرة الصفراء 4000 طن.

الحسكة – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى