مجتمعخدميمحلي

متأثراً بارتفاع أسعار الفروج والقمح.. عيد “البربارة” لهذا العام مختلف عما مضى

متأثراً بارتفاع أسعار الفروج والقمح.. عيد “البربارة” لهذا العام مختلف عما مضى

 

يصادف يوم 16 كانون الأول من كل عام إحياء مناسبة دينية واجتماعية معاً في عدة مناطق بسورية، لاسيما في الساحل السوري وهو عيد “البربارة”.

واعتاد سكان المناطق تلك منذ القدم على إحياء هذا العيد بطقوسه المختلفة من إشعال النيران في ساحات القرى وطبخ الهريسة المعروفة بأنها مكونة من القمح والدجاج، ليتم توزيعها على الأهالي.

متأثراً بارتفاع أسعار الفروج والقمح.. عيد "البربارة" لهذا العام مختلف عما مضى
متأثراً بارتفاع أسعار الفروج والقمح.. عيد “البربارة” لهذا العام مختلف عما مضى

لكن ارتفاع مكونات هذه الأكلة الشهيرة تسبب بحدوث بعض التغييرات القسرية، حيث لم يعد بالإمكان شراء الفروج بالكميات نفسها، ولا سلق القمح أو استخدام السمن البلدي كما جرت العادة سابقاً.

“رجاء” وهي سيدة من قرية تنورين بريف حمص الغربي، أشارت خلال حديثها لـ كليك نيوز، إلى أنه “رغم قدسية ورمزية هذا العيد منذ طفولتنا إلا أن تراجع القوة الشرائية أرغمنا على الطبخ بالحد الأدنى من الكميات المطلوبة”.

اقرأ أيضاً: هواجس ومخاوف بسببها.. وزير التربية لـ “كليك نيوز”: القرارات الأخيرة لم تكن ارتجالية ومبنية على مجهود العشرات من الاختصاصيين

وأضافت السيدة “بتنا نضع فروجاً واحداً في “الدست” مع نحو 10 كيلو من القمح المسلوق، بعد أن كنا نشتري ونطبخ دون أي تردد لكون الأسعار كانت مقبولة حينها، أما الآن فأقل فروج لا يمكن شراؤه بمئة ألف مهما كان وزنه قليلاً”.

وتابعت “رجاء”، “حتى القمح بات مرتفع السعر ويفوق قدرتنا المالية كسكان لهذه القرية، ووصل الأمر إلى استبدال السمن بالزيت النباتي أو الزبدة أيضاً”.

بدوره، قال “أبو يزن” (60 عاماً) إن “الأزمة الاقتصادية الراهنة في سورية غيرت الكثير من العادات المتعلقة بالأعياد بشكل عام، من عيد الأضحى ورأس السنة وغيرها، جراء التكاليف الباهظة التي أصبحت بمئات الآلاف”.

وأكمل “أما فيما يتعلق بالبربارة فلم نعد نستخدم الدست الكبير لطبخ الكميات الكبيرة من الهريسة، بل استبدلناه بالطناجر كما بتنا نعتمد على الحطب في الطهي عوض الغاز الذي أصبح استهلاكها من الخطوط الحمراء”.

اقرأ أيضاً: رحلة البحث عن حليب الأطفال تتجدد.. الصحة المتهم الأول بفقدانه والأسعار تكوي جيوب الأهالي

وتحدث “أبو يزن” لـ كليك نيوز، عن دلالة هذا العيد وسبب تسميته قائلاً إنه “يعود إلى القديسة بربارة، التي عاشت في القرن الثالث الميلادي، ورفضت الوثنية واختارت المسيحية وهو ما كان من الكبائر حينها بسبب انتشار الوثنية، ما دفع والدها إلى جلدها وحبسها وقتلها بالفاس”.

وأضاف “كان في بداية الأمر عيد خاص بالطائفة المسيحية لكنه تحول لاحقاً إلى مناسبة اجتماعية شاملة تحتفل بها جميع الطوائف، وهذا ما يدل على تآخي السوريين ومحبتهم تجاه بعضهم البعض”.

هذا واختفت معظم ملامح الأعياد على السوريين جراء الوضع الاقتصادي المتدهور، مع كل التكاليف التي تفوق قدرة معظمهم، من شراء الثياب والضيافة وغيرها، حتى أصبح العيد همّاً كبيراً بعد أن كان مصدر فرح وسرور.

عمار إبراهيم – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى