اقتصاد

بعد تحليق أسعارها.. “بدائل التدفئة” تخرج من حسابات أهالي حلب

بعد تحليق أسعارها.. “بدائل التدفئة” تخرج من حسابات أهالي حلب

 

حلّ فصل الشتاء هذا العام، كغيره من الشتاءات خلال الأعوام الأخيرة، مرّاً على أغلب العوائل السورية، التي استنفذت جميع سبلها لتدفئة منازلها، بسبب الغلاء غير المسبوق، للمازوت والحطب والصوبيات والكهرباء والملابس والحرامات وغيرها.

ففي حلب، مدينة الشهباء، ومع انخفاض درجات الحرارة، لا يبدو المشهد العام للاستعداد للشتاء جديداً، نتيجة اتساع الهوة بين الدخل وأسعار المشتقات النفطية التي لا تسد مخصصاتها رمق المدافئ، ولا يقدر على تلبية متطلباتها سوى عليَّة القوم، حيث تراجعت وفرة بدائل التدفئة نتيجة زيادة أعداد الراغبين باقتنائها، ما أدى إلى تضاعف أسعارها، وذلك بالتزامن مع عزوف أغلبية الأهالي عن استخدام المازوت لارتفاع أسعاره في السوق السوداء، وفقدان الأمل بالاعتماد على الكهرباء، الغائبة عن خطوط التغذية.

وقال صاحب محل متخصص بلوازم التدفئة وموادها البديلة، لصحيفة “الوطن”، إن الطلب تراجع هذا الشتاء على حبيبات “البيليت” وقشور الفستق الحلبي واللوز والجوز وبذور الزيتون وعجوته، بعد أن حلقت أسعار كل منها، لتتراوح بين 3 و4 آلاف ليرة للكيلو الواحد.

بعد تحليق أسعارها.. "بدائل التدفئة" تخرج من حسابات أهالي حلب
بعد تحليق أسعارها.. “بدائل التدفئة” تخرج من حسابات أهالي حلب

وأضاف، كما تجاوز ثمن مدفأة كل صنف منها المليون ونصف المليون ليرة في الموسم الحالي، وضعف ذلك للمدافئ ذات الجودة العالية، وذلك بعد رواج هذه الأنواع من بدائل التدفئة خلال السنوات القليلة الماضية، بصفتها أقل ضرراً من المواد البلاستيكية وعلى اعتبارها أقل وطأة على جيب المستهلك من مازوت التدفئة.

وقال أحد المواطنين في حي المشهد، إن عملية البحث عن البدائل الرخيصة للتدفئة تسبق قدوم الشتاء بأشهر، وإلا فستفوت الفرصة على اللاهثين وراء حلم تدفئة عظام أبنائهم.

وأضاف، اتفقت مع جارنا النجار على شراء مخلفات ورشته من الخشب بسعر ليرتين سوريتين ونصف الليرة للكيلو الواحد، إلا أنه رفع السعر إلى 4 ليرات الأسبوع الماضي، نتيجة زيادة الطلب على الخشب اليابس، مع انخفاض درجات الحرارة.

وأضح مواطن آخر في حي صلاح الدين، أن استعمال الخشب والحطب في تدفئة المنزل بات من الكماليات، إذ تحتاج مدفأة الحطب يومياً إلى 10 كيلو غرامات من المادة، وإلى نحو طن واحد كأقل تقدير طوال الشتاء، أي إلى خمسة ملايين ليرة، مع احتساب سعر الكيلو الواحد بـ 5 ليرات.

اقرأ أيضاً: الركود الاقتصادي في قطاع العقارات بالحسكة يرخي بظلاله على أسعارها

وأضاف، الحل الأمثل لتقليل تكلفة التدفئة، هو بالاعتماد على مخلفات المنزل من ألبسة بالية وأحذية وأوان بلاستيكية وكرتون وأوراق وغيرها، على الرغم من أضرارها على الصحة.

ولفت إلى أن شراء قصاصات الألبسة من الورش بات أيضاً من الكماليات، ولم يعد متاحاً بعد تنافس الحالمين بشتاء دافئ عليها، وتضاعف أسعارها مرات عديدة.

اقرأ أيضاً: هوس اقتناءها يرفع أسعارها.. طيور الزينة يصل سعرها إلى 20 مليون في الحسكة

يذكر أن أسعار المشتقات النفطية حلقت في السوق السوداء، حيث سجل البنزين 20 ألف ليرة سورية لليتر الواحد، وسعر ليتر المازوت 13 ألف ليرة، وسعر أسطوانة الغاز 130 ألف ليرة، وسعر الطن الواحد من الحطب 2.5 مليون ليرة سورية، وكانت شركة محروقات أشارت قبل أيام إلى أن نسبة توزيع مازوت التدفئة لم تتجاوز 40 % لكافة المحافظات.

هذا ولا تختلف صورة الوضع في حلب عن باقي المحافظات السورية، التي باتت تستعين بأطواق الملابس “إن كان لديها”، وحرامات، لتدفئة عظامها، فعسى أن يمرّ هذا الشتاء “حليماً” على من لا مغيث لهم، وبلا منازل تأويهم، لا سيّما متضرري الزلزال، ولنكن جميعاً يداً واحدة، ونعمل “حسب إمكانياتنا ولو بليرات قليلة”، لإعانة محتاج، فلربما تكون هذه المساعدة “على بساطتها”، تخفيفاً للمعاناة، ومبعثاً للفرح والأمل لدى الكثيرين.

كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى