اقتصاد

سلع مزوّرة ومغشوشة تملأ البسطات في شوارع دمشق.. مسؤولون يدعون للمحاسبة

سلع مزوّرة ومغشوشة تملأ البسطات في شوارع دمشق.. مسؤولون يدعون للمحاسبة

 

في الوقت الذي سجلت فيه كافة السلع بالأسواق أسعاراً جنونية، فإن هذا الأمر أفسح المجال لعشرات المواد الغذائية والتي وصفت “بالبديلة والمقلدة والمزورة” بغزو الأسواق، ورغم ما تحمله من الكثير من المخاطر الصحية، غير أن أسعارها لم تكن منافسة، بل قاربت السلع الأصلية.

ومن السلع القليلة الجودة، وبلا بطاقة تعريف أو ماركة تذكر، والتي انتشرت بالأسواق، زيت النخيل، والذي وصل سعر الكيلو منه 18 ألف ليرة، بينما وصل سعر ليتر دوار الشمس إلى 23 ألف ليرة و21 ألف ليرة لليتر زيت الصويا.

وفي هذا السياق، عبر مدير الشؤون الصحية في محافظة دمشق الدكتور قحطان إبراهيم، عبر صحيفة “تشرين” عن استيائه من وجود بسطات كثيرة في أسواق وشوارع دمشق تبيع المواد الغذائية، طالباً من البلديات تحمّل مسؤولية مكافحة وجود هذه البسطات لأنها مخالفة.

وأكد أن وجود غذاء يباع على العربات والبسطات أمر غير مسموح به لتعرضه للشمس والغبار وتلوثه، متمنياً عقد ندوة أو اجتماع لمسؤولي قطاع المجالس المحلية ورؤساء البلديات لوضع حد لهذه الظاهرة السلبية ومكافحتها.

اقرأ أيضاً: الهجرة هاجسهم الأول.. الشباب السوري يعزف عن الزواج جراء تكاليفه الباهظة

وطلب “إبراهيم” من المواطنين عدم التعامل مع أصحاب البسطات الغذائية والشراء منهم، مهما كانت المادة حتى ولو مغلفة، لأنها أصبحت غير نظامية لعدم تخزينها وعرضها بشكل سليم، ما يجعلها تالفة وفيها ضرر بالغ على الصحة العامة.

وفيما يخص زيت النخيل، أكد “إبراهيم” أنه لا قرار بمنع استخدامه وهو غير مضر بالصحة، إلّا أن رائحته غير مقبولة ورخيص ومن أسوأ أنواع الزيوت، لافتاً إلى أنه لا يسبب الأمراض كما يشاع، ولكن وجوده بالمحلات وتعبئته بأكياس وعرضه أمام المحلات بالشمس ممنوع.

بدوره، أكد أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي “عبد الرزاق حبزة” أن زيت النخيل، مصرَّح باستخدامه، ولا يوجد له محاذير في حماية المستهلك أو منظمة الصحة العالمية ولا إشكال عليه في استعماله، رغم نكهته ولونه وكثافته واختلافه عن زيت دوار الشمس وبيعه أرخص من بقية الزيوت.

وأضاف، المواطن يستعين به مرغماً كبديل في ظل ارتفاع أسعار الزيوت النباتية، مبيناً أنه بديل جيد للسمن المهدرج لأنه أجود منه وليس له مضار كالسمنة أو الزبدة النباتية المصنعة.

وأضاف “حبزة”، أن الزيوت من أكثر المواد القابلة للغش وتظهر على أنواع عدة، كخلط زيت الزيتون بالزيت النباتي والذي يستحيل كشفه حسياً إذا كان بنسبة أقل من 50% ويكشف بتحليل كيميائي مخبري.

ولفت لصحيفة “تشرين” أيضاً، إلى وجود زيت بلدي مغشوش بكثرة في الأسواق من الممكن أن يكون زيت نخيل أو زيتاً نباتياً آخر تضاف إليه نكهات وصباغ.

وذكر “حبزة” أن هناك سيارات تجمع الزيت المحروق المستعمل في قلي الفلافل من المطاعم ويجري تكريره لاستعماله ثانية، مشيراً إلى أنه يضر كثيراً بالصحة العامة لتحوله إلى مادة مؤكسدة.

وأضاف، من بين المواد غير الغذائية التي تُغَش زيت المحركات المحروق الذي يجمع من المحلات ثم تعاد تصفيته وتكريره ويعبأ ببراميل “سادكوب” على أنه من إنتاجها وتكون فعاليته منتهية وموجود بالأسواق.

كما أشار “حبزة” إلى وجود سمن بلدي بالأسواق، وهو عبارة عن سمن نباتي مهدرج جرت معالجته وإعطاؤه ملونات ونكهات على أنه سمن عربي، محذراً بشدة من استعمال هذا السمن والشراء فقط من البائع الموثوق به، داعياً إلى زيادة أخذ العينات لتحليلها في المخابر من قبل المعنيين.

وأضاف “حبزة” أن ذات الأمر ينسحب على الألبان والأجبان ومشتقات الحليب، مشيراً إلى أن أغلب الأسواق تعج بأنواعها المغشوشة التي يضطر لها المواطن لرخص ثمنها وحاجته لهذه المواد في غذائه، فالقشطة واللبنة والجبنة السائلة الجامدة أغلبها فيها غش من خلال إضافة النشاء وحليب البودرة وإضافات أخرى لها.

يذكر أنه وبموجب القانون 8 لحماية المستهلك، فالغش ممنوع بكل أشكاله، حيث يحال صاحب الغش بعد تحرير الضبط للقضاء ويعرض لعقوبة صارمة من الغرامة والسجن لكل ما يتعلق بماهية المادة الغذائية بتغيير طبيعتها أو إضافة صبغات أو نكهات صناعية.

مع الإشارة إلى أن هناك الكثير من المواد الأخرى التي تنتشر على البسطات، كالحلويات والمخللات والمنظفات وغيرها الكثير.

ولكن مهما يكن الأمر، ما نود قوله، أنه وفي ظل ازدياد الضغوط المعيشية، لا نستطيع لوم المواطنين لشراء ما يحتاجونه عن البسطات، لكن ما نود التنويه له، أن هذه السلع، قد تكون سبيلاً للنيل من صحتهم، وعندما سيخسرون أضعاف ما حاولوا توفيره.

كان الله في عوننا جميعاً.. فالناس باتت اليوم في الحالتين خاسرة، ولا طاقة لها على شراء لا التقليد ولا الأصلي!!

وعسى أن تكون هذه الأيام الثقيلة، غيمة عابرة.. وتعود سورية نابضة بالحياة بأهلها كما عوّدتنا.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى