اقتصاد

أسعار الذهب تتخطى حاجز النصف مليون ليرة.. ماذا تقول الجمعية وخبراء الاقتصاد حول هذا الارتفاع؟

أسعار الذهب تتخطى حاجز النصف مليون ليرة.. ماذا تقول الجمعية وخبراء الاقتصاد حول هذا الارتفاع؟

 

في رقم قياسي جديد، استطاعت أسعار الذهب في سورية أن تكسر حاجز النصف مليون ليرة، لأول مرة في تاريخها، وسط انعدام القدرة على التنبؤ بما ستؤول إليه أسعار الذهب خلال الايام القادمة.

وبالتزامن مع ارتفاع أونصة الذهب العالمية إلى 1925 دولار للأوقية، بلغ سعر غرام الذهب عيار 21 قيراط 510 آلاف ليرة للمبيع و509 ألف ليرة للشراء، كما بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 قيراط 437143 ليرة للمبيع و436143 للشراء، بحسب نشرة الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات الصادرة ليوم السبت.

وبلغ سعر الأونصة الذهبية السورية، 18 مليون و945 ألف ليرة، وسعر الليرة الذهبية السورية عيار 21 بلغ 4 مليون و335 ألف ليرة.

وتعليقاً على ارتفاع أسعار الذهب، أكد رئيس جمعية الصاغة في دمشق “غسان جزماتي”، لـ كليك نيوز، أن أسعار الذهب مرتبطة بالسعر العالمي.

وأكد “جزماتي” أنه لا يستطيع أحد التنبؤ بما ستؤول إلى أسواق الذهب العالمية، بسبب اشتداد حدّة الأزمة الروسية الأوكرانية.

ولفت نقيب الصاغة، إلى أن أسعار الذهب ليس لها أي علاقة بأسعار العقارات والسلع الغذائية أبداً، مشيرا إلى أن بعض التجار يربطون أسعارهم بسعر الذهب، وهذا ليس إلا جشعاً وطمعاً من قبلهم.

اقرأ أيضاً: تكلفتها بالملايين.. مواطنون يلجؤون لقلع السن المصاب لتجنب تكاليف العلاج

وأشار “جزماتي”، إلى أن الجمعية لا تبيع ذهب أو ليرات، وهي فقط تحدد أسعارها، مشيراً إلى أن امتناع الكثير من أصحاب المحلات عن بيع الليرات يعود لطمعهم بسعر زائد وعدم رغبتهم ببيعها بالسعر النظامي، لأن الليرات ليس عليها أجرة صياغة، وعندما يضمن أن الزبون يدفع له زيادة يقوم ببيعه، وهنا دعا نقيب للشكوى في حال تقاضي أي مبلغ زائد، حيث سيتم إعادة المبلغ لصاحبه وإغلاق محله.

ورداً على تصريحات “جزماتي” السابقة، بأن الذهب لن يصل نصف مليون ليرة، أشار نقيب الصاغة إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن تسوء الأوضاع الروسية الأوكرانية، لهذه الدرجة.

من جهته، أشار الخبير الاقتصادي “عامر شهدا” لـ كليك نيوز، إلى أن ارتفاع سعر الذهب لا يرتبط فقط بالأسواق العالمية، بل يرتبط أيضاً بضعف القوة الشرائية لليرة السورية.

مشيراً إلى أنه معروف عالمياً بأن العلاقة عكسية بين الدولار والذهب في كل دول العالم، يرتفع الذهب وينخفض الدولار والعكس صحيح، بينما في سورية العلاقة طردية بين الدولار والذهب، عند ارتفاع الدولار يرتفع الذهب والعكس صحيح.

وأكد “شهدا” أن هذه الحالة غير صحيحة بالمطلق، ويعود سببها لعدم وجود سياسة نقدية في البلاد أساساً، مشيراً إلى أن المصرف المركزي اليوم يلحق بالسوق السوداء، ويرفع الدولار، وهذا يعني أن المركزي ليس لديه سياسة نقدية يستطيع من خلالها السيطرة على السوق السوداء، ما يؤدي لضعف القوة الشرائية لليرة السورية بسبب القرارات والخطط الحكومية التي تؤدي لنتائج سلبية.

وأشار “شهدا” إلى أن المجتمع السوري اليوم يسعى لشراء الدولار والذهب، وذلك يعني أن هناك ضعفاً بالخطط السياسات الحكومية الخاصة بموضوع الاستثمار والمشاريع الاستثمارية، وإنشاء شركات عامة مساهمة مغفلة من أجل قيام المجتمع بتوظيف أمواله فيها عبر أسهم.

لافتاً إلى أنه وبدلاً من توجيه المواطن لشراء الدولار والذهب، يجب توفير أقنية استثمارية له يستطيع المجتمع من خلاله استثمار أمواله فيها.

وحول توقعاته لأسعار الذهب، أكد “شهدا” لـ كليك نيوز، أنها ستستمر بالارتفاع طالما بقيت الحرب الروسية الأوكرانية قائمة.

في المقابل رأى الخبير الاقتصادي “جورج خزام” أن السعر الذي تضعه جمعية الصاغة للذهب بسعر أقل من قيمته الحقيقية هو عمل يؤدي للمزيد من انهيار سعر صرف الليرة السورية، لأنه يؤدي لتهريب الذهب لدول الجوار حيث السعر الحقيقي الأعلى بالسعر الحقيقي للبورصة العالمية.

وقال “خزام” لـ كليك نيوز، إذا كانت جمعية الصاغة تضع سعر للذهب فهذا يتطلب منها أن يكون لديها ذهب للبيع بهذا السعر المخفض، حيث يضطر الصايغ لرفع أجرة الصياغة لتعويض الفرق.

وأضاف “خزام” منذ بداية انهيار البنوك الأمريكية التي كان أولها انهيار بنك “سيليكون فالي” بسبب نقص السيولة النقدية بالدولار مقابل وجود سندات للخزينة الأمريكية بملايين الدولارات لا يمكن تحصيل قيمتها، ومنذ ذلك الوقت ازداد الطلب العالمي على الذهب لأنه الملاذ الآمن من إفلاس المزيد من البنوك وضياع المدخرات.

ولفت “خزام”، إلى أنه هنالك زيادة بالطلب العالمي على الذهب لسبب آخر وهو قيام دول البريكس بشراء وتخزين احتياطي كبير من الذهب لحماية العملة الجديدة التي سوف يتم إصدارها، وذلك للتدخل السريع بالبورصة في حال بدء تراجع قيمتها.

مشيراً إلى أن ظهور عملة دول البريكس التي تنتج 35% من حجم الإنتاج العالمي هي ضربة قاضية للدولار، ومعه هنالك تخوف من انهيار الدولار ولن يكون الملاذ الآمن البديل عن الدولار للمدخرات سوى الذهب، وبالتالي المزيد من ارتفاع سعره بالبورصات العالمي.

أما في سورية، بحسب الخبير الاقتصادي “جورج خزام”، عندما يبدأ سعر الدولار بالارتفاع أو عندما يتراجع النشاط التجاري بسبب التضييق على الأسواق فإن التاجر بأمواله لن يقوم بشراء بضاعة أو القيام بنشاط استثماري بمدخراته بالليرة السورية، وإنما سوف يقوم بتحويل هذه المدخرات إلى ذهب أو دولار، لأن الذهب هو الوجه الحقيقي القانوني والمشروع الآخر للدولار الممنوع من التداول للحفاظ عليها من تراجع القيمة، مما يؤدي لارتفاع كبير بسعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية ومعه ارتفاع سعر الذهب بالليرة السورية.

يذكر أنه في 11 أيار الماضي، كانت أسعار الذهب في سورية سجلت ولأول مرة في تاريخها نصف مليون ليرة، حيث بلغ سعر الغرام عيار 21 قيراط 500 ألف ليرة للمبيع و499 ألف ليرة للشراء، كما بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 قيراط إلى 428571 ليرة للمبيع و427571 للشراء.

وكان مصرف سورية المركزي، حدد سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي بـ 8500 ليرة للدولار الواحد، كما حدد سعر صرف الليرة السورية مقابل اليورو بـ 9216.98 ليرة سورية لليورو الواحد.

عفراء كوسا – كليك نيوز

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي الموقع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى