مجتمعخدميمحلي

العائدون إلى بلدة الشريعة في حماة يشتكون انعدام الخدمات الأساسية وسوء الواقع الخدمي

العائدون إلى بلدة الشريعة في حماة يشتكون انعدام الخدمات الأساسية وسوء الواقع الخدمي

 

اشتكى عدد من الأهالي الذين عادوا مؤخراً إلى بلدة الشريعة التابعة لمنطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، الانعدام شبه الكامل للخدمات الأساسية، وغياب تام لدور المؤسسات الرسمية والمنظمات الإنسانية، الأمر الذي يزيد من صعوبة الأوضاع المعيشية.

وأشارت السيدة “زردة عثمان”، وهي من إحدى السكان العائدين، في حديثها لـ كليك نيوز، إلى أن البلدة تخلو من أبسط وسائل الحياة، منها انعدام المياه الصالحة للشرب حيث وصل سعر تعبئة الخزان عن طريق الصهاريج إلى 40 ألف ليرة سورية، فضلاً عن انقطاع التيار الكهربائي، وغياب المراكز الصحية، وجميعها أسباب لا تُساعد على عودة باقي النازحين إلى بيوتهم.

وأضافت “عثمان”، نأمل أن تنظر المحافظة والجهات المعنية إلى واقع البلدة وسكانها الذي أصبح مزرياً، والمُسارعة إلى وضع حلول عاجلة لحل المشاكل الخدمية.

31 1

أما “أبو خالد” فاشتكى انقطاع التيار الكهربائي الدائم وندرة المياه، فضلاً عن سوء شبكة الصرف الصحي المكشوفة، لعدم توفر أغطية لها وهي ما تسبب بخطر على السكان والأطفال منهم على وجه التحديد، مؤكداً وفاة طفل خلال العام الماضي بعد أن سقط بإحدى الريكارات المكشوفة، ناهيك عن الأوساخ والروائح التي تنبعث وتجلب الحشرات الضارة، وأشار إلى أن البنية التحتية مُنهارة، ولا توجد حركة إعمار داخل البلدة.

وقال مواطن آخر فضل عدم ذكر اسمه، إنه يعيش مع أفراد أسرته واقعاً معيشياً مزرياً منذ حوالي 3 سنوات، وأغلب المحال التجارية مدمرة بشكل تام، ومعظم الأسر تسكن فوق ركام منازلها المُهدمة إثر المواجهات العسكرية.

بدوره، رئيس مجلس بلدة الشريعة “نضال مواس” أوضح في رده عن الشكاوى لـ كليك نيوز، أن عودة الأهالي إلى القرية بدأت منذ 3 سنوات، وأن عدد الأُسر العائدة في الوقت الحالي بلغ حوالي 550 أُسرة، وأغلبهم يعمل بالزراعة.

وأضاف، “ليس باستطاعة الأهالي ترميم منازلهم التي تدمرت بسبب الحرب وأن عمل المنظمات غير كافي، فضلاً عن أن عدد المنازل التي تأثرت جراء كارثة الزلزال في شباط العام الجاري بلغ 322 منزل بحاجة إلى ترميم قمنا برفعها إلى المحافظة وحتى اللحظة لم يأتي شيء حولها”.

اقرأ أيضاً: الحكومة تجد ضالتها في جيب المواطن للحصول على الموارد.. رفع سعر “الخبز الحر” لأكثر من الضعف

وبيّن “المواس” أن المنظمات اتجهت إلى بلدة الشريعة تزامناً مع عودة الأهالي إليها، وأن إحدى هذه المنظمات أهلت ما نسبته 60% من المنازل من خلال تركيب أبواب وشبابيك وهناك 40% منها حتى الآن لم يتم تأهيلها.

وأشار “المواس” إلى أن أهم مطلب للأهالي العائدين هو مياه الشرب حيث أن القرية كانت تروى من بئر وحيد موجود في باب الطاقة تم تأهيله من قبل إحدى المنظمات، وحتى الآن لم يتم وضعه بالخدمة منذ أكثر من سنة وهو قيد التنفيذ.

وفي الوقت الحالي يروى الأهالي عن طريق الآبار ونقل المياه بالكالونات عبر الأكتاف وشراءها أيضاً عن طريق الصهاريج بأسعار باهظة، وحول واقع الكهرباء قال “المواس” إن الكهرباء في القرية عشوائية حتى يومنا هذا وهي عبارة عن أسلاك متدليه فوق المنازل وكل شخص يمدد لمنزله.

وبالنسبة لترحيل القمامة، قال “المواس” إنه تم تخصيص البلدية بجرار من قبل المحافظة وحالياً البلدية قيد العمل به، وحول موضوع الأنقاض وترحيلها أوضح أن البلدية تطلب من الخدمات الفنية عن طريق المحافظة بإرسال سيارات وتركس لتجريف الشوارع وترحيل الانقاض وهذا يتم بشكل دوري.

32

أما بالنسبة للصرف الصحي، فبين “المواس” أنه بحاجة إلى تعزيل وأن المجلس البلدي يطلب من الشركة العامة للصرف الصحي بتعزيل الريكارات وهي من دون أغطية كونها تمت سرقتها من قبل المسلحين، لكن ضغط العمل حال دون متابعة الشركة لهذا الملف.

وأكد “المواس” أن البلدة تفتقد للعديد من الخدمات وأهمها مياه الشرب وباقي الأمور والاحتياجات تتحسن تلقائياً لمجرد حل مشكلة المياه ونحن نعيش على وعود المعنيين.

بينما يحصل الأهالي على مادة الخبز عن طريق معتمد يقوم باستجرار مخصصات الأهالي من فرن السقيلبية الآلي بعد أن تعرض فرن البلدة الخاص للتدمير على يد المجموعات المسلحة.

ولفت “المواس” إلى أن بلدية الشريعة تضم الشريعة والجماسة والمهاجرين والحمراء وأن الواقع الخدمي في هذه القرى سيء والمعاناة ذاتها، وهناك 50 عائلة تسكن مدينة السقيلبية وبأي لحظة هم سيعودون لكن سوء الواقع الخدمي يعيق عودتهم.

يُذكر أن بلدة الشريعة 62 كم شمال غرب الريف الحموي كانت خاضعة لسيطرة فصائل مسلّحة منخرطة ضمن صفوف “جبهة النصرة” و”الحزب التركستاني” والتي عمدت إلى تهجير السكان وتدمير البنية التحتية وجسور كانت تربط البلدة بجوارها قبل أن يحررها الجيش السوري في 11 أيار من العام 2019.

أوس سليمان – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى